فاروق جويدة: متى انتهت فكرة الحرب بين العرب وإسرائيل؟
الصراع العربي الاسرائيلي
تساءل الكاتب الكبير فاروق جويدة، عن انتهاء فكرة الحرب بين العرب وإسرائيل، وأن المواجهة العسكرية انتهت بنصر أكتوبر في عام 1973، ثم جاءت كامب ديفيد لتغلق ملفات الحرب وتؤكد أن أكتوبر آخر الحروب، ثم جاءت مرحلة ما يمكن أن نسميه المفاوضات السرية بين الدول العربية وإسرائيل.
وأضاف جويدة، خلال مقالة في "الروية الإماراتية"، أننا أصبحنا أمام خريطة جديدة للعالم العربي، فنحن أمام خريطة جديدة تماماً تتصارع فيها قوي أجنبية، وفي ظل كل هذه الأحداث والتطورات انتهت فكرة الحرب بين العرب وإسرائيل، وتوارت قليلا القضية الفلسطينية ليبدأ صراع آخر بين الفلسطينيين أنفسهم، ابتداء بمفاوضات أوسلو وانتهاء بالقضاء على أهم رموز القضية الفلسطينية ياسر عرفات، والشيخ ياسين، وهنا اختفت صورة الصراع العربي - الإسرائيلي، وأصبحت حكايات من الماضي.
وتابع جويدة، بأنه مع تراجع قضية الصراع كانت نهاية عدد من أهم الجيوش العربية كما حدث في سوريا والعراق ما بين الاحتلال والحروب الأهلية، وخلت الساحة تماماً من كل ما كان يقال عن الصراع العربي - الإسرائيلي وحتى غزة وجماعة حماس انتهى الأمر بها إلى صراع بين فتح وحماس، وأصبحت الخلافات بينهما تتجاوز درجة العداء مع العدو الإسرائيلي، ولا أعتقد أن إسرائيل قد نعمت بحالة من الأمن والاستقرار والسلام كما هي الآن، وإن المكاسب التي حققتها في ظل الرئيس ترامب تجاوزت كل ما حصلت عليه منذ إنشائها في عام 1948.
وأشار جويدة إلى أن الصراع المقبل في المنطقة لن يكون صراعاً عربياً - إسرائيلياً ولكنه سيكون صراعاً على الغنائم ، ونحن أمام أربع دول عربية خرجت من دائرة المواجهة والصراع، وهي سوريا والعراق وليبيا واليمن وهناك دول أخرى خرجت تحت راية السلام وهي مصر والأردن من خلال اتفاقيات ملزمة، كما ان صفقة القرن دخلت بالقضية الفلسطينية إلى مسارات جديدة في ظل ترتيبات جديدة لعلاقات أكثر أهمية بين العرب وإسرائيل، بل أن هناك حسابات كثيرة تؤكد أن إيران هي العدو الأخطر، وأن تركيا أصبحت الآن تمثل مشروعاً توسعياً وأن الصراع القادم ربما يكون تركياً – إيرانياً – إسرائيليا.