منسق "إحساسك نعمة": 500 قافلة للتوعية.. وصرفنا 600 ألف علبة دواء مجاناً
د. مينا يتحدث لـ«الوطن»
قال الدكتور مينا منير، المنسق العام للحملة القومية لعلاج التهاب الأعصاب الطرفية «إحساسك نعمة»، إن «الحملة لا يوجد لها إطار زمنى، وستكون مستمرة، نظراً لارتفاع أعداد مرضى التهاب الأعصاب الطرفية سواء نتيجة (السكرى) أو أمراض أخرى»، منوهاً بأن الحملة فحصت 350 ألف مريض خلال عام، مشيراً إلى إصدار أول دليل استرشادى مصرى للمرض وجارٍ ترجمته للعربية.
وأضاف «منير» خلال حواره لـ«الوطن»، بمناسبة مرور عام على الحملة، أنها «استطاعت إطلاق 500 قافلة طبية خلال عام واحد، بداية من أسوان مروراً بالقاهرة وصولاً إلى الإسكندرية»، لافتاً إلى أنها «استهدفت 3 عناصر رئيسية: المريض لرفع درجة وعيه بالمرض والطبيب والصيدلى المتعامل مع المريض بشكل مباشر». وإلى نص الحوار:
د. مينا منير: النساء أكثر إصابة بالمرض من الرجال.. ومضاعفاته تصل إلى "البتر" و"الوفاة"
لماذا أطلقتم حملة تستهدف علاج التهاب «الأعصاب الطرفية» دون غيره من الأمراض؟
- لأنه يكون ناتجاً عن الإصابة بأمراض أخرى، حيث إن 60% منه بسبب الإصابة بـ«السكرى»، و40% من أمراض أخرى متنوعة، مثل الانزلاق الغضروفى أو وجود اختناق فى القناة العصبية أو يكون ناتجاً عن ممارسات خاطئة تضغط على الأعصاب، مثل الجلوس لفترات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر، أو وجود سمنة مفرطة، مثل الدهون المتراكمة فى منطقة البطن التى تضغط بدورها على أعصاب العمود الفقرى، ورغم ذلك لا يعرف الكثير من الناس معلومات عن هذا المرض.
وما أهمية الكشف المبكر والتوعية بهذا المرض؟
- إذا أصيب الإنسان بهذا المرض دون أن يعالجه، فإن مضاعفاته تكون شديدة الخطورة تتراوح ما بين البتر والوفاة، لذلك فإن الكشف عنه فى وقت مبكر وعلاجه، قد يمنع كارثة، خاصة أن كل 20 ثانية هناك «رجل» يتم بترها على مستوى العالم بسبب مرض السكر، وغالباً 50% من المرضى الذين يتعرضون للبتر يتوفون خلال 5 سنوات بسبب التهاب الأعصاب الطرفية الناتج عن مرض السكرى، أما نوع الالتهاب الآخر فيصيب المريض بشلل.
كيف جاء التنسيق بينكم وبين حملة «100 مليون صحة»؟
- عرضنا الفكرة على الدكتور هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والتى رحبت بالحملة وأصبحت تحت إشرافها، ووضعتها كجزء من حملة «100 مليون صحة»، وبالفعل كنا ننزل معهم، ويتم تحويل المرضى المصابين بالسكر إلينا لفحصهم فى حال وجود مريض مصاب بالتهاب الأعصاب الطرفية، وكنا نصرف لهم أدوية مجانية من قبل الشركة، وخلال عام واحد استطعنا فحص 350 ألف مريض من خلال 500 قافلة طبية، وصرف 600 ألف علبة دواء مجاناً بعدما كان المستهدف 250 ألفاً.
كيف يتم تحديد أماكن القوافل التابعة للحملة؟
- يوجد نوعان من القوافل، الأول ضمن «100 مليون صحة»، والثانى يتم تنظيمها وفقاً للأماكن الأكثر احتياجاً، خاصة الصعيد والدلتا، فكلما ابتعدنا عن القاهرة الكبرى، زادت حالات الإصابة بمرض التهاب الأعصاب الطرفية، وعندما ذهبنا إلى تلك المناطق وجدنا وعياً وإقبالاً شديداً من قبل الأهالى، ونسق معنا عدد من الجمعيات الأهلية وكذلك الكنائس والمساجد لعمل قوافل فى أماكن متنوعة.
أصدرنا أول دليل استرشادى مصرى للمرض وجارٍ ترجمته للعربية.. وتعاونّا مع 5000 صيدلية لتوعية المرضى
هل تقتصر الحملة على توقيع الكشف وصرف الأدوية؟
- الحملة تعتمد على 3 عناصر رئيسية، (المريض، الطبيب، الصيدلى»، لذلك أطلقنا عليها حملة الـ360 درجة، نقدم خلالها التوعية للمريض الذى يتم الكشف عليه، وتقديم توعية تثقيفية وعلاجية، والصيدلى باعتباره أول شخص يذهب إليه المريض فى حال شعوره بألم، ووفرنا نصف مليون ملصق توعوى فى 5 آلاف صيدلية على مستوى الجمهورية.
وماذا عن دور الطبيب؟
الأطباء يعدون سفراء للحملة، حيث شارك معنا قرابة 1000 طبيب، بل وعقد كبار الأطباء من تخصصات مختلفة من الجمعية المصرية للقدم السكرى والمعهد القومى للسكر والغدد الصماء، والجمعية المصرية للأمراض النفسية والعصبية وجراحة الأعصاب ورشة عمل كبيرة استعرضوا خلالها جميع الخطوط الاسترشادية العالمية للمرض، وانتهوا بوضع أول دليل استرشادى مصرى للمرض، وحالياً نترجمه إلى العربية حتى يستفيد الجميع.
وزعنا نصف مليون ملصق توعوى على الصيدليات.. وجارٍ تدريب 600 طبيب من شباب الأطباء لزيادة التوعية بالمرض
ما آخر التطورات الخاصة بالحملة؟
- نركز الفترة المقبلة على مشروع تعليم مستمر لشباب الأطباء، لتدريبهم على طرق الكشف المبكر عن المرض، وسيتم اختيار 600 منهم على مستوى الجمهورية لترشيحهم من قبل الوزارة ووكلائها حتى يكونوا نواة لغيرهم من الأطباء فيما بعد، وسيحتوى المشروع على ورش عمل يكشف خلالها الأطباء على مرضى حقيقيين، وسيتم مدهم بأجهزة تساعدهم فى الكشف، وفور انتهاء الطبيب من التدريب سيحصل على الجهاز ليستخدمه فيما بعد فى عيادته أو المستشفى التى يعمل بها.
وماذا عن مشاركة «إحساسك نعمة» فى الحملة القومية لـ«صحة المرأة»؟
- كلفتنا وزيرة الصحة، بالاشتراك فى الحملة القومية لصحة المرأة، لأن كثيراً جداً من السيدات اللاتى يوقع عليهن المسح، يكن مصابات بمرض السكرى، وهنا يأتى دورنا فى التوعية بالمرض وأعراضه حتى لا يتحول إلى التهاب الأعصاب الطرفية، خاصة أن السيدات أكثر عرضة له نظراً لطبيعة جسد المرأة التشريحية، حيث إن الشكل التشريحى لرسغ المرأة يكون أصغر من الرجل، وبالتالى يكون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأعصاب، فضلاً عن أن أعمال المرأة المنزلية كالغسيل اليدوى والخياطة، يمكن أن تضغط على أعصاب الرسغ وحمل الأطفال أيضاً يضغط على أعصاب العمود الفقرى، وبالتالى مع الوقت قد يؤدى ذلك إلى التهاب الأعصاب الطرفية، لذلك فإن التوعية أمر هام جداً.