المتضررون من كورونا : "متخيلناش إن الوضع هيوصل للشكل ده ومش عارفين إيه النهاية"
"فوزي": "حصلنا على ثلث الراتب فقط وأى حد هيعترض هيمشى"
هشام
الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، ألقت بظلالها على العديد من القطاعات، خاصة السياحة والخدمات، ما دفع العديد من المؤسسات لتسريح العمالة، أو تخفيض رواتبهم، يقول أحمد فوزى، 33 عاماً، موظف بأحد الفنادق الشهيرة بشرم الشيخ: «من شهرين تقريباً إدارة الفندق أبلغت كل طاقم العمل بمنحهم إجازة طويلة الأمد». وأضاف أن قيمة راتبه الأساسى 1500 جنيه، بالإضافة إلى البدلات، ليصل إجمالى الراتب نهاية كل شهر إلى 3 آلاف جنيه، ولكنه فوجئ أن راتب الشهر الماضى بقيمة 500 جنيه فقط: «البدلات دى كانت معتمدة على الحركة من الشركة للمطار ورحلات الأفواج السياحية، وده طبيعى إنها ما تتصرفش، لكن ليه المرتب يتخصم منه 1000 جنيه». مشيراً إلى أنه عند صرف الرواتب، تواصل مع زملائه بالعمل، وتأكد أن الجميع حصل على ثلث المرتب: «اتفقت مع زملائى إننا نرجع للإدارة، عشان نفهم إيه السبب، لكن لسة ما وصلناش لحاجة».
وأوضح «فوزى» أنه نمى إلى علمه حصول المنشآت السياحية على دعم من الدولة لتعويض العاملين: «عرفت إن الحكومة صرفت إعانات لأصحاب الفنادق، لكن إحنا ما شفناش حاجة». وتابع: «أصحاب الفنادق مهما الأزمة طوّلت مش هتؤثر معاهم فى حاجة، وكلنا قاعدين فى البيت ومش عارفين لحد إمتى». مضيفاً: «خايف خصم جزء كبير من المرتب يكون مؤشر لتسريحنا، لأن أكيد أى حد هيعترض هيمشّوه».
لم تختلف ظروف العمل فى مجال السياحة خارج مصر كثيراً فى الوضع الراهن، إذ اتُبع أسلوب واحد فقط للتعامل مع أزمة «كورونا»، وذلك وفقاً لحديث إسراء عادل، 31 عاماً، من سكان منطقة الهرم، عن تأثير انتشار الفيروس على وظيفة زوجها، الذى سافر منذ قرابة الـ 3 سنوات، كى يعمل موظف استقبال داخل أحد الفنادق السياحية الشهيرة بدولة دبى، فتقول: «واحد قريب جوزى بيشتغل فى دبى هو اللى جاب له الشغلانة دى، وكان بينزل إجازات كل سنة»، مضيفة أنه منذ ظهور الفيروس وهى تهاتفه باستمرار كى تطمئن عليه، وفى يوم من الأيام، هاتفها وأبلغها أن إدارة الفندق الذى يعمل به خيّرته هو ومجموعة من زملائه بين العمل بدون مرتب أو تقديم الاستقالة، وأخبرها أنه اختار تقديم الاستقالة: «جوزى قال لى هو أنا متغرب عن بيتى وبلدى عشان أشتغل ببلاش، ومش عارف كمان لحد إمتى». موضحة أنه ما زال موجوداً هناك نظراً لتعليق حركة الطيران، وأنه فور إعادة الطيران مرة أخرى، سيعود إلى منزله للتفكير فى وظيفة أخرى بديلة: «مستنيين الطيران يرجع تانى، عشان يقدر يشوف شغلانة تانية».
وأنهت «إسراء» حديثها، بقولها: «الفيروس وقّف حال ناس كتير، والسياحة أول مجال يتضرر بأى مشكلة تحصل».
