"جورج" في عيون النقاد: كان مصدرا للبهجة.. وفنه تماشى مع المزاج العام
الفنان الراحل جورج سيدهم
يرى عدد من النقاد أن الفنان الراحل جورج سيدهم كانت لديه طاقة فنية كبيرة، لكنه لم يستغلها لصالحه فى الوصول إلى مرحلة النجومية، كونه لم يكن اجتماعياً، رغم أن الكوميديا التى قدّمها كانت تتماشى مع المزاج العام لقطاع كبير من المصريين، ولم يعتمد لحظة على كوميديا الإسفاف والابتذال.
وتقول الناقدة الفنية ماجدة خيرالله إن جورج سيدهم، خلال عمله فى مسرح الجامعة، نجح فى لفت الأنظار إليه، وقدّم دوراً متميزاً فى مسرحية «المصيدة» لآجاثا كريستى، وذلك قبل أن يبدأ تاريخه الفنى مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح، فى السينما والمسرح والتليفزيون، ونجاحهم فى تقديم «فوازير رمضان»، مشيرة إلى أن «جورج» كانت له شخصية مميزة، وبعد انفصال «الثلاثى» قدّم أعمالاً بمفرده منها مسرحية «حب فى التخشيبة».
"خيرالله": شخصيته الفنية مميزة ولم يكن اجتماعياً
وأشارت «خيرالله» إلى تعاملها مع «جورج» عن قُرب من خلال عملين دراميين من تأليفها هما «صباح الورد»، و«عصر الفرسان»، مؤكدة أنه كان إنساناً رائعاً على المستوى الإنسانى، وخيِّراً للغاية، ويذهب للمستشفيات، قبل فكرة قيام الفنانين بإعلانات للتبرع، ويمكث فترة من الوقت مع مرضى لا يعرفهم، «جورج سيدهم تزوج فى سن كبيرة ولم ينجب أطفالاً، وكان يحب مساعدة الناس، وبالرغم من توقفه فنياً لسنوات فإن الجمهور لم ينسَه يوماً».
وفيما يخص نجوميته بالمقارنة بسمير غانم، قالت «خيرالله» إن النجومية قد تكون لها علاقة بالعلاقات الاجتماعية و«التربيطات»، فشخصية «جورج» منزوية على نفسها، بعكس «سمير» الذى كان اجتماعياً وأكثر قدرة على طرح نفسه.
خيرية البشلاوى: لعب دور المرأة بطريقة ظريفة
من جانبها، نعت الناقدة خيرية البشلاوى الراحل جورج سيدهم، موضحة أنه كان مصدراً للبهجة بالنسبة لقطاع كبير من المُشاهدين، وكان يُقدم أدواراً كوميدية ظريفة ومقبولة لا سيما الأدوار التى يُجسد فيها دور المرأة: «كانت هناك حالة من الانسجام والتكامل والاتساق مع المزاج العام والحساسية الخاصة للمواطن المصرى، إذ كان يُقدم كوميديا حميدة بعيداً عن الإسفاف والابتذال».
وقالت «البشلاى» إنه كانت تجمعه «كيميا» شديدة مع الضيف أحمد وسمير غانم فى فرقة «ثلاثى أضواء المسرح»، وكانت الفرقة تُقدم حالة من البهجة بشأن الترويح على الإنسان العادى الذى كانت لديه رغبة فى الضحك والتسلية، وجذبه فى رحلة فنية كوميدية بعيداً عن همومه ومشاكله: «الفرقة لم تُقلد أى فرقة أخرى سواء داخل مصر أو خارجها، وأعضاؤها كانوا يُقدمون الضحك والمرح المقبول والمسلى بعيداً عن الإسفاف»، مؤكدة أنه تعرّض على المستوى الإنسانى للتجاهل والنسيان، كونه واجه محنة مرضية أصابته بالشلل التام: «تعرّض لتجاهل شديد فى سنوات مرضه».