■ ينقطع التيار الكهربائى الآن بصورة منتظمة يومياً.. ربما أكثر مما كان يفعل أيام حكم المندوب الإخوانى لمصر! ويبدو أن الأمر يحتاج لما هو أكثر من «عشرين جنيهاً» لعامل سكينة الكهرباء لإيقاف هذه المأساة! الكارثة هى توقف المواطنين عن التذمر لانقطاع التيار.. بل إن السعادة تبدو على الوجوه الآن.. إذا عاد التيار بعد زمن أقصر.. لقد أصبحت عودة التيار الكهربائى شيئاً يستحق الفرحة!
■ فى برشلونة فى العام الماضى.. انقطع التيار الكهربائى لمدة ساعتين كاملتين لخلل فى محطة توليد الكهرباء بالمدينة.. فما كان من الحكومة إلا أن أقالت وزير الطاقة الإسبانى بعدها.. وقامت بصرف تعويضات للمواطنين تتمثل فى تخفيض يصل إلى النصف على فواتير الكهرباء لهذا الشهر.. مع اعتذار صريح من رئيس الحكومة وعمدة برشلونة للمواطنين فى التليفزيون المحلى.
هناك، بعيداً.. فى العالم الغربى.. توصلوا إلى نظام اجتماعى ظريف.. يلقبونه بالدولة!.. والأدهى من ذلك.. أن هذا النظام العجيب.. يحترم حقوق المواطنين الذين يعيشون فى الجوار.. والذين يدفعون أجورهم من ضرائبهم!
«ما زال اختراع العجلة أمراً عسيراً علينا معشر المصريين!»
■ «بدلاً من أن تلعن الظلام.. لا تقف ساكناً.. بيع شمع واسترزق!!»
■ إن قطع التيار الكهربائى لساعات يومياً بهدف توفير الاستهلاك لا ينتج عنه أى توفير.. لأنه ببساطة يتم استهلاك معدلات أعلى فى الفترة التى يأتى فيها التيار لشحن الكشافات التى تستعمل أثناء انقطاعه.. فضلاً عن استهلاك أنواع أخرى من الطاقة بخلاف الكهرباء لتشغيل المولدات.. باختصار يعتبر قطع التيار الكهربائى وسيلة للحكومة لتوفير «دعم» الطاقة.. على أن يتحمل المواطنون هذا الفرق من جيوبهم!!
لم يلتفت أحد من القائمين على الأمور والذين تفتق ذهنهم عن هذا الحل الرائع لعلاج عجز الطاقة إلى عدد الحالات التى يمكن أن تموت داخل العنايات المركزة بسبب انقطاع التيار الكهربائى عن الأجهزة المسئولة عن حياتهم.. حتى المولدات التى تعمل لتعويض انقطاع التيار غير مجهزة للعمل لهذه الساعات الطويلة التى اعتدنا عليها! إن التأقلم مع المشكلة ليس حلاً.. وإنما هو سلاح الفشلة فى كل زمان.. والاستسلام لهذا النوع من الحلول لا يؤدى إلا إلى تمدد قائمة الاحتياجات الأساسية المفقودة.. والتى تؤدى فى المعتاد إلى قيام الثورات
«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. طاقة كهربية».
■ إن الذين يبررون انقطاع الكهرباء الآن هم أنفسهم من كانوا يسبون مرسى ورفاقه بالأب والأم حين كانت تنقطع فى العام الماضى.. وحلول وزارة محلب لم تختلف كثيراً عن حلول قنديل الخاصة بلبس القطونيل!!
■ لم يفكر أحد من السادة الذين يدّعون أنهم وزراء فى إيجاد بدائل للطاقة.. أو إلى استغلال الطاقة الشمسية.. أو حتى إلى إحياء مشروع الطاقة النووية المصرى.. لم يفكر أحد من المسئولين كيف يمكن أن يتم إعادة توزيع دعم الطاقة للمصانع الكبرى طبقاً لحجم المصنع ونوع المنتج وسعره التنافسى فى الأسواق العالمية.. أو حتى رفع الدعم وخصم ما يقابله من الضرائب المستحقة على المصنع نفسه.. بدلاً من عجز الحكومة عن تحصيل الضرائب من الأساس!!
■ تكرار الأخطاء من الماضى القريب لن يؤدى إلا إلى استحضار ماضٍ أقرب.. ومن خرجوا لعزل مرسى ومن قبله مبارك.. أصبحوا نافدى الصبر.. وأصبح أسهل عليهم أن يخرجوا لعزل الرئيس المقبل.. بدلاً من أن يبقوا فى منازلهم فى الظلام.