"نهى": "أخدت إجازة أسبوعين وبعدها تفاجأت بالاستغناء عنى"
شعورها بالمرض جعلها تقدم طلب إجازة لمدة أسبوعين من إدارة الشركة التى تعمل بها، ولكنها لم تعلم أنها ستكون السبب فى عدم رجوعها لعملها مرة أخرى، فتقول نهى على، فى منتصف الثلاثينات، وإحدى سكان منطقة الجيزة، إنها كانت تعمل موظفة فى إحدى شركات القطاع الخاص، منذ 4 أعوام، ومع بداية أزمة فيروس «كورونا» كانت تذهب إلى عملها أياماً معينة بالتبادل مع أصدقائها بالعمل، ولكن منذ شهر تقريباً شعرت بأعراض دور برد، مما دفعها لأخذ إجازة، كى لا يزيد عليها المرض، وخوفاً من تعرضها للإصابة بالفيروس: «مناعتى ضعيفة وكمان لما بييجى لى برد بيكون شديد، عشان كده خُفت أعدى حد فى الشغل أو فى طريقى له»، مضيفة أنها بالفعل تقدمت بطلب الإجازة، ووافقت الشركة عليه، وفى آخر أيام الإجازة، هاتفها أحد العاملين بالإدارة وأخبرها أنها لن يكون فى استطاعتها العودة إلى العمل مرة أخرى خلال هذه الفترة، نظراً لما تمر به البلاد من أزمة «كورونا»، مما دفعهم لتقليل عدد العمالة داخل الشركة، تماشياً مع الوضع الراهن: «تفاجأت من القرار ومش عارفة إيه السبب، وخايفة ما أرجعش شغلى تانى، وهو مصدر دخلى الوحيد». وأشارت «نهى» إلى جلوسها بالمنزل منذ علمها بالقرار، لأنها تنتظر أن تعود لعملها مرة أخرى: «دلوقتى الوضع صعب، ومفيش مكان بيستقبل موظفين جداد، عشان كده بتمنى إن الشركة ترجع فى قرارها قريب».
"سامية": تركت عملى فى الصالة الرياضية بعد إغلاقها
3 سنوات هى المدة التى قضتها سامية محمد، فى منتصف الثلاثينات، من سكان منطقة الجيزة، داخل عملها بإحدى الصالات الرياضية «الجيم»، التى تبعد مسافة قليلة عن منزلها، ولكن مع انتشار فيروس «كورونا»، وقرار الحكومة بإغلاق عدد من الأماكن منها «الجيم»، اضطرت إلى الجلوس فى المنزل، وكانت تظن أن الفيروس سينتهى بعد فترة قصيرة وستعود لعملها وممارسة حياتها الطبيعية مرة أخرى، ولكن ظنها لم يكن فى محله، إذ استمر قرار الإغلاق لأسابيع عدة، وفوجئت بمهاتفة أحد المسئولين بإدارة «الجيم»، وإبلاغها أنهم تخلوا عنها وعن عدد من زملائها، لحين انتهاء الأزمة، لصعوبة تحملهم صرف رواتبهم أثناء الإغلاق وعدم وجود دخل للمكان، فتقول: «ما كنتش متخيلة إن الوضع هيوصل للشكل ده، والأزمة إننا مش عارفين إيه النهاية». مضيفة أنها تواصلت مع إدارة الجيم، وسألتهم عن سبب التخلى عنها، ولكنهم أجابوها بأنهم ليس لديهم حل آخر، للتعايش مع الأزمة التى لا يعرف أحد متى ستنتهى، وتتابع سامية: «ربنا يصبّرنا على اللى إحنا فيه ده، ويعدّينا من الوباء ده على خير».
"طارق": "أعمل على سيارة أوبر.. وتأثرنا بغياب السياحة"
ونال تأثير فيروس «كورونا» من سائقى أوبر، الذين لم يصبح أمامهم مجال للعمل كما اعتادوا من قبل، بل أصبح هناك ضعف فى حركة التنقل، بجانب خفض أعداد السائقين، فيقول طارق هشام، فى أواخر العشرينات، سائق أوبر، وأحد سكان منطقة شبرا مصر، إنه سمع كثيراً عن تسريح بعض العاملين بالشركة، ولكنه لم يعرف أحداً بعينه تعرض لذلك: «سمعت عن الكلام ده، لكن لحد دلوقتى ماشُفتش حد حصل معاه كده». مضيفاً أن حركة العمل أصبحت غير موجودة على أرض الواقع «معايا عربية ومشغلها فى أوبر، واليومية بيكون للشركة نسبة فيها، لكن دلوقتى مفيش أى تعامل بينى وبينها لأن مفيش شغل، يعنى يعتبر مش شغال».
وأوضح «طارق» أن سائقى أوبر من أكثر الجهات التى تتأثر بغياب السياحة، لاعتمادها على نقل السياح: «شهور الصيف كانت من أكتر الشهور اللى بيكون فيها شغل، