تحت عنوان «المعضلة التركية: المراوحة بين العلمنة والأسلمة»، صدرت دراسة جديدة من مجلة «كراسات استراتيجية» الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حاولت فهم ما آلت إليه العلمانية التركية فى مواجهة عملية الأسلمة التى يقوم بها حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان، معتبرة أن العلمانية فى تركيا حتى وإن نبتت فى أرض غير أرضها إلا أنها باتت جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحياة.
وأشارت الدراسة، التى أعدت تحت إشراف سيد عبدالمجيد المتخصص فى دراسات النظام السياسى التركى، إلى أن نموذج العلمانية فى تركيا ميَّزها عن غيرها من البلدان الإسلامية، إلا أن هناك محاولات لتجريفها تزداد سنة بعد سنة.
ولفتت الدراسة إلى تناقضات الرئيس التركى، إذ إنه تحدث أوقات كثيرة عن العلمانية ودافع عنها خلال زيارة له إلى مصر بعد 2011، ليظهر بذلك عكس ما كان عليه إبان صعوده رئيساً لبلدية «إسطنبول» عام 1996، حتى إنه اتهم بنشر الفتنة والدعوة إلى الرجعية.
وأشارت الدراسة إلى أن الإرهاصات الأولى للعلمانية التركية تعود إلى العقد الرابع من القرن الثامن عشر، وصولاً إلى مصطفى كمال أتاتورك الذى شكلت وفاته مفترق طرق بالنسبة لتركيا خصوصاً مع ترجيح كفة المحافظين المتدينين، إلا أن صناع القرار فى تركيا ظلوا متمسكين بالعلمانية كأداة حكم، لكن بقيت عصية وصعبة الهضم فى الواقع الاجتماعى.
ولفتت الدراسة أيضاً إلى مرحلة ظهور تيار الإسلام السياسى فى تركيا بقيادة نجم الدين أربكان الذى تأثر مما اعتبره البعض أن الإسلام غريباً فى بلدهم، فضلاً عن تململ بعض نخبة رجال الأعمال والأدباء وغيرهم مما اعتبروه «العلمانية المستبدة»، ومن ثم كانت الأرضية مهيأة لهذا التيار. وسلطت الدراسة كذلك الضوء على محاولات الرئيس التركى «أسلمة تركيا»، واعتبرت أن تلك الجمهورية فى طريقها للزوال.
تعليقات الفيسبوك