يوم الجمعة الموافق 19 ديسمبر 2014، أى منذ خمس سنوات ونصف، كتبت فى هذا المكان مقالاً بعنوان «مطلوب 2000 سيسى»، وطالبت بأن يكون كل القيادات والمسئولين فى الجهاز الإدارى على نفس كفاءة وإخلاص وجرأة الرئيس السيسى، وقلت أيضاً إننا فى حاجة إلى 2000 قيادة تتوافر فيها هذه المواصفات، لأن مصر كانت وما زالت فى مرحلة تحتاج إلى رجال أكفاء ومحاربين فى جميع المجالات، يحققون لها النهضة والتقدم ويحملون المسئولية مع الرئيس، لأنه ليس منطقياً أن يتحملها وحده، ورغم أننى كتبت المقال بعد أقل من عام ونصف فقط من تولى الرئيس السيسى المسئولية ولكنى رأيت فيه قوة الشخصية، وتوقعت ما فعله بعد ذلك من قرارات لا يتخذها إلا رئيس جرىء، بدأت بإصلاحات اقتصادية شديدة الصعوبة، ظلت مؤجلة نصف قرن، مثل ترشيد الدعم وتحرير سعر الصرف. جرأة الرئيس التى كانت تحتاجها مصر تمثلت فى فتح ملفات كان مسكوتاً عنها وأصبحت قنابل موقوتة جاهزة لتدمير الوطن فى أى لحظة، مثل العشوائيات (مثلث ماسبيرو، تل العقارب، غيط العنب، بشاير الخير، الدويقة، السماكين بسوهاج، عزبة أبوعوف ببورسعيد وغيرها الكثير) والتطوير الذى شهدته العشوائيات إعجاز لم نكن نحلم به. جرأة الرئيس تمثلت فى استعادة جزر النيل، تلك الثروة الغالية المهدرة المنهوبة، حوالى 95 جزيرة على مساحة 35 ألف فدان فى 16 محافظة من أسوان إلى القاهرة ثم رشيد ودمياط كانت كفيلة بإنعاش اقتصادنا، جرأة الرئيس تمثلت فى بناء أكثر من 13 مدينة سكنية جديدة فى كل ربوع مصر حتى نخرج من الوادى الذى ضاق بنا وأيضاً عاصمة جديدة تُنقل إليها المؤسسات الحكومية، كما أن استرداد أملاك الدولة قرار لم يتخذه إلا الرئيس السيسى، كذلك حفر قناة السويس الجديدة وإنشاء 4 أنفاق تحتها حتى تشهد سيناء تنمية لم تحدث على مدار تاريخها، أما استعادة البحيرات المصرية التى نُهبت وإزالة التعديات عليها فهو قرار لم يستطع اتخاذه سوى رئيس جرىء، الطفرة التى حدثت فى البنية الأساسية وإنشاء الطرق تطلبت أحياناً نزع ملكية أراض عامة كان الاقتراب منها ممنوعاً تماماً، كذلك هذا الكم الهائل من المشروعات الكبرى فى كافة المجالات فى الوقت الذى نخوض فيه حرباً شرسة ضد الإرهاب، كل هذا لم يتحقق إلا بجرأة الرئيس، أيضاً هناك قرارات أخرى جريئة لن يستطيع اتخاذها سوى الرئيس السيسى، منها نقل المصانع والسجون التى تطل على النيل إلى الصحراء، وكذلك نقل المقابر واستغلال أراضيها التى لا تقدر بثمن، وأيضاً تحرير الشوارع واستعادة الأرصفة وفتح الجراجات المغلقة وإعادة الانضباط للشارع والقضاء على الفوضى المرورية، وبعد انتهاء أزمة كورونا نحتاج جرأة الرئيس فى قرار استمرار غلق المحلات وتوقف المواصلات العاشرة مساء ومنع تراخيص الكافيهات والشيشة، أيضاً نحتاج قراراً جريئاً للاستغناء عن العمالة الزائدة فى الجهاز الإدارى مع حصولها على كافة مستحقاتها المالية حتى بلوغ سن التقاعد، كذلك تخصيص الأراضى مجاناً للأنشطة الإنتاجية، الزراعية والصناعية، أو حتى بأسعار زهيدة حق انتفاع قرار جرىء لن يتخذه إلا الرئيس السيسى لإحداث تنمية شاملة وإنتاج غذائنا، لأنه من المتوقع أن يشهد العالم كله أزمة غذاء طاحنة بعد انتهاء أزمة كورونا، كذلك نحتاج جرأة الرئيس فى إلغاء قرارات لجان التسعير العالية للأراضى الصحراوية التى قام أصحابها بزراعتها، وأيضاً أسعار أراضى الريف المصرى لتشجيع زراعة الصحراء، ذلك العمل الشاق المهم والاستثمار طويل المدى ذو العائد الضعيف.
ربنا يوفق رئيسنا فى اتخاذ القرارات الجريئة التى تحقق الاستقرار والتنمية للوطن، وكل عام ونحن جميعاً بخير، واللهم احفظ بلدنا الغالى وشعبه العظيم ومؤسساته الوطنية وقيادته المخلصة وتحيا مصر.