"الاختيار" يجذب المؤسسات الدينية لتشجيع الفن الهادف
مسلسل الاختيار
شهد مسلسل الاختيار، حفاوة بالغة من المتابعين، وكانت المؤسسات الدينية، أخر أسرى الإعجاب بالمسلسل، الذي يحكي قصة الشهيد أحمد منسي.
فأطلقت دار الإفتاء المصرية، هاشتاج مسلسل الاختيار وعلقت عليه بالقول: "لا مانع من الفن الذى يرقق المشاعر ويهذب السلوك لأن الدين يهدف لبناء الإنسان، وكل فكرة تصب فى هذا الاتجاه تُحمد مهما اختلفت الوسيلة إذا كانت الوسيلة مشروعة والهدف منها التهذيب، والإسلام لم يحرم الفن الهادف الذى يسمو بالروح ويرقى بالمشاعر بعكس الفنون التى تخاطب الغرائز والشهوات التى أجمع علماء المسلمين على حرمتها".
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أنّ النجاح الباهر والانتشار الواسع لمسلسل "الاختيار" الذي يجسد ملحمة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد المنسي قائد الكتيبة 103 صاعقة، أحبط سنوات من الدعاية الخبيثة للجماعات التكفيرية، وهدم الدعايات الكاذبة والخبيثة التي روَّجت لها تنظيمات التكفير والعنف على مدار سنوات عديدة، وأحيا روح الفداء والتضحية والفخر الوطني لدى أبناء الشعب المصري المحب لوطنه والمقدر لتضحيات أبنائه العظيمة في سبيل رفعة وسلامة وطننا الحبيب.
وأضاف المرصد، أنّ تنظيمات التكفير والعنف من الاتجاهات كافة، أصابتها صدمة كبيرة جراء النجاح الباهر والتأييد العظيم والتفاعل الواسع من المواطنين في كل أرجاء العالم العربي، تقديرًا وإجلالًا لتضحيات الشهيد أحمد منسي، ورجال القوات المسلحة على الجبهات كافة.
وأمام مختلف المخططات الخبيثة التي تسعى للنيل من أمن وسلامة مصر، خاصة وأنّ تلك التنظيمات أنفقت جل جهدها لتشويه صورة المؤسسات العسكرية للوقيعة بينها وبين الشعب المصري، وأنشأت لذلك منصات إعلامية وقنوات وصحفًا ومراكز أبحاث وكتائب إلكترونية، متعاونة في ذلك مع الجهات الأجنبية الكارهة لمصر والمحاربة لدورها الريادي والقيادي في عالمها العربي والإسلامي.
وكانت ثالث الإشادات من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والذي أكد أن بعض الأعمال الفنية التي تُعْرَض مؤخرا أثبتت -كما بلغني من كثير من المتابعين- أنه يمكن أن تكون الرسالة قوية فتعرض للشباب جزءً من تاريخهم وحاضرهم وتُقدِّم لهم نماذج القدوة الصالحة من أبطال هذا الوطن وشهدائه الذين ضحوا من أجله.
ودعى كل صُنَّاع الدراما إلى استثمار نجاح الأعمال الجادَّة التي أثبتت أن الجمهور يقبل على الفن الهادف ويتأثر به حال توافره.
وتابع، نتطلع نحن المشاهدين المحبِّين للفنون الراقية الهادفة أن نرى مزيدا من الأعمال التي تُنمِّى الوعي وتُعزِّز القيم الاجتماعية، مثل تناول الرسالة العظيمة التي يقوم بها الأطباء وطواقم الصحة والإغاثة.
وأضاف أن الفن إذا فقد رسالته يصبح فناً مبتذلاً وضاراً ومدمرا، والدليل الأعمال الفنية التي تحتفي بالنماذج الفاسدة من الأشقياء والبلطجية واللصوص وأصحاب تجارب الثراء المحرَّم والمتحرِّشين ومنتهكي الأعراض في إطار من العنف اللفظي والبدني المقيت.
وتابع أن لـ"الأزهر" تاريخٌ بعيدٌ وقريبٌ في حماية الإبداع المسؤول، ووثيقته حول حرية العقيدة والإبداع والفنون والبحث العلمي شاهد ودليل، وأن الأزهر يشجع ويساند ويدعم الفن الذي يحمل رسالة للارتقاء بالمجتمع وتغيير الواقع السيئ إلى واقع أفضل.