كنت أتمنى أن تكون زيارة الرئيس مرسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية المتوقع لها أن تتم خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر فى موعد آخر بعد نهاية نوفمبر.
فى نهاية نوفمبر سوف تعرف واشنطن وسوف يعرف العالم من هو الرئيس القادم للولايات المتحدة لمدة 4 سنوات مقبلة.
وتدل المؤشرات الأخيرة لاستطلاعات الرأى على أن المنافس الرئاسى الديمقراطى «رومنى» قد تقدم على منافسه الجمهورى «أوباما» بأربع نقاط.
واستطاع رومنى أن يجمع 180 مليون دولار من التبرعات مقابل 120 مليوناً جمعها أوباما فى ظل معركة رئاسة وُصفت بأنها الأكثر شراسة فى التاريخ الأمريكى.
وصحيح أن شهر سبتمبر هو شهر الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنه من المهم للغاية أن يحضرها أول رئيس مصرى منتخب عقب ثورة 25 يناير، إلا أننى أفضل أن تقتصر الزيارة على نيويورك وألا تشمل واشنطن لحين معرفة اتجاهات الإدارة المقبلة.
إذن، نحن أمام تاريخ لا يمكن تعديله!
وأعتقد أنه إذا كان هناك اجتماع يتم ترتيبه الآن للرئيس مرسى مع الرئيس أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة، فإنه من الحكمة أيضاً أن تكون هناك إمكانية للقاء المرشح الجمهورى المنافس ميت رومنى، وهو أمر معتاد أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
نحن الآن ندرك أهمية العلاقات المصرية - الأمريكية، ليس لكون الولايات المتحدة القوة العظمى فى العالم أو لأنها المصدر الرئيسى للتسليح المصرى، أو الشريك التجارى والاقتصادى الأول لمصر، ولكن لأن السياسة المصرية الجديدة تريد تقوية شبكة مصالحها العالمية دون «أدلجة»، بمعنى دون إدخال الأيديولوجيات فى لغة التعامل.
المصلحة المصرية تكمن فى التعامل القائم على احترام السيادة الوطنية والتفهم المشترك من كل طرف للمصالح العليا للطرف الآخر؛ لذلك هى علاقات استراتيجية وليست علاقات شخصية.
من هنا يتعين فتح الحوار والتفاهم مع الإدارة الديمقراطية الحالية بجميع فعالياتها فى مجلسى الشيخ والنواب ومناصريها ومموّليها من كبار الشركات ومراكز الأبحاث، وبالتوازى لا بد أن تكون لمصر نفس شبكة الاتصالات والمصالح مع المنافس الجمهورى وقيادة الحزب وأهم الرموز السياسية للحزب فى مجلسى الشيوخ والنواب.
الولايات المتحدة الأمريكية مجتمع سياسى مفتوح لجميع القوى الراغبة فى جس النبض والتفاهم والاتصال؛ لذلك يجب ألا تقتصر عملية الاتصالات المصرية هذا الشهر مع الإدارة الديمقراطية الحاكمة فحسب.
أما فيما يختص بسياسة الرئيس مرسى، القائمة على سعى السياسة الخارجية الأساسى لجذب الاستثمارات العالمية لمصر، فإن هذا الأمر هو الملف الذى سيحتاج جهوداً مضنية خلال زيارته الأمريكية.
إن أصحاب المصالح الأمريكية فى مصر لديهم 3 هواجس أساسية:
1- مدى استقرار النظام السياسى فى مصر وحقيقة صداقته للولايات المتحدة الأمريكية.
2- إلى أين تتجه تشريعات وأنظمة الاستثمار فى مصر فى ظل حكم تقوده جماعة الإخوان.
3- حقيقة الوضع فى سيناء ومستقبل العلاقة مع إسرائيل.
تلك هى الرؤية الأمريكية أنقلها كما هى.. وناقل الكفر ليس بكافر!