فى مصر فقط، نتقن فن تدمير المواهب، ففى وقت ما كان نادى اتحاد الشرطة مفرخة للأبطال، وعندما أتحدث عن الأبطال هنا، فأنا أعنى من يحققون ألقاباً وميداليات ذهبية ليست أقل من بطولات العالم المختلفة، ولكن فجأة وبدون أى مقدمات قررت وزارة الداخلية، ممثلة فى الوزير محمد إبراهيم، تدمير كل تلك الإنجازات وإلقاءها فى بحر الإهمال بتخفيض ميزانية جميع الألعاب داخل النادى الشرطى.
والغريب أن الوزير الذى أصدر قراره مراعاة لظروف البلاد بتخفيض الميزانية الرياضية، وافق على استمرار دفع مستحقات فريق اتحاد الشرطة بميزانية سنوية تصل إلى 10 ملايين جنيه، فى حين أن إعداد أبطال أولمبيين يحتاج لقيمة أقل من ذلك بكثير.
فريق اتحاد الشرطة الذى يحتل المركز الثالث فى الدورى حالياً، وفرصته صعبة فى التأهل للدورة الرباعية لبطولة كرة القدم المحلية، أقل لاعب فيه يحصل على 200 ألف جنيه سنوياً وهما «أونوش» و«أجوجو» الصاعدان حديثاً للفريق، فى حين أن أعلى راتب، هو المدافع أحمد دويدار والذى يحصل على 800 ألف جنيه سنوياً.
ومقارنة بهذه المبالغ الكبيرة، لم تزد أكبر مبالغ لاعب من الأبطال الأولمبيين على 100 ألف جنيه سنوياً، وكانوا يحققون إنجازات بأقل القليل، فلاعب بحجم محمد عبدالفتاح «بوجى» الذى حقق بطولات لفريق الشرطة فى المصارعة، كان يتدرب طوال الوقت فى أمريكا، ويلعب باسم اتحاد الشرطة فى جميع البطولات.
محمد إبراهيم، الذى خفض ميزانية جميع الألعاب المختلفة فى النادى لمصلحة كرة القدم لم يراع أن الفريق الذى وفر له كل الإمكانيات لم يحقق أى بطولات، ولا يعود بأى دخل مادى على النادى، فضلاً عن أنه يملك فريقاً آخر هو الداخلية الذى لا يختلف كثيراً عن فريق الشرطة، فهل يعتقد الوزير أن أى من اتحاد الشرطة أو الداخلية يمكنه أن يفوز ببطولة الدورى مثلاً، وإذا كان يعتقد ذلك، فالرد عليه «فى المشمش».
أتمنى من الوزير أن يحكم العقل فى إدارة النشاط الرياضى فى هذا الصرح الذى طالما أنجب أبطالاً حققوا ميداليات لمصر فى مختلف المحافل ويحتاج لأقل القليل من الدعم للعودة إلى مسيرة النجاح.
مصر تحتاج حالياً من لديهم القدرة على تحقيق الإنجازات، وليس إلى هواة السعى لشو إعلامى، سيادة الوزير: ليس معنى أن كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى أن تخصص كل الدعم المالى لها، خصوصاً أنك لا تحقق أى إنجاز، والأهم أن توفر الدعم للألعاب الأخرى، حيث يمكن أن تحصل على شو إعلامى أفضل.
لا أعلم إن كان وزير الداخلية على علم بما يحدث فى القطاع الرياضى للوزارة من عدمه، ولا أقصد مهاجمته، ولكن أتمنى أن يعيد حساباته مع المسئولين عن القطاع الرياضى الذين قاموا بتخفيض ميزانيات الألعاب الرياضية المختلفة التى طالما حققت بطولات، ولكن فى الظل، لأن اتحاد الشرطة والقوات المسلحة دائماً ما أخرجا أبطالاً، وأتمنى أن يظل الشرطة فى نفس الإطار.