متخصصون عن "حبسة العيد" بسبب كورونا: نقلل من الطقوس ووسائل الترفيه متاحة
سعيد: ممارسة الرياضة بديل جيد
الدكتور سعيد عبد العظيم
حالة من الضغط النفسي يسببها الانتشار المستمر لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وتزداد مع كل مناسبة اعتاد فيها المصريون على ممارسة طقوس بعينها فيها، وهو الأمر نفسه بالنسبة لعيد الفطر المبارك، الذي أُجبر فيه المصريون على المكوث في المنزل بسبب حزمة من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة في محاولة للحد من انتشار الفيروس، وهو الأمر الذي يجب أن يستوعبه المواطن ويبحث لنفسه عن بدائل تهون عليه الأمر، بحسب أطباء نفسيون.
في البداية، يقول الدكتور إبراهيم عبد الرشيد، استشاري التحليل النفسي بجامعة عين شمس، إن الحبسة داخل المنزل بشكل عام بسبب كورونا تشكل نوعًا من أنواع الضغط النفسي على الإنسان وهو ما يعد سببًا من أسباب ضعف المناعة، لأن النفس بطبيعتها تحب الحرية، لذلك يعد الحبس هو أكبر عقاب من الممكن أن يعاقب به الإنسان، ومن ثم فإن المكوث في البيت وتحجيم النشاطات التي اعتاد الشخص أن يقوم بها تتسبب في وجود نوع من أنواع الاكتئاب العام، مشيرًا إلى أن متابعة أخبار فيروس كورونا في حد ذاتها تسبب لدى البعض نوع من أنواع الوسوسة النفسية، وهذه الوسوسة ينتج عنها مشكلات نفسية أكبر.
ويضيف "إبراهيم": بقدر الإمكان يجب أن يحاول الفرد تعويض نفسه بالبدائل المتاحة له خلال أيام العيد، وكلٌ يختلف عن الآخر، فهناك من يقطنون في مساكن متسعة مثلا يتوفر لهم بها حدائق أو أماكن يرون من خلالها الشمس بصورة بماشرة وهذه تساعدهم على تغيير الحالة المزاجية لهم بعض الشيء، أما الآخرون ممن يعيشون في وحدات سكنية مغلقة أو ضيقة فهم الأكثر عرضة للضغط النفسي، وجميعهم يجب أن يبحثوا عن أي وسيلة للخروج من هذا الضغط النفسي ولو حتى عن طريق التليفزيون أو الراديو أو عن طريق القراءة، ومن الممكن أن يحدد الفرد لنفسه هدف واضح خلال هذه الأيام يسعى لتحقيقه على أن يكون هذا الهدف في إطار حدود الإمكانات والسبل المتوفرة، كما يمكن استبدال الزيارات المنزلية بزيارات أخرى افتراضية بـ "الفيديو كونفرانس" عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ليختتم حديثه قائلا: نحن في حاجة إلى إصلاحات نفسية خطيرة في المرحلة القادمة، كما أننا في حاجة إلى تدريب الآباء والأمهات على كيفية التعامل مع أبنائهم لكي يساعدوهم هذه الفترة.
ويقول الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بقصر العيني جامعة القاهرة، إن الظروف الحالية المعروفة للجميع وتبعات وجود هذا الفيروس الخطير، فرض علينا قيود اجتماعية من حيث التباعد والحرص على النظافة وارتداء وسائل الوقاية، وهي كلها أمور هامة علينا أن نأخذ بها من أجل الخروج من الأزمة، مشيرًا إلى أن التهاون قد يزيد من تفشي المرض بصورة أكبر، وهو ما يشكل ضغطًا نفسيًا على الجميع.
ويضيف "سعيد": علينا أن نقلل من الطقوس المعتادة بالنسبة لنا في الأعياد حتى نستطيع أن نقلل الإصابات، لأن الحركة تعني مزيد من الإصابات ومزيد من تعطيل عملية الخروج من الأزمة، فمن ليس له مصلحة بخروجه عليه التزام المنزل حتى تنتهي تلك الفترة، خاصة أن الدول التي خرجت من الأزمة مثل تايوان وكوريا الجنوبية والصين نفسها، لم يخرجوا منها إلا بعد الالتزام بهذه القيود، مشيرًا إلى أن هناك أشياء كثيرة نستطيع أن نمارسها في المنزل بدون كسر الإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها، ومن أهمها ممارسة الرياضة، التي تعتبر مفيدة جدًا لأي فرد في تحسين الجانب الجسدي والنفسي معًا، على حد قوله.