فى كتاب بعنوان «البؤر الإرهابية فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية» يقول مؤلفه التونسى عثمان حسن بابكر، إن الجماعة السلفية التونسية تهرّب أموالها إلى خارج تونس عبر جمعيات أسسوها لتمويل السلفيين فى دول عربية أخرى بطرق غير مشروعة، كاشفاً عن أن نمط تمويل الجماعات السلفية فى تونس ومصر والدول العربية يعتمد على أسلوب واحد، يتمثل فى استخدام الجمعيات الخيرية والتبرعات لتمويل أعمال ونشاطات تلك الجماعة دون أن تخضع لرقيب أو حساب.
وكشف الإعلامى التونسى محمد بوغالب فى لقاء تليفزيونى فى مارس 2015 عن وصوله للطريقة التى تهرّب بها الجماعات السلفية أموالها عبر الدول الموجودين فيها، وأنه اكتشف ذلك بالصدفة عندما التقى مجموعة من السلفيين التونسيين فى دولة الصين خلال مقابلاتهم مع مجموعات أخرى من السلفيين من دول عربية لإعطائهم أموالاً لتمويل أنشطتهم فى تلك الدول.
ومن الوقائع المهمة ما حدث فى أبريل 2016، حين أفتى أحد مشايخ السلفية، وهو الشيخ مصطفى العدوى، بعدم جواز دفع المواطنين للضرائب وأن فرضها ظلم، وانتفض للرد عليه الشيخ منصور السكرى، مدير عام التفتيش والمتابعة بأوقاف الدقهلية، مطالباً بضرورة التحفظ على جميع أموال دعاة السلفية، ومنعهم من الإفتاء فى أمور الدين، وسرعة إغلاق جميع القنوات الفضائية الدينية، متهماً إياهم بمحاولة جلب مزيد من التبرعات والأموال للجماعة السلفية على حساب الدولة ونظامها.
والدكتور أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، فى لقاء تليفزيونى، قال إن السلفيين بأموالهم وتمويلهم الذى يستقبلونه من الخارج نجحوا فى غزو المجتمع المصرى بأفكارهم المتشددة.
تجربة السلفيين فى مصر الآن تؤكد أنهم يسيرون على نهج جماعة الإخوان الإرهابية، أملاك الدعوة السلفية هم مستخدمون فقط فى إدارتها، وقيادات الدعوة يكلفون أحد رجال الأعمال بإدارة مبلغ معين واستخدامه فى مشروعاته بشرط تنميته وإعادته إذا طلبوه فى أى وقت، وهم لا يغامرون بالدخول فى مشروعات صناعية أو زراعية ضخمة حتى يتمكنوا من بيع الأصول بسهولة وتحويلها لأموال لخدمة الدعوة وقت اللزوم، كما أن النشاطات التجارية تسهل فيها عملية المراوغة فى الأوراق والمستندات، بخلاف المشروعات الصناعية التى يسهل مراقبتها ومتابعتها من أجهزة الدولة.
يوم «بدر» تم أسر الشاعر أبى عزة الجمحى، ووقف بين يدى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا محمد، إنى رجل معيل، وإنما خرجت معهم (أى كفار قريش) ليعطونى ما أعود به على عيالى»، فمنّ عليه رسول الله بنفسه، وحذره من العودة لهجائه أو محاربته، فلما كان يوم «أحد» خرج مرة أخرى يحرّض الناس على محاربة المسلمين، ووقع أسيراً ثانية فقال: «يا محمد، عيالى.. فإنى حملت على الخروج إليك». فقال النبى، عليه الصلاة والسلام: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، «والله لا تمسح عارضيك فى مكة وتقول خدعت محمداً مرتين».
لدغنا الإخوان المجرمون مرة، ونسعى بأنفسنا ليلدغنا السلفيون مرة ثانية.
لا يوجد مبرر واحد لنشاطهم فى مصر، مساجدهم تديرها وزارة الأوقاف، ونشاطهم الخيرى من اختصاص وزارة التضامن، والطبى مسئولية وزارة الصحة، وإن كانوا يستهدفون بنشاطهم هدايتنا للإسلام، فإن الدستور ينص فى مادته الثانية على أن الإسلام دين الدولة، وأكثر من 90% من المصريين مسلمون.
دلونى على سبب وحيد لصمتنا على هؤلاء، هل لنا أن ننتبه قبل فوات الأوان؟