«وصلة الردح» التى جرت وقائعها قبل أيام، بين رموز إعلام «الإرهابية»، على شاشات برامجهم فى الفضائيات الممولة من قطر وتركيا، وتداولتها المواقع الإخبارية، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، كشفت للرأى العام حقيقة هؤلاء الناس، والقنوات التى يعملون فيها، وقبل كل ذلك حالة الفشل الذريع التى انتهت إليها هذه المنصات الإرهابية. البعض وصف ما جرى من تبادل للشتائم والسخرية والإساءات، مجرد لعبة تحاول بها الإرهابية إظهار مدى ديمقراطيتها فى وسائل إعلامها، والسماح بتبادل الانتقادات، وعرض الرؤى المختلفة، لكن ما وصلت له وصلة الردح من انحطاط وتدن فى الخطاب المستخدم، أكد أن الأمر أكبر بكثير مما حاول به البعض التستر على الفضيحة. المسألة وما فيها وباختصار شديد، أن فضائية قطرية «فرشت الملاية» لشقيقاتها التركية، عن الفشل والفضيحة التى تعرضت لها الإرهابية، مع تكرار إنكار المصريين دعوات النزول للشوارع، وتجاهلهم عمليات التحريض المتواصلة، التى أُنفق عليها المليارات من الدولارات سنوات طويلة، وانتهت إلى «صفر اليدين»، ومن دون عائد يبرر مصير هذه الأموال التى ذهبت سُدى، ولم تعُد بأى مقابل. أن تأتى «الشرشحة» من فضائية ممولة قطرياً، وتنصب انتقاداتها العنيفة وسخريتها اللاذعة على فضائيات مدعومة تركياً، التى تحصل على الجانب الأكبر من أموالها من الدوحة، فيجب فى هذه الحالة أن نتوقف ونسأل عن إمكانية انطلاق هذه الاتهامات و«الشرشحة» من دون توجيه أو أمر، بتوجيه صفعات لهذه القنوات، التى انتهى كل عملها رغم كل هذا الإنفاق من دون نتائج أو من دون طائل. هل اختنقت قطر أو تميم قطر من هذه النتائج، وشعرت بالحزن على ضياع أموال الشعب القطرى سدى، وهل شعرت الدوحة بالخزى والعار، وهى تنفق أموالاً على منصات إعلامية توقعت منها أن تحقق لها أهدافها، وتصيب مصر بدمار شديد، يدفعها إلى دوامة الحرب أو الاقتتال الأهلى، أو حتى الصراعات الدموية. أغلب الظن أن الأمر كذلك، وإلا كيف نفسر هذا الهجوم العنيف، الذى أصاب فضائيات أنقرة بصدمة عصبية، وفضحها حتى أمام أنصارها، وكشف حقيقة هذه المنصات، وتسبب فى إثارة الفزع بين صفوف الإرهابيين، حتى إن أحدهم لم ينجح فى السيطرة على نفسه، فانطلق يسب ويلعن الفضائية الممولة قطرياً. الحاصل أن كل دعوات التحريض والحض على الكراهية والعنف، والإساءة للدولة المصرية وجيشها والشرطة الوطنية، والمشروعات التى يجرى إنجازها على قدم وساق، لم تفلح فى التأثير على الرأى العام، بل والمدهش أنه حتى أنصار الإرهابية وأعضاؤها أنفسهم، لم يستجيبوا لتلك الدعوات، فى صورة تعطى انطباعاً بأن صغار الإرهابيين هم أنفسهم فقدوا الثقة فى منصاتهم الإعلامية وفى قياداتهم. والشاهد أننا أمام حالة غريبة جداً فعلياً، فهذه المنصات لا تتوقف عن الدعوة والتحريض على الفوضى والعنف، رغم عدم الاستجابة لها، ورغم ذلك تستمر فى مواصلة الدعوة بصورة هزلية، تحولت إلى وعود مضحكة، أتاحت الفرصة للسخرية من هذه المنصات، حتى على أيدى أنصارها من الفضائيات الأخرى، بعد ما تكررت حالات الفشل، وساد الكذب فى ترديداتهم ووعودهم بالثورة، حين أثبتوا للمصريين أن جماعتهم الإرهابية ورموزها وأنصارها غير مستعدين للاستجابة إلى دعوات منصاتها الإعلامية. إذن نحن نتحدث عن حالة تحتاج إلى البحث عن أجوبة لتساؤلات عديدة، خصوصاً سؤال إلى متى سيستمر الممول فى إنفاق مليارات الدولارات، من دون نتائج، أو من دون حتى تأثير سياسى، أو إثارة مخاوف داخلية؟ لأنه وفى الحقيقة بدأ الناس يتعاملون مع هذه الفضائيات كما يتعاملون مع البرامج الكوميدية والساخرة، ولم تعد لهذه الفضائيات البهلوانية تأثيرات واضحة كما يدعون. البادى أيضاً أن حالة الانزعاج والصدمة التى أصابت أنصار الإرهابية داخل البلاد، من جراء وصلة الردح الأخيرة، وتذمرهم فى تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وانتشار دعوات التوقف عن هذه «الشرشحات»، كلها مؤشرات عن مخاوف من اتساع دائرة المواجهات الداخلية، عبر منصاتهم الإعلامية، بما لذلك من تأثير وتداعيات سلبية بالقطع، فى مجالات ومستويات مختلفة. أغلب الظن أن قادة الإرهابية لم يلتفتوا أو يهتموا بما جرى، طالما أن تدفق الأموال ما زال مستمراً، والمؤكد أن تبادل الشتائم والإهانات والإساءات، عبر المنصات الإرهابية، ومن خلال عروض الفيديو المستقلة، كلها تؤكد أن المسألة ليست مبادئ، ولا دعوات للتغيير أو حماية الشعب ومصالحه، قدر ما هى دفاع عن النفس وتبرير للفشل، لحماية مصالحهم الشخصية.. يا عزيزى هى القصة الشهيرة «كلهم لصوص».