في الذكرى 1080 لنشأته.. أزهريون: أشرقت القاهرة بالأزهر
الجامع الأزهر
يحتفل الأزهر بذكرى تأسيسه والتي تواكب يوم 7 رمضان من كل عام، وتعد هذه الذكرى 1080 للتأسيس وبدأ الصلاة بالجامع الأزهر، وفقا للتقويم الهجري، ونشر مجمع البحوث الإسلامية فيديوهات لإبتهالات عدد من الشيوخ، مصحوبة بصور لمراحل تطور الأزهر.
وقال حسام شاكر المنسق الإعلامي بجامعة الأزهر، أشرقت القاهرة بالأزهر وتزينت بجماله في مثل هذا اليوم في السابع من رمضان عام 361هـ /972م، عندما أقيمت أول صلاة جمعة فيه، وأصل التسمية يقول على حسابه بالفيس بوك: "كان الفاطميون ينعتون حدائقهم وقصورهم فيقولون عنها (الزاهرة) فلا عجب أن يطلقوا على الجامع الجديد اسم (الأزهر) وكانوا ينتسبون للسيدة فاطمة الزهراء فكان (الأزهر) اشتقاقا يرضى نفوسهم، وقد شاء الله أن يوفقهم في الاختيار (الأزهر) ففنيت الدولة الفاطمية وبقي (الأزهر مزهرا) ثم تعاقبت عليه الممالك والسلاطين فزالوا وصمد (الأزهر مبهرا) ببهاء منظره وصفاء جوهره، وكذا صوبت المدافع على مآذنه والأقلام ضد مشايخه فقويت أركانه وكثر أحبابه فكان قبلة للعلم مزهرا.
وقال عبدالغني هندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يعود تاريخ بناء الأزهر إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله، وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع، فبدأ في بنائه في جمادي الأول 359هـ/970م، وأتم بناءه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م.
وأضاف، وهو أول مدرسة علمية في مصر، وثاني أقدم مدرسة في بلاد المسلمين، وقد كان لمنهجه التسامحي الاستيعابي القائم على جمع كلمة الناس ودعم الاستقرار وغلق منافذ الفتن، والمشاركة القوية في القضايا القومية والوطنية والابتعاد التام عن الخلافات المشاحنات السياسية، أثرا بالغا في استمرار الجامع والمنهج، فقد قاد الأزهر جميع قضايا المصريين والمسلمين والعرب، وما زال، في القضية الفلسطينية وقضايا القومية والثقافة العربية، حيث تجد للأزهر حضورا قويا، وحينما ينزل الأمر لمستوى صراع المصالح، تجد الأزهر منسحبا ومذكرا فقط بالخطوط الحمراء، وقد جسدت وثائقه التي وضعها هذه المبادئ.
فقد وضع وثيقة مستقبل مصر، والتي صدرت 19 يونيو 2011م، والتي أكدت على دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، ووثيقة بيان إرادة الشعوب العربية، والتي أكدت حق الشعوب العربية فى العيش بسلام وحرمة الدماء، وقد صدرت في 30 أكتوبر 2011م، وجاءت الوثيقة فى ستةِ مبادئَ كبرى، وأعلنت المناصرةَ التّامة لإرادة الشعوب العربية، واعتبرت أن المعارضة الشعبية والاحتجاج السلمى حق أصيل للشعوب، ونفت صفة "البغى" عن المعارضينَ الوطنيينَ "السلميين"، وعارضت القهرَ والفسادَ والظلمَ.
تلاها وثيقة منظومة الحريات الأساسية في يناير 2012م، لتكون بمثابة نص مرجعى يسهم فى حماية الحريات الأساسيٍة، ثم وثيقة الأزهر لنبذ العنف، في 31 يناير سـنة 2013م، والتي سعى من خلالها لوأد أسباب الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب المصرى، وأكدت على حق الإنسان فى الحياةِ، وشددت على حُرمَةِ الدِّماءِ والمُمتَلكاتِ الوَطَنيَّةِ العامَّةِ والخاصَّةِ، وواجبِ الدولةِ ومُؤسَّساتِها الأمنيَّةِ فى حِمايةِ أمنِ المواطنينَ وسَلامتِهم وصِيانةِ حُقوقِهم وحُريَّاتِهم الدُّستوريَّةِ، والحِفاظِ على المُمتَلكاتِ العامَّةِ والخاصَّةِ، ونبذِ العُنفِ بكلِّ صُوَرِه وأشكالِه والتحريض عليه، أو تسويغِه أو تبريرِه، أو التَّرويجِ له، أو الدِّفاعِ عنه.
ثم إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك، فى مارس 2017م، ثم إعلان الأزهر العالمى لنصرة القدس، يناير 2018، ثم وثيقة الأخوة الإنسانية، ووقَّعَها الإمام الطيب والبابا فرنسيس فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، فى الرابع من فبراير 2019م، فالأزهر دائما يجمع الناس حول القضايا الوطنية والقومية، ولا يفرقهم حول المصالح والتجاذبات كما يفعل السياسيين، ومن هنا تأتي مكانة الأزهر في نفوس الجميع، مسلم أو غير مسلم.
أعرب الدكتور محمد مهنا المشرف العام على الأروقة الأزهرية سابقا ورئيس مجلس أمناء أكاديمية أهل الصُّفَّة لدراسات التصوف وعلوم التراث عن فخره وإعزازه بذكرى الاحتفاء بإقامة أول صلاة جمعة بالجامع الأزهر التي تتوافق مع ذكرى هذا اليوم السابع من رمضان ٣٦١هجري.
وقال الدكتور مهنا عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك : كان افتتاح الجامع الأزهر الشريف في أول جمعة من شهر رمضان وأقيمت أول جمعة فيه في السابع من رمضان سنة 361هـ /972م.
واستشهد مهنا بما ذكره الشيخ محمد عبدالله دراز ونشرته اللوموند منذ عدة سنوات :"إذا حُق لجزيرة العرب أن تفخر بأنها مبعث الشعاع الأول للنور الإسلامي وأنها هى الحارسة لرمزه في الكعبة المشرفة .. فإن الفخر يعود في المرتبة الثانية إلى مصر التى اقتبست هذا الضوء في باكورته ثم احتفظت بسراجه دائم التوقد في تلك المشكاة العلمية الدينية التي اسمها - الأزهر الشريف - والتي هى اليوم أقدم جامعة في العالم على الإطلاق والتي ما زالت على قيد الحياة طوال هذا التاريخ الطويل".