ثبت بالتجربة العملية، على مستوى العالم كله، أن عملية السيطرة على أى فيروس أو ميكروب، عاجلاً أو آجلاً، ممكنة، وهى أسهل بكثير من السيطرة على سلوكيات الناس!
الميكروبات والفيروسات لها حل علمى فى معامل الأبحاث، أما السيطرة على سلوكيات الناس وانصياعهم للمصلحة العامة وانضباطهم السلوكى الصحى فهى مسألة شاقة وخطرة وغير مضمونة!
العالم كله يطلب من الرأى العام البقاء فى المنازل، وفرض العزل الطوعى، ولم يحدث ذلك بسهولة!
واضطرت السلطات إلى فرض ذلك جزئياً -بقوة القانون- ولم يحدث!
واضطرت السلطات إلى فرض ذلك بقوة قوانين الطوارئ، وتدخل الأمن والجيش، وما زالت هناك مخالفات.
نحن الآن فى مرحلة قد تضطر فيها السلطة إلى الوصول إلى مرحلة «الفرض الصارم بقوة القانون، واليد الثقيلة إذا استدعى الأمر».
أحياناً تضطر السلطات أن تمارس القوة المفرطة مع بعض القوى أو الجماهير، حفاظاً على مصالح مجموع الناس وحماية للأغلبية من استهتار وجنون الأقلية!
علاج الفيروسات، عُرف -تاريخياً- بثلاث مدارس للتفكير:
الأولى: الحل «الصيدلانى»، أى الحل الذى يعتمد على قيام مراكز الأبحاث المعملية بتوفير الأمصال واللقاحات والعقاقير، التى تمنع أو تعالج هذا التهديد الفيروسى.
الثانية: الحل المجتمعى الذى تفرضه السلطات وهو يقوم أساساً على العزل المجتمعى ومنع المخالطة لأكبر عدد من أفراد المجتمع، بهدف تعطيل انتقال العدوى، وتقليل عدد الضحايا، بهدف كسب الوقت لحين استكمال القدرة على المواجهة بالعقاقير، ورفع كفاءة النظام الصحى للتعامل مع أعداد ضخمة لم يعتد عليها النظام الصحى.
الثالثة: ما تتبعه دول شمال أوروبا وأهمها السويد، ويعتمد ذلك على ترك المجتمع يعيش حياته الطبيعية والتركيز على عزل الفئات المصابة، دون تقييد كل المجتمع.
ويعتمد هذا المنهج، وبالذات مع الأطفال، على ترك الحصانة تنتقل إليهم من خلال العدوى حتى تكسبهم مناعة.
ويرى كثير من العلماء أن هذا المنهج شديد الخطورة وفيه مقامرة بحياة الناس.
أكثر الفئات العمرية تمرداً على عمليات العزل هم الفئات من 15 إلى 35، وبالذات فى أوروبا، وتحديداً فى إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وأيضاً فى نيويورك.
ويرفض الشباب أسلوب الانعزال لعدة أسباب، هى:
1 - حبهم للحياة والترفيه.
2 - التمرد المصاحب لسلوكهم المناسب لأعمارهم.
3 - ترديدهم مقولة أن الفيروس لا يصيب الشباب، وأن الوفيات تتركز فى المسنين فقط، وهو أمر ثبت كذبه بالدليل القاطع.
نحن مقبلون على مرحلة غير مسبوقة فى التاريخ الحديث، يتوقف فيها الاتصال والانتقال بين بلدان العالم، ويصبح فيها أكثر من نصف السكان فى حالة حجر منزلى مفروض بالقانون ومدعوم بالقوة.
نحن ندفع فاتورة استهتار بعضنا، وخطايا التجبر والافتراء، وسوء التعامل مع نعم الله التى منحنا إياها.
الآن ندفع الفاتورة المؤجلة!
ويكفى أن طلاب المدارس فى الغرب هتفوا بعد علمهم بتعطيل المدارس: «بتحبوا مين؟»، فيأتى الرد «بنحب كورونا»!
emad.adeeb@elwatannews.com