أساتذة علم نفس واجتماع: تفاخُر مطربي "المهرجانات" بسياراتهم الفارهة "شبع من بعد جوع"
"العشوائيات" مصدر لتفريخ هؤلاء المطربين
حمو بيكا وعمر كمال
قال أساتذة علم نفس واجتماع إن تأثير أغانى المهرجانات على المجتمع، بما تحتويه من كلمات مشجعة لحمل السلاح والعنف، يشجع على البلطجة فى ظل انتشار العشوائيات، مشيرين إلى أن ظهور تلك الأغانى بهذه السرعة جاء نتيجة سهولة إنتاجها، ووصفوها بـ«الهابطة والمسفة»، وطالب بعضهم بتعاظم الدور الرقابى على إصدارات الأغانى والأعمال الفنية، محذرين من خطورتها على المجتمع، فيما أوضح البعض أن الظاهرة عبارة عن فقاعة وستنتهى بمرور الوقت ولن يكون لها تأثير عميق على المجتمع.
وناشدت الدكتورة إنشاد عز الدين عمران، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، الحكومة التدخل لوقف أغانى المهرجانات والأعمال الفنية التى وصفتها بـ«الفاسدة للذوق العام»، والتى انتشرت خلال السنوات الماضية، وكذلك ظهور المطربين الشعبيين «حمو بيكا وشاكوش»، وغيرهما ممن يقدمون أغانى تفسد الذوق المجتمعى، مشيرة إلى أن تعاظم الدور الرقابى فى الدولة سيحد من هذه الظاهرة التى تنتشر وتكبر مع الوقت من دون أى محاولة لوقفها أو تحجيمها، مضيفة أن ظهور هذه الأغانى الهابطة نتيجة تغير مجتمعى، وهى تعبر عن الحالة الاجتماعية المصرية التى تم إهمالها بشكل كبير، ما أدى إلى خلق مجتمع مشوه يعزز ويحب هذا الإسفاف فى صورة أغانى مهرجانات وأعمال فنية مثل الأفلام، قائلة: «من زمان كان فيه أغانى شعبية ولكنها كانت محترمة والعامة كلها كانت بتسمعها، لكن دلوقتى إحنا بنسمع ألفاظ وأغانى هابطة والنفخ فيها بيكبرها أكتر وأكتر وهناك تغير خطير فى المجتمع بيحصل».
"إنشاد": لا بد من تعاظم الدور الرقابى لتحجيم الإسفاف والأغانى الهابطة
وتتابع «إنشاد»: «الإقبال على المهرجانات والأعمال المسفة دى تم بإرادة المجتمع والناس، يعنى مش هما المطربين اللى دفعوا للناس فلوس علشان يسمعوهم ولا يتفرجوا عليهم، بالعكس الناس اتفرجت بإرادتها والتأييد والنفخ مستمر، وللأسف إحنا بننفخ فى نار وهتحرقنا كلنا بعد كده لما المجتمع يتدمر كله»، مشيرة إلى أن هذا الفن يتناقض مع عادات وتقاليد المجتمع المصرى ويمكن تصنيفه أنه أعمالاً مسفة من أغانٍ تحرض على العنف وفن هابط، بل وأعمال تليفزيونية أيضاً تحرض على تجارة السلاح والمخدرات.
وتضيف «إنشاد» أن السبب فى نشوء هذه الأجيال وضياع الثقافة والذوق العام، هو الإهمال فى المؤسسات التعليمية وغياب دور الأسرة وتراجع دور المؤسسات الدينية، إلى جانب غياب الرقابة من الحكومة على هذه المؤسسات، وتراجع أداء الرقابة الفنية التى تسمح بإذاعة هذه الأغانى المشجعة على الإسفاف. قائلة: «والإسفاف والتظاهر بالسيارات اللى بيظهر من المطربين دول جه نتيجة شبع من بعد جوع، فبيخرج كل ما هو تربى عليه فى بيئته وكمان يتظاهر بما يملك ما يثير الشباب الفقير المعدوم».
"مدنى": كلمات العنف تزيد من الحالة الشعورية السلبية وتشجع على الجريمة.. ونحتاج إلى أغانٍ تحث على السلام والمحبة
ويقول الدكتور عادل محمد مدنى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن أغانى المهرجانات تزيد من الحالة الشعورية لدى الشباب بالانضمام إلى مجموعات وتشكيلات تستخدم العنف، ما يؤدى إلى انتشار الجريمة فى المجتمع، وهذا هو أكبر عاقبة ناتجة عن أغانى المهرجانات، مشيراً إلى أن فرص تأثيرها على الشباب العاطل وكل من يمر بحالة إحباط أو اكتئاب تكون أكبر من بقية الأشخاص، مناشداً وقف هذه الأغانى لحماية المجتمع من العنف وتحفيز الشباب على العنف، وبث أغانٍ أخرى بديلة تحث على السلام والإخوة لتحسين العلاقة بين الأشخاص، محذراً من انقلاب هذا التأثير على المجتمع بزيادة معدلات الجريمة، قائلاً: «حالياً مشكلة لكن المجتمع المصرى وشعب مصر أعتقد إنه ذكى ومش هيستمر فى هذه المرحلة ودى هتكون ظاهرة وهتعدى».
وتقول الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، إن أغانى المهرجانات ظاهرة مجتمعية مؤقتة وستنتهى بعد فترة، وهى كموجات أخرى تظهر فى المجتمعات مثلما حدث فى بريطانيا، حيث ظهرت موجة أغانى «الخنافس»، ووقتها كان هذا اللفظ يعتبر «سُبة»، ولكنها انتهت ولم يعد لها وجود، مشبهة أغانى المهرجانات المصرية كأنها حادثة وقعت فى عرض الطريق ستجد من يتجمع حولها لكن الوجود حولها غير مستمر سوى لفترة بسيطة ولن تدوم، معلقة: «الأغانى اللى من النوع ده زائفة وسريعة زى الفرقعة لا تترك أثراً قوياً، يعنى ممكن تسمع سيد درويش، وتبقى مبتهج لحد دلوقتى وده لأنه فن أصيل يدوم، عكس الأغانى الهابطة والفرقعات التى تنتهى بسرعة».