مستشار وزير العمل الإيطالي: أقول للمصريين خذوا منا العظة والإيطاليون يدفعون ثمن الاستهتار
د. عاطف متولي: الإيطاليون لن ينسوا المساعدات المصرية في أزمة الفيروس
الدكتور عاطف متولي مستشار وزير العمل الإيطالي
قال الدكتور عاطف متولى مستشار وزير العمل الإيطالى، إن ما يجرى فى إيطاليا من الانتشار الكبير لفيروس كورونا ثمن الاستهتار، مضيفاً أن المواطنين الإيطاليين تعاملوا باستهتار فى البداية أيضاً مع إجراءات الوقاية من الفيروس.. وإلى نص الحوار.
ليس هناك أى شىء رسمى بشأن التوصل إلى علاج لـ"كورونا".. ولا نعرف متى يتوقف سقوط الضحايا
فى البداية، إلى متى سيستمر هذا السقوط الكبير للضحايا جراء فيروس كورونا فى إيطاليا؟
- هذا السؤال لا أحد يعرف الإجابة عنه، حتى الحكومة نفسها لا تعرف ولا تستطيع الرد، لأن الوفيات تتواصل بأعداد كبيرة، كما تتابع فى الأيام الأخيرة. وعامة مع إحصاءات كل أسبوع تتّخذ الحكومة مجموعة قرارات فى إطار محاولات الحد من هذا الفيروس. حتى وقتنا الحالى لا تزال هناك بعض الأعمال مستمرة، كأعمال الميكانيكا للسيارات وغيرها، من المحتمل أن يكون هناك إغلاق تام وكامل حتى للصيدليات ومحال البقالة، للحد من تزايد الضحايا وليس هناك أى شىء رسمى بشأن التوصل إلى علاج لـ«كورونا» ولا نعرف متى يتوقف سقوط الضحايا.
إذاً أنت تتوقع إغلاقاً تاماً؟
- نعم إغلاق تام وحظر أى حركة، وأن تكون هناك عقوبات أشد بالسجن، إلا فى حالات العمل الصعبة التى تتعلق بالشرطة والمستشفيات.
السؤال أيضاً.. لماذا سقط كل هؤلاء فى إيطاليا حتى تجاوزت الصين بعدد الوفيات؟
- الاستهتار، وعدم أخذ الأمر بجدية، أديا إلى انتشار سريع جداً للفيروس، خصوصاً فى إقليم «لومبارديا»، وعدم الجدية قبل كل شىء، والمواطنون يدفعون ثمن ذلك غالياً. لكن فى الوقت ذاته أعلنت الحكومة عن بعض الإعانات المادية ستُقدم لكل أسرة بما يقرب من ألف يورو شهرياً، لكن لا يزال غير واضح بعد كيف ستكون الإجراءات لتنظيم هذه الطلبات.
عدم الالتزام بالوقاية إهدار للاقتصاد.. والضرر المادى للفيروس أكبر مما يقال فى وسائل الإعلام
ما الأمور التى رأيت أنها تعبّر عن الاستهتار برأيك حيال الفيروس؟ وما نصائحك للمصريين؟
- الحقيقة أننى رأيت مظاهر استهتار لدى بعض الفئات فى مصر حيال إجراءات الوقاية، وباقتصاد دولة وبمستقبلها وإهدار له، وهذا حدث لدينا فى إيطاليا، وكأن الفيروس أمر عابر، الانتقال من منطقة إلى أخرى، وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية كارتداء الكمامات، التى ليست متوافرة كثيراً الآن، إلى جانب التجمعات، والتحرّك جاء فقط فى 11 مارس بغلق المقاهى والمحال التجارية، لكنها كانت متأخرة بعد أن انتشر الفيروس بنسبة 50%. هذا يحدث من قِبل بعض الفئات بمصر، وهذا يتطلب إجراءات أمنية أكثر تشدّداً، وصولاً إلى السجن. لقد تابعت بعض المسيرات التى خرجت فى محافظة الإسكندرية بداعى الدعاء من أجل رفع البلاء، هذا الأمر حقيقة ينم عن جهل غير عادى، ولا يراعى قيمة الوطن.
لكن إذا كنت ترى أن هناك استهتاراً من المواطنين الإيطاليين، فإن هناك من يبرر أن الحكومة نفسها لم تكن جادة فى البداية حيال انتشار «كورونا»، فما تعليقك؟
- هذا الأمر حتى المعارضة تتحدث عنه بشأن عدم جدية الحكومة فى التعامل من البداية مع الفيروس، وحتى فى ما يتعلق بالإجراءات القانونية المتبعة لمواجهته كانت متأخرة، كذلك الأمر فى ما يتعلق بتقديم المساعدات، فالحكومة الإيطالية برأيى أخذت فى البداية الأمر بنفس الاستهتار الذى تعامل به المواطن مع مسألة انتشار كورونا، لم يكن هناك موقف جاد.
ما توقعاتك إذاً لمستقبل الفيروس فى إيطاليا ومعدلات انتشاره؟
- كما يقال إن الأمر سيهدأ مع حلول أبريل، لكن أعتقد أن الأمر سيطول إلى ما هو أبعد من ذلك، نحن نتابع الموقف عن قرب وضرره مادياً واجتماعياً أكبر حتى مما يُتصور عبر التليفزيونات، ونتمنى من الله أن يرفع عنا هذا الابتلاء، وأتمنى على المصريين أن يروا ما يحدث فى إيطاليا وغيرها ويأخذوا منه العظة والمثل للتعامل بطريقة أكثر جدية وليس بالاستهتار من ناحية بإجراءات الوقاية.
أوروبا تأخرت عن الوقوف مع "روما"
هل هناك من يعتقد أن هناك قصوراً فى دور الاتحاد الأوروبى حيال ما يجرى فى إيطاليا؟ أم أن دول الاتحاد من الأساس تواجه المشكلة نفسها؟
- الاتحاد الأوروبى موقفه ككل فى هذه المرحلة مثل موقفه من قضية الهجرة غير الشرعية، كان تحرّكه متأخراً للغاية فى مساعدة إيطاليا، ولا يزال متأخراً، وحتى المبلغ الذى أعطاه لاحقاً ضئيل ولا يكفى، وكان تحركه متأخراً فى مراحل المساعدة.
نود أن نطمئن منك على أوضاع الجالية المصرية فى إيطاليا؟
- فى البداية أود أن أتوجّه بشكر خاص إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتواصله الدائم معنا، خصوصاً فى هذه الأزمة، وتحية خاصة لوزيرة الهجرة نبيلة مكرم، التى كانت موجودة بيننا فى إيطاليا لنحو سنوات، ومعروفة بجهدها الكبير، أيضاً شركة «مصر للطيران»، التى تقوم بجهد كبير، ولا ننسى هنا المساعدات المصرية، التى وصلت إيطاليا، والتى لن ينساها الإيطاليون، والتى على أثرها شكر وزير الخارجية الإيطالى لويجى دى مايو مصر، إلى جانب دول أخرى مثل روسيا، وفى ما يخص أوضاع الجالية المصرية، فنحن نشكر السفير هشام بدر لتواصله الدائم مع المصريين هنا واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقايتهم من الفيروس. والجالية على تواصل دائم، وبالنسبة للناحية العمالية فأنا على استعداد لأى تفسيرات وأى شىء بما يخص قانون العمل فى إيطاليا.