بداية لا بد من شكر للمحترم نادر بكار لرفضه الأعلى للصحافة، وأما اختيار العلّامة الموسوعى المجدد صفوت حجازى لحقوق الإنسان فلا أدرى لماذا الاعتراض، يقولون: اختياره جاء لدعمه مرسى، هذا كذب، هو لم يدعم مرسى، هو دعم الإسلام، ولو دعم شفيق لاختاروه للمنصب، لأنها الكفاءة وليس الولاء، وهذه إمكانيات الرجل التى تؤهله للمنصب بل لقيادة المسلمين.
ففى مجال حقوق الإنسان دافع عن حقوقه قبل مولده عندما أباح إجهاض الجنين لصديق له، وبرزت مؤلفاته فى هذا المجال، وتُرجمت إلى عدة لغات، فكتب: وثائق حقوق الإنسان فى الثقافة الإسلامية، تقرير جولدستون، الإسلام والغرب وحقوق الإنسان، الإسلام وحقوق الإنسان ضرورات لا حقوق، الطائفية وحقوق الإنسان، وسيأتى جاهل ويقول: هذه المؤلفات ليست له، بل هى لغانم جواد، وريتشارد جولدستون، وعمارة، وفيوليت وداغر، والرد ببساطة: هل كتابة اسم شخص على كتاب تعنى أنه صاحبه، وهل يوجد قرآن أو حديث قال هذا؟ وأليس ممكنا ونحن فى ثورة أن تكون هذه الكتب له، لكنه وضع اسم غيره عليها تواضعا؟
وفى العلوم الشرعية الداعمة بطبيعتها لحقوق الإنسان فالشيخ متضلع فيها، وخالط العلماء الكبار أمثال: فنكوش وحتموش ومنكوش، ثم هو يحفظ حاشية الصفتى على العشماوية، ويلم بالشرح الصغير للدردير، واللمع للشيرازى، ودرس لمع أبى إسحاق فى الأصول، وزبد ابن رسلان، وغاية الوصول لشيخ الإسلام زكريا، والإقناع والمغنى للخطيب الشربينى، وأشباه ونظائر السيوطى، ومنهاج البيضاوى، وسيأتى من يقول: زوجتى طالق لو كان سمع بهذه الكتب أصلا، فنقول له: قل موتوا بغيظكم، وأما مؤلفاته العلمية فتحتاج لباحثين للكتابة حولها، وليس ذنبه أنك بحثت فى مصر ولم تجدها، لعلها موجودة فى كمبردج!!.
ثم هو أفضل من ينزِّل القواعد الشرعية المنضبطة على الواقع، فقبل ترشيح مرسى قال: أبوالفتوح يحمل المشروع الحضارى الإسلامى، وبعد ترشيح مرسى قال: «أبو الفتوح يأتمر بغير أوامر الله»، فهاجموه لهذا التناقض، متناسين القاعدة الفقهية: «المبادئ تتغير حسب المصلحة الشخصية».
وعن أدبه الجم فحدث ولا حرج، فهو مقتبس من مشكاة النبوة فى تصرفاته وأقواله، ربانية فى التعامل، وربانية فى الخلق، ليس بسباب ولا لعّان، من خلقه أنه رأى بعينيه فى العجوزة شبابا من 6 أبريل يضاجعون بنات جنسيا، فلم يتهمهم بالزنا مع أنه رآهم بعينه، وصورهم بتليفونه، لكنه نصحهم سرا اقتداء بخلق النبى الكريم فى الستر!!
ثم هو يحمل الأمل للأمة فبشّر بأن مرسى سينشئ الولايات المتحدة التى ستحرر القدس، فاعتبر عملاء إسرائيل هذه الوعود من قبيل الكذب والدعاية، أين الكذب؟ وأين الدعاية؟ أليس ما قاله مقدم على من يموتون جوعا عندنا؟ ماتت الفكرة الفذة، لكن أمله لم يمت، فتفتق ذهنه عن جمع آلاف الشباب والتحرك بهم لرفح ثم غزة ثم دخول إسرائيل وتحرير القدس، فقال العملاء: هذه دعوة عبثية، وهذا مستحيل، كيف لشباب أعزل أن يقف أمام سلاح نووى؟ نسى العملاء قدرة الله، التى آمن بها حجازى وحده.
إننى فهمت لماذا كتب محمد عمارة عن المجددين كالمراغى والغزالى وترك حجازى، إنه الحقد بين الأقران، ولقد صحبت د. عمار على حسن عمرا، ثم سمعته يتحدث عن الذين وقفوا فى وجه مبارك، ولم يذكر منهم الشيخ صفوت، قلت: حتى أنت يا د. عمار تنسى حياديتك، ولا تؤرخ لدور الشيخ البطولى فى معارضة مبارك.
فيا شيخنا: سر ولا تلتفت، فإنهم لا يعارضونك، إنما يعارضون الإسلام الذى يتمثل فيك، ولكن الكارهين لآيات الله التى تتخلق بها يجحدون.