كشف موقع «الإسلاميون»، وهو أحد المواقع المتخصصة فى متابعة أخبار الجماعات الإسلامية، عن أن مؤسسة بيت الأعمال هى محاولة من «الدعوة السلفية» أن تتعلم من تجربة الإخوان فى تأسيس كيانات اقتصادية تابعة لها، مؤكداً أنها مجرد ستار لإخفاء أموال «الدعوة السلفية»، ومحاولة للهروب من سؤالها حول مصادر تمويلها، خاصة مع ما جرى خلال فترة حكم الإخوان من الدفع بمبالغ مالية كبيرة داخل تلك المؤسسة وإعادة تدويرها مرة أخرى فى عملية أشبه بـ«غسيل الأموال». واتهم الموقع الجماعة السلفية باستقطاب اﻷموال من الخارج وتدويرها فى كيانات لإنعاش نشاطهم البعيد تماماً عن خدمة المجتمع ويسعى فقط لنشر الفكر السلفى.
مشروعات واستثمارات الأسماء الشهيرة المعلنة من السلفيين تشير إلى تركيزهم فى التجارة، من بين هؤلاء (س. ر. س) رجل الأعمال السلفى الشهير، صاحب سلسلة المحلات الشهيرة، المنتشرة فى أنحاء الجمهورية. وتتنوع استثمارات عدد آخر من رجال الأعمال السلفيين فى مجالات الدعاية والإعلان، وتجارة الذهب، وتجارة الأراضى والعقارات، ومنهم من اقتحم مجال الخدمات البترولية، ومن تخصص فى السياحة الدينية، بالإضافة إلى تجارة ملابس المحجبات التى يتصدرها (ح. إ) رجل الأعمال السلفى من خلال سلسلة محلات هى الأكثر شهرة فى هذا المجال. وهناك طريق آخر مضمون للحصول على الأموال يجرى فيه كبار نجوم ومشايخ الدعوة السلفية فى مصر، وهو طريق العمل الدعوى والإفتاء، ومن نجوم هذا المسار محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبوإسحاق الحوينى، وياسر برهامى، وغيرهم، ويحقق هؤلاء أرباحاً كبيرة من الظهور فى القنوات الدينية، ومن خلال المواقع السلفية على شبكة الإنترنت، وعن كثرة سفرياتهم وجلساتهم الخاصة مع أثرياء وما يتحصلون عليه من أموال طائلة حدث ولا حرج.
من أهم روافد التبرعات السلفية أيضاً هى الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية، التى تأسست عام 1912، ويبلغ عدد فروعها 1138 فرعاً يتبعها 1920 مكتباً و2136 لجنةً و5092 مقراً فى 24 محافظةً، وفق الأرقام المعلنة على موقعها الرسمى. وتعمل الجمعية فى مجال خدمة المجتمع من خلال التبرعات التى تصل لها، وتقدم خدمات كفالة اليتامى ودعم الأسر الفقيرة، وخدمات تحفيظ القرآن ومحو الأمية وإعداد الدعاة وتزويج اليتيمات بالإضافة إلى الخدمات الصحية.
السلفيون واجهوا اتهامات باستغلال أموال تلك الجمعية فى العمل السياسى، خاصة فى مدن وقرى الصعيد خلال انتخابات عام 2011، التى أسفرت عن برلمان سيطر على أغلبيته الإخوان والسلفيون. وتمثل جماعة أنصار السنة المحمدية وجمعيتها أحد الكيانات السلفية القوية فى مصر، ورغم أن موقعها الرسمى يشير إلى أنها تعتمد على ثلاثة أنواع من التبرعات، وهى تبرعات أهل الخير فى مصر من أنصارها والمنتمين للجماعة، وتبرعات محبى دعوة التوحيد داخل مصر، وتبرعات أنصار السنة المحمدية المسافرين للخارج، إلا أن مصادر تمويلها التى تتعمد عدم التركيز عليها تتنوع بين الأوقاف التى تملكها، والمشروعات التى تقيمها فوق مساجدها من مستشفيات ومدارس وحضانات، ودور نشر وطباعة الكتب والمجلات.
فى تقرير للجنة تقصى الحقائق حول التمويل الأجنبى لتيارات وأحزاب مصرية، أشار إلى أنه بعد التحرى عن نشاط وانتماءات وأغراض جمعية أنصار السنة المحمدية، تبين أنها ذات ميول تتصل بالتيار السلفى، وأن الأغراض المعلن عنها لدى وزارة التضامن بشأن هذه الأموال هى مساعدة الفقراء وكفالة الأيتام وترميم وإنشاء المساجد، وهى أغراض لا تتفق مع حجم التمويل الوارد إليها، ما يثير الشبهة فى نشاط هذه الجمعية وما تم صرفه من هذا التمويل. التقرير تحدث عن تمويل مقدم للجمعية من مؤسسة قطرية يصل مجموعه إلى (181 مليوناً و724 ألفاً و486 جنيهاً)، وآخر مقدم من إحدى المؤسسات الخليجية، بلغ مقداره (114 مليوناً و493 ألفاً و643 جنيهاً مصرياً). والمثير للدهشة أن وزارة التضامن سبق لها رفض أى دعم من أى جهة لتمويل جمعية أنصار السنة المحمدية، وظل الوضع هكذا لمدة ستة أشهر فقط، وسمحت الوزارة للجمعية بتلقى التمويلات من الخارج مرة أخرى.. وللحديث بقية فى المقال التالى.