مساء ليلة أمس، وعلى الرغم من الأجواء الصعبة التى تخيم على البلاد نتيجة الحظر المفروض على التحركات لمحاولة القضاء على فيروس «كورونا»، وبعد أن تبادلا أرق وأعذب الكلمات فى ذكرى يوم ميلاده، كان يتأمل وجه زوجته الملائكى وهى نائمة بجواره، وبينما كان يمسح بيده على شعرها.. استيقظت وقالت له: لماذا لم تنم حتى الآن يا حبيبى؟ فقال لها: لأنى أعشق التأمل فى وجهك الجميل حتى وأنت نائمة.. فقبلته وعانقته وقالت له: وأنا أعشق حنانك والذى يروينى.
وهنا تذكر على الفور بداية قصة حبهما الكبير، وعشقهما السامى، الذى أراد الله سبحانه وتعالى أن يولد عظيماً وناضجاً.. فقد دعاه أحد الأصدقاء المشتركين ذات يوم لحضور الاحتفال بعيد ميلادها، وهو عادة لا يحضر مثل هذه المناسبات، ولكن شاء الله أن يجعله يقبل الدعوة فى هذه المرة.. ومن حسن الطالع أن مكان جلوسه كان إلى جوارها مباشرة.. وبعد أن هنأها بذكرى ميلادها تجاذبا أطراف الحديث، ومن فرط تشويقه استرسلا حتى مرت ساعات طويلة وهما على هذه الحال وكأنه لا يوجد فى المكان سواهما، إلى أن فوجئا بأن الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. فودعها على وعد باللقاء مرة أخرى لاستكمال حديثهما.. حيث كانت فى طريقها للمطار بعد ساعات قليلة للسفر صباحاً فى مهمة عمل خارج البلاد.. وقد شعرا عند لحظة الوداع بأن شيئاً كبيراً ما -لا يعرفان ما هو تحديداً- سوف يجمع بينهما فى المستقبل، ومن المدهش أنهما قالا ذلك لبعضهما فى هذه اللحظة نفسها.
وبعد عودتها تعددت لقاءاتهما، فاكتشفا بمرور الوقت تماثلاً مذهلاً فى طباعهما وهواياتهما ونظرتهما المشتركة لجميع جوانب الحياة، فتأكد كل منهما أن الآخر هو توأم روحه.. وفى هذه الأثناء وضع الله بقدرته «سر الحب العظيم» فى قلبيهما، والذى يشعران دائماً بأنه يتنامى ويترسخ يوماً بعد يوم.
وبينما ما زال يستمتع بالنظر إلى قسمات وجهها المبهج الذى يعشقه، تذكر عندما أهداها يوم خطبتهما رائعة الشاعر المبدع بشارة الخورى «الصبا والجمال» التى تتطابق مع ملامح حسنها العبقرى قائلاً:
الصبا والجمـال ملــك يديــك
أى تــاج أعــز مـن تاجيــــك
نصب الحسن عرشـه فسألنـا
مـن تراهـا لـه فــدل عليــــك
فاسكبى روحك الحنون عليـه
كانسكاب السمـاء فى عينيــك
ما تغنــى الهــزار إلا ليلقـــى
زفرات الغـرام فــى أذنيــــك
سكر الروض سكرة صرعته
عند مجرى العبير من نهديك
قتـل الـورد نفسـه حسـداً منك
وألقــى دمــاه فــى وجنتيــــك
والفراشات ملت الزهــر لمـــا
حدثتهــا الأنســام عــن شفتيك
كما تذكر قدرتها الفريدة على صنع ذكريات رائعة لهما فى فترة زمنية قصيرة، وفى أماكن عديدة، مستعينة فى ذلك بعمق شخصيتها، وطيبة قلبها، وسحر كلماتها، ولين طباعها، وإشراقة طلتها.
وهو دائماً ما يسألها إن كانت تملك تفسيراً لسر حبه الجارف لها، وتعلقه الشديد بها، فتبتسم ابتسامتها المشرقة التى يعشقها وتقول له: اسأل الله مالك الملك لأنه هو من جمعنا سوياً وربط بين قلبينا يا حب عمرى.
وقبل أن يغفو بجوارها، ناجى الله العلى القدير بأن يحفظ لهما حبهما الكبير، وأن يجعله دائماً نبراساً ومثلاً يحتذى لكل العشاق والمحبين، وأن يجعلهما دائماً سبباً لنشر قيم الخير والحب والرحمة والسعادة والتسامح فى كل الدنيا.