محامون: القانون لم يحسم نشر فيديوهات الأطفال.. والعقوبات في "القسوة والإهمال" فقط
«أحمد وزينب» وطفلتهما
يرتكب الآباء والأمهات جرائم ضد أبنائهم، بنشر فيديوهات لأطفالهم عبر مواقع التواصل «فيس بوك، إنستجرام، تويتر، تك توك، يوتيوب»، متجاهلين القانون والعادات والتقاليد، بداية بـ«اليوتيبر أحمد حسن وزوجته»، حتى ربة المنزل بمنطقة الهرم التى استخدمت ابنها فى واقعة الانتقام من طليقها لزواجه من أخرى، وسعى البعض منهم إلى تحويل «طفله» لسلعة تدر عليه مبلغاً مالياً، وآخرون من هواة الشهرة، ولزيادة أعداد المتابعين، والتكسُّب المادى جراء ذلك لاحقاً، وطالب البعض بمحاسبة مرتكبى مثل هذه الأفعال الشنيعة لردعهم ومنع تفشى السلوكيات السلبية المشابهة فى المجتمع، حيث ينص القانون الجنائى على عقوبات رادعة لكل من استخدم طفلاً فى حال تعرُّضه إلى القسوة والإهمال والتهميش، إلى جانب وضع المسئولية كاملة على الوالدين فى توفير سبل رعاية الطفل كلها.
"الفقى": يجب أن يكون هناك خرق بحق الطفل
وقال الدكتور عماد الفقى، عميد كلية الحقوق بجامعة السادات، إن «التشريع والقانون لم يحسما واقعة استخدام الأطفال فى فيديوهات على مواقع التواصل، إلا إذا وقع ضرر للطفل فى هذه الحالة يتم تقديم الأب أو الأم أو الشخص إلى المحاكمة، وهذا بعد تحقيق من قبَل النيابة العامة تثبت أن الأبوين استغلاه استغلالاً يشكل جريمة، أما إذا كان الفيديو مضمونه الترفيه أو إصدار مواهب، فلا عقاب».
"شعبان": لا عقوبة على استغلالهم إذا لم يتعرضوا لأذى
وأكد شعبان سعيد، المحامى بالنقض، أن «القانون يعاقب الأبوين فى حالة أن يكون هناك عمل ضار للطفل، ولا يكفى أن الأشخاص يروجون لفيديوهات وغرضهم الربح منها فى حالة إبراز صور أو فيديوهات، ويظهر جزء من أعضاء الطفل، لأن مثلها يتم حفظها لمدة سنوات على الشبكة العنكبوتية، ما يؤدى لضرر نفسى على الطفل».
وأكد «سعيد» أن «وزارة الداخلية دورها تطبيق القانون، وضبط الجرائم المنافية للمصلحة العامة وللأشخاص، وهى إذا وجدت فيديو يتضمن مشاهد تؤثر على المجتمع، ومتضمناً بها أطفال يتم التحرك قانونياً ضدهم».
وقال مصدر أمنى إن «مباحث الإنترنت وغرفة المتابعة تتابع جميع الفيديوهات التى تبث من خلال مواقع التواصل بأنواعها سواء (فيس بوك، إنستجرام، تويتر، تك توك، يوتيوب)، ويتم فحص تلك الفيديوهات، وتحرير محاضر ضد أصحابها وتقديمهم إلى النيابة العامة»، مشيراً إلى أنه فى واقعة اليوتيبر أحمد حسن وزوجته تم التحرك ضدها بعد تلقى الشرطة بلاغاً من مجلس «الأمومة والطفولة» بالواقعة، وأحيلت إلى النيابة العامة للتحقيق فيها، وأيضاً الواقعة الثانية بتصوير ربة منزل لنجلها، وهى تعتدى عليه بالضرب للانتقام من طليقها، حيث تم ضبطها وإحالتها إلى النيابة، بدائرة قسم الهرم، موضحاً أن «هناك آلاف الفيديوهات التى يتم الترويج لها من قبَل المواطنين بصحبة أطفالهم، ويكون مضمونها الترفيه أو الشهرة، وهذه الفيديوهات لا يتم المعاقبة عليها قانونياً.
وكان أشهر الفيديوهات، التى نشرها اليوتيوبر أحمد حسن، مقطع فيديو يجمعه بزوجته وابنته، فى طريقهما إلى الشهر العقارى لتسلم شهادة ميلاد ابنتهما، معبرين عن سعادتهما بذلك، حيث قالت والدتها «زينب»: «أنا فرحانة علشان هعرف أطعّمها بعد ما آخد الشهادة، وفرحانة أكتر إنى هعرف أسافر بيها زى ما وعدنى جوزى أحمد حسن».
ووصل عدد مشاهدات الفيديو، الذى تم نشره تحت عنوان «أخيراً.. طلعنا شهادة ميلاد لبنتنا وأخدت حقنة التطعيم للمرة الأولى»، إلى 328 ألف مشاهدة بعد دقائق قليلة من عرضه.
ونشر «أحمد» عدة فيديوهات لابنته منذ وصولها إلى الدنيا، بداية من داخل غرفة عمليات «الولادة»، كما كرر نشر عدة فيديوهات لها تحت مسمى «أول مرة ابنتنا ترضع من زينب»، كما نشر فيديو آخر على مدار 21 دقيقة، ظهرا خلال حملهما لابنتهما بالتناوب، مطالبين الجمهور بالمزيد من تسجيلات الإعجاب والمشاركات والاشتراك فى القناة، ليوجه الأب رسالة إلى المشاهدين: «عايز اليوتيوب يتفاجئ من التفاعل، ولو مش هتعملوا اشتراك علشانى أنا وزينب اعملوا علشان إيلين»، مستمراً فى حملها وتقريب وجهها من الكاميرا لتستمر فى البكاء، حتى علّق: «إيلين مستاءة مش عارف ليه؟».
والفيديو الأخير ظهرت «زينب»، فى فيديو آخر، وهى ترضع ابنتها صناعياً، فى ظل تحدث زوجها عن تقلص حجم «إيلين» منذ الولادة، ليحقق ذلك المقطع المصور ما يزيد على 3 ملايين مشاهدة خلال فترة قليلة.
اقرأ أيضًا:
تعاطف لحظي ونجومية افتراضية.. أطفال "التريند": "شهرة" من رحم المعاناة
خبراء "نفس واجتماع": أطفال "التريند" معرَّضون لـ"السخرية والتنمر"