سيجارة وكاس.. حكاية أغنية لمحمد عبد الوهاب عندما كان نقيبًا للموسيقيين
محمد عبد الوهاب
"الدنيا سيجارة وكاس للي هجروه الناس.. يا ويل اللي مالوهوش كاس.. آه يا ويله"، كلمات أغنية للشاعر حسين السيد، والتي تغنى بها الفنان محمد عبد الوهاب، عندما كان نقيبًا للموسيقيين، عام 1951، والتي أثارت جدلًا خلال طرحها.
مصطفى محمود، في حوار تليفزيوني سابق له، يقول: "ذهبت لصديقي عبد الوهاب، قلت له أنا هقابل ربنا بشوية كلام، قالي ده اسمه فن، طب ما أنا هقابل ربنا بشوية فن، قلت له هتقابل ربنا بلاش تبوسني في عنيا والدنيا سيجارة وكاس، بيني وبينك يا عُبد أنت موقفك مش مضمون، ليبدأ بينا سجال شديد، عن أهمية الفن والكلمة.. وبات يُحدثني عن خطورة الفن وأنه يُغير الدنيا".
قطاع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أشار إلى كلمات هذه الأغنية، بعد الأزمة التي أثيرت مؤخرًا، بين نقابة الموسيقيين، ومُغني المهرجانات، على خلفية الانتقادات الحادة التى وجهت لحسن شاكوش وعمر كمال، أصحاب مهرجان "بنت الجيران"، وجملة "حشيش وخمور"، في حفل ستاد القاهرة، يوم 14 فبراير.
من جانبه، علق الناقد الموسيقي محمود فوزي السيد، على تفاوت آراء الجمهور، بين هاتين الأغنيتين، إذ يقول: "محمد عبد الوهاب، قيمة كبيرة، ويُغني على مدار سنواتٍ طوال، ويشدو بكلمات وألحانٍ رائعة"، موضحًا أنه تغنى بـ"سيجارة وكاس" كونها كانت مُرتبطة بحالة خاصة في العصر الذي كان يعيش فيه.. الكاس كان شيئًا طبيعيًا لوجود عدد كبير من الأجانب في مصر، وكذلك البارات".
وأضاف لـ"الوطن": "محمد عبد الوهاب، تكلم بلغة عصره، بعيدًا عن الإسفاف أو الابتذال، فالكلمات مُقدمة من خلال صوتٍ جيد ويتقبله الجمهور، موضحًا: "ماحدش يجي يقول خمور وحشيش، وهو أصلًا صوته وحش، وتبرر إنه جاي من المجتمع، مش كل اللي يحصل في المجتمع نطلعه على الشاشة".
وتابع: "الناس بتاعة زمان شيك جدًا وراقية، وصوتهم حلو، حتى عبد الوهاب كان بيقول من غير تجريح، لكن النهاردة الكلام كله تجريح"، مؤكدًا: "الصوت وطريقة التقديم واختلاف العصر، سبب هذا التفاوت بين الماضي والحاضر".