«سيدة» راحت الشهر العقارى لتحرير توكيل لـ«السيسى» ببطاقة «السيسى»
استيقظت باكراً، واصطحبت طفلها الصغير فى رحلتها إلى مكتب الشهر العقارى، وبعد تكبدها مشقة الطريق وحرارة الشمس وسؤال المارة والجيران عن مكان وكيفية عمل «توكيل» لمرشح رئاسى، اصطدمت بالكلمات المقتضبة التى فاجأها بها موظف الشهر العقارى: «مينفعش تعملى توكيل عشان مش معاكى بطاقة».
سيدة إبراهيم، فى العقد الخامس من عمرها، فقدت بطاقتها وحررت محضراً بذلك، كما قامت بعمل بدل فاقد لها لم تستلمه بعد، لكنها لم تنتبه إلى أن هذا الأمر سيعيق تحرير توكيل لـ«عبدالفتاح السيسى»، المرشح الرئاسى المحتمل، والأقرب إلى قلبها: «بيفكرنى بجمال والسادات، وحاسة إن هو اللى هيجيب حق البلد».
صورة المحضر الذى يثبت فقدانها لبطاقتها منذ فترة أو صورة البطاقة التى فُقدت، لم تفلحا فى عمل توكيل للمرشح «عبدالفتاح السيسى»، وهو ما دفع «سيدة» إلى إبراز بطاقة «السيسى» ظناً منها أن كل الموجودين بمكتب الشهر العقارى قاموا بنفس الفعل: «اشتريت بطاقة السيسى وشايلاها معايا طول الوقت، وكل اللى فى الشهر العقارى حاملين صورة وبطاقة السيسى وعملوا توكيلات.. اشمعنى أنا».
لم تيأس «سيدة» وقررت العودة مجدداً إلى مقر الشهر العقارى، الموجود فى شارع «مراد» بمنطقة الجيزة، على أمل عمل التوكيل: «هاجى مرة واتنين وتلاتة، ولو الوقت سمح ولسه ماستكفوش بالتوكيلات، بعد ما استلم البطاقة هحاول أعمل توكيل»، خاصة أن الأجواء الاحتفالية، التى وجدتها فى مقر الشهر العقارى، هدأت من روعها وحزنها لعدم عمل التوكيل: «زغاريد ومهرجانات من أول اليوم كأن العيد جه.. والعيد الحقيقى يوم ما يفوز السيسى».