عامل: شغالين 24 ساعة وبنخطف 15 دقيقة نوم في عربيات الصرف
أحمد مهدي يقوم بحسب مياه الأمطار في عربة الكسح
الساعة تشير إلى التاسعة مساءًا، ولم ينته أحمد مهدي من عمله الذي وصفه بـ"الشاق"، فهطول الأمطار مستمر بغزارة ولم يعرف للهدوء معنى، ما يحتم على "مهدي" الاجتهاد في تصريف المياه في بالوعات الصرف الصحي، أو سحب المياه في عربة "الكسح"، خاصة بعد أن كونت الأمطار بركًا واسعة على الأسفلت.
"إحنا بنشتغل ٢٤ ساعة"، هكذا بدأ أحمد حديثه لـ"الوطن"، فبرنامج يومه المعتاد اختلف كثيرًا، بسبب سوء حالة الطقس، فيقول: "بنخطف ربع ساعة نوم في عربيات الصرف"، ورغم ظهور علامات التعب على وجهه، لم يتوان أحمد في عمله، فيحاول جاهدًا ممسكًا بماسورة الشفط، يحاول السيطرة على هطول الأمطار، وإعادة الطريق للمارة كما كان سالفًا.
نوع من التحفيز يحاول "مهدي" خلقه لنفسه حتى يستطيع مرور يومه بجمل مفاداها "شغلنا ده خدمة وطن وبنحمي بلدنا"، مؤكدًا حرصه على إتباع كافة التعليمات التي تصدر عن مرؤسيه.
"كابينة عربة السحب" باتت مأواه الأول والأخير، إذ يتناول وجبات يومه المعتاد كالفطار والغداء والعشاء بها، وكذلك النوم لأقل وقت ممكن، موضحًا، أنه لم تمر عليه ظروف قاسية بمثل هذا الشكل منذ أن عمل في شركة مياه الشرب والصرف الصحي، ومشيرًا إلى أن كميات المياه كبيرة للغاية، وتحتاج لمجهود كبير من كافة المسؤولين حتى يمكن التخلص منها في أقل وقت ممكن.
لم يكن لأحمد حلم أكثر من أن يعود لابنه مصطفى وأسرته: "أنا تعبت كتير من السهر والشغل وعايز اروح أريح شوية".
مرور امرأة أو فتاة في الطريق بصعوبة بسبب كثرة المياه أمر يحزن أحمد كثيرًا: "أنا بفحت نفسي والله عشان الناس اللي مش عارفه تمشي دي وتروح لبيتها صعبانة عليا جدًا"، مؤكدًا أنه تنقل لأكثر من 20 مكانًا في نطاق محافظة القاهرة لشفط المياه.
هكذا أصبح الوضع في ضواحي القاهرة، فعلى حد قول أحمد، أنه قضى ليالٍ شاقة في التنقل من منطقة لأخرى، لا يعرف معنى لبرودة الجو، ولا يجد حيلة تنقذه من هطول الأمطار عليه، فكل ما حاول عمله هو إنجاز مهمته على أفضل وجه.