سوق تجارى على الطريق الدائرى: اللى ما يشترى «يتعور»
الزحام شديد، سيارات تسير ببطء، باعة جائلون يسيرون بين السيارات، وأكشاك صغيرة تفترش جانبى الطريق الذى أصبح كالسوق التجارى، به العديد من الباعة الذى يحملون بضاعتهم على أكتافهم، بحثاً عن لقمة العيش أعلى الطريق الدائرى، بدءًا من مطلع المريوطية وحتى منزل أحمد عرابى.
هنا تباع جميع أنواع الفاكهة، العصائر الطبيعية، والسندوتشات، الحلويات، ولعب أطفال أيضاً، ومستلزمات السيارة من فوط، فواحات، وأغطية، هنا مياه معدنية وحاجة ساقعة، ترمس، وشاى وعسلية، ويباع أيضاً سبح ومصاحف، وغيرها. «إحنا أكل عيشنا الزحمة، ودلوقتى مفيش أزحم من الدائرى، العربيات تمشى فى الزحمة وإحنا ناكل عيش»، قالها مازحاً أحد بائعى لعب الأطفال على الطريق، مؤكداً أن زبون الطريق الدائرى متنوع ومختلف، وراكب عربية ولا يبخل على الباعة.
يبدأ ظهور الباعة، الذين يتخللهم بعض المتسولين على الدائرى، مع طلوع الشمس، ويرحلون قبل المغرب «طبعاً بقالى فترة بشوفهم كل يوم وأنا رايح الشغل، وعددهم بيزيد، وبيبيعوا حاجات كتير ومختلفة، لكن الحقيقة ماشفتهمش بيؤذوا حد، ومع ذلك بتجنبهم، عشان يمكن يكون حد فيهم بلطجى أو حاجة» قالها المهندس محمد فريد وهو واقف بسيارته وسط الزحام أعلى الكوبرى.
بينما كان بائع الترمس والشاى «محمد الأسمر» واقفاً ينظر إلى السيارات، يتصبب عرقاً من أثر الشمس، ويمسك الترمس يعرضه على أصحاب السيارات التى تسير ببطء شديد بسبب الزحام، «إحنا مش بلطجية، ولا حرامية، بالعكس ده إحنا بنتسرق، ومعرضين للخطر على الطريق ده، لأن مفهوش أمان ولا شرطة، قالها «الأسمر» مؤكداً أن سبب اختفاء الباعة الجائلين على الدائرى بعد المغرب هو تعرضهم للسرقة من البلطجية.
كانت الساعة الثالثة عصراً، عندما وقف «محمد زينهم» سائق ميكروباص، على جانب الطريق، يقوم بإنزال أحد الركاب، ثم أخذ يرتشف كوباً من الشاى من أحد الباعة «الناس دول غلابة، وبيدوّروا على لقمة حلال ياكلوها، ومن ساعة ما الزحمة زادت على الطريق ده، وهما ما صدّقوا، لو منعناهم يبيعوا، يعملوا إيه؟».