نوال الزغبي لـ"الوطن": الثورات العربية انحرفت عن مسارها.. ولبنان وطن يبحث عن الحكمة
لم يكن الربيع العربى، كما تصور الكثيرون، محملاً برائحة زكية.. ولم يكن ملهماً للباحثين عن الحرية والغناء، فقد أجبرت الظروف السياسية عدداً كبيراً من المطربين على الاختفاء والابتعاد عن الساحة الفنية لسنوات.. وفى المقدمة تأتى اللبنانية نوال الزغبى الغائبة منذ ثلاث سنوات، والتى ترى أن الغناء لن يكون مؤثراً فى مناخ تفوح منه رائحة الدم والرصاص.. لكنها فى الوقت نفسه ترى أن الفنان مُطالَب بالاشتباك والالتحام مع أوجاع مجتمعه وأن يسعى للتخفيف عن جمهوره بفن حقيقى لا يحمل شبهة الابتذال.[FirstQuote]
عن أسباب الغياب وحال الغناء والجديد الذى تنوى تقديمه للجمهور، دار هذا الحوار مع الفنانة نوال الزغبى..
■ بداية، لماذا غيابك أكثر من 3 سنوات عن مصر منذ ألبوم «ماعرفش ليه» فى 2011؟
- بكل تأكيد لم أبتعد بمحض إرادتى، فقد فرضت هذا الغياب الأوضاع الأمنية المتدهورة وغير المستقرة فى المنطقة العربية. ومع ذلك، كان متقطعاً، خصوصاً أننى قدمت أغنية «غريبة هالدنيى» المنفردة التى تعادل إصدار ألبوم، والأغنية العراقية «غازلنى» التى أديتها على المسرح فى أكثر من برنامج مواهب.
■ إلى أين وصلتِ فى تحضيرات ألبومك الجديد؟ وكم لهجة تغنين فى الألبوم؟
- أسعى من خلال ألبومى الجديد إلى تقديم عمل يُرضى كل الأذواق، لقد دخلت الاستوديو لتسجيل الأغانى. وسيكون ألبوماً شاملاً ومتنوعاً من حيث المواضيع واللهجات اللبنانية والمصرية والخليجية. ولا أزال أستمع إلى الأعمال من الملحنين الذين تعاونت معهم من قبل، مثل محمد رحيم وعمرو مصطفى.
■ قمتِ بإعادة غناء أغنية العندليب «حبيبتى من تكون»، فهل تفكرين فى إعادة التجربة مرة أخرى؟ وما الأغنية التى تتمنين أن تعيديها بصوتك؟
- مهم جداً أن يسعى الفنان لتقديم أفكار مبتكرة تجعله دائماً على تواصل مستمر مع جمهوره، «حبيبتى من تكون» كانت تجربة جيدة وحققت الهدف، وفى العام الماضى قدمت أغنية «بكرة يا حبيبى»، ولكن فى الوقت الحالى مشغولة بالتحضير للألبوم الجديد وأبذل جهداً كبيراً لتقديم شىء جيد.
■ هل أثرت حياتك الشخصية على مشوارك الفنى خلال الفترة السابقة، خصوصاً بعد مشاكل الانفصال؟
- دائماً يكون الحكم على الأشياء بالنتائج، وليس بالكلام، صحيح أننى عشت ظروفاً صعبة، ولكنى لم أترك نفسى فريسة لها، وأعمالى خير مجيب عن هذا السؤال. هناك من يعيشون استقراراً عائلياً ولا يقدمون أغانى ناجحة، والعكس صحيح.
■ إلى أين وصلت مفاوضات محطة «MBC» لتقديم برنامج على شاشتها؟
- أنا منشغلة بتحضير ألبومى حالياً، كما أننى ضيفة برامج «MBC».. وأكتفى بذلك فى الوقت الراهن!
■ بدايتك كانت مع النجم وائل كفورى.. فهل تفكرين فى إعادة التجربة والغناء معه مرة أخرى؟
- لا يمكن أن أجيب عن هذا السؤال بمفردى، فوائل لم يقدم أغنية دويتو إلا معى حتى هذه اللحظة أيضاً. أنا حريصة على تقديم الأغنية المميزة بالطبع، وستكون كذلك، إلى جانب صوت كبير مثل وائل. ويعتبر دويتو «مين حبيبى أنا» اليوم مثالاً يُحتذى للأعمال الثنائية الناجحة، والدليل أنه مضت سنوات ولا يزال يُذكر كدويتو ناجح، رغم أنه لم يصوّر، فمفهوم الأغنية المصورة لم يكن رائجاً.
■ من المطرب الذى وصل إلى العالمية من وجهة نظرك؟
- أتمنى أن يكون كل النجوم العرب عالميين. قد تعبر هذه الإجابة شديدة الدبلوماسية، ولكنى بشكل حقيقى أرى محاولات جادة من قِبل عدد من نجوم الغناء فى العالم العربى، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم ترجمة هذه المحاولات إلى واقع ينطق ويتحرك.. باختصار لم يصل مطرب عربى إلى العالمية حتى الآن.
■ شيرين وعدد من المطربات تربطك بهن علاقة صداقة، فهل تؤمنين بمفهوم الصداقة بين النجمات، أم أنها مجرّد تبادل مصالح؟
- تربطنى علاقة طيبة مع أكثر من فنانة. وبالتأكيد شيرين صديقتى، تروقنى عفويتها وخفة ظلها.. الصداقة شىء جميل، ولو عرفت المصالح فسدت، ولا تكون مفيدة على الإطلاق، وأنا والحمد لله أعرف قيمة الصداقة وشديدة الحرص على العلاقات الإنسانية التى تربط بينى وبين الناس.
■ وما رأيك فى تجربة شيرين فى «ذا فويس»؟
- أراها تجربة ناجحة، فقد أثبتت شيرين حضورها القوى بين ثلاثة رجال، «عاصى» و«صابر» و«كاظم» الذين يسبقونها بالتجربة.
■ هل تفكرين فى التمثيل؟ وما رأيك فى اتجاه عدد كبير من النجوم إلى التمثيل فى الفترة الأخيرة مثل عمرو دياب؟
- لا يشغلنى التمثيل، وأهتم بالأمر فقط أثناء تصوير كليباتى الغنائية، وأعلم أن عمرو دياب خاض تجربة التمثيل أكثر من مرة، وأرجو أن ينجح فى كل خطوة يقدم عليها.. وأعتبر الفنان عبدالحليم حافظ أصدق مطرب دخل عالم التمثيل.
■ ما رأيك فى الأوضاع السياسية التى يمر بها لبنان؟ وكيف يتم توحيد الصفوف على هذه الأرض؟
- يعيش لبنان ظروفاً دقيقة، ولطالما كان كذلك. إنها أوضاع أمنية أكثر منها سياسية، وغير منحصرة بالإطار اللبنانى أو المحلى. أرجو أن يتحلى المسئول اللبنانى بالحكمة فقط، لأن الشعب غير منقسم. أرجو أن تجمعنا السياسة ومصلحة الوطن كما يوحدنا الفن.
■ هل تعتقدين أن الثورات العربية نجحت، أم أنها أثرت على الشعوب العربية؟
- أعتقد أن الثورات العربية انحرفت عن مساراتها فى بعض البلدان والمشهد اليومى والدموى هو الدليل. بكل التأكيد البلاد التى قامت فيها الثورات تشتاق إلى نسيم الحرية وتشتاق أيضاً إلى حياة كريمة تتحقق فيها العدالة الاجتماعية، ولكن الطمع فى السلطة قد يغير الأهداف ويفسد طعم الثورة مهما كانت أهدافها نبيلة.
■ لماذا لم تقومى بتصوير أغنية «هنا القاهرة»؟
- رغبت بتصوير هذه الأغنية فى مصر، وقد حالت الظروف الأمنية دون ذلك. هى أغنية عزيزة على قلبى، خصوصاً أن حكايتها الرومانسية تدور فى القاهرة. أرجو أن يعود الاستقرار إلى الشارع المصرى، كما أتمناه لبلدى.
■ هل أنتِ راضية عن مشوارك الفنى؟
- هذا سؤال كبير يجيب عنه الجمهور، الحكم للجمهور. الفنان يجتهد ويبذل كل ما فى وسعه لتقديم أعمال فنية محترمة ويبقى الأمر فى النهاية رهناً لحكم الجمهور والنقاد، وعن نفسى أجتهد وأتمنى تقديم أعمال ترضى الجمهور والنقاد.