هل يوقف كورونا تصارع الأطراف الدولية في مناطق النزاعات؟
الرقب: لا أتوقع أن تستجيب العصابات المتصارعة في سوريا واليمن للإنسانية
سوريا - صورة أرشيفية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة، اليوم، أن هناك ضرورة قصوى لإنهاء الصراعات القائمة في اليمن وسوريا والمناطق التي تعيش حالة نزاع دائمة، على هامش التصدي لفيروس كورونا المستجد الذي يتطلب إجراءات غير مسبوقة للسيطرة عليه، مشددة على ضرورة الاستجابة من قبل الأطراف المعنية لدعوتها.
وتشير التقارير إلى أن مناطق النزاع معرضة بشدة للإصابة بالفيروس، حيث قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن "إن السوريين معرضون بشدة للإصابة بالفيروس، وخصوصًا بعد تدمير مرافق الرعاية الصحية ونقص المعدات الطبية الرئيسية التي لا غنى عنها"، ووفقًا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية دعا بيدرسن إلى الإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى لأسباب إنسانية، لافتًا إلى ضرورة توفير المياه النظيفة لحماية الآخرين.
وفي الوقت نفسه، دعا فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى وقف إطلاق النار، قائلًا "لا يمكننا خوض معركتين في نفس الوقت، لا يمكننا تكريس الوقت والجهد لما تتطلبه الاستجابة للوباء وفي نفس الوقت تلبية الاحتياجات الطارئة للنازحين في الآونة الأخيرة".
وأضاف أنه في الحسكة، أكبر مدينة في شمال شرق سوريا، توقفت محطة ضخ لتزويد 800 ألف شخص بالمياه منذ ثلاثة أيام وتحتاج إلى إصلاح، فضلًا عن الصعوبات التي تواجه تطبيق إرشادات الصحة العامة لاحتواء انتشار الوباء، ففي حالة تفشي الفيروس سيكون من الصعب احتواؤه، فهل تستجيب الأطراف المتنازعة لما تدعو له الأمم المتحدة لمواجهة وباء "كورونا"؟
الدكتور أيمن الرقيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي في حركة فتح اتفق مع الدعوة التي وجهتها منظمة الأمم المتحدة للأطراف المعنية في سوريا واليمن وليبيا والعراق وفلسطين وغيرهم، مؤكدًا أنه لا بد وأن يتضامن العالم بأكمله إنهاء الصراعات القائمة والتصدي للقوى التي تستبيح أراضي وأرواح المواطنين.
وعلق أستاذ العلوم السياسية، على مدى استجابة الجهات المتصارعة بدعوة المنظمة، مؤكدًا أن "العصابات" المختلفة التابعة لعدة دول استهدفت عددًا من الأرواح أكبر بكثير مما يمكن أن يحصده "كورونا"، فالجميع يسعى لتحقيق المصالح دون أن يلتفت للأرواح التي تضيع في المنتصف، مضيفًا "لاأعتقد أن تستمع تلك القوى لصوت العقل والإنسانية".
وفيما يتعلق بطلب الرئيس الإيراني حسن روحاني، رفع العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على بلاده التي تفشى فيها الوباء، والذي قابله رفض تام من قبل الجانب الأمريكي، في خضم اجتياح الفيروس لأمريكا، قائلًا "لا بد من تخفيف العقوبات ولو حتى في جوانب محددة، لكن لاأتوقع من شخصية ترامب أن تتهاون مع إيران".
وتطرق الرقب إلى الوضع الفلسطيني المحزن، موضحًا رفض سلطات الاحتلال اطلاق سراح الأسرى المعرضون للإصابة بفيروس "كورونا"، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعاون مع الفلسطينيون في الضفة الغربية، فقط خشية من تفشي الفيروس في الأوساط الإسرائيلية نتيجة للاحتكاك المباشر بين الجانبين، بينما لم يتم رفع لاحصار عن قطاع غزة رغم ظهور إصابتين قادمتين من باكستان، مؤكدًا أنه في حالة انتقال الفيروس في القطاع سيكون الوضع في غاية الصعوبة.
وأشار في نهاية حديثه إلى الدعم المصري لقطاع غزة في محاربة "كورونا" وماتقدمه من إمدادات للشعب الفلسطيني، على الرغم من أنها تعانيه أيضًا بسبب ذلك الوباء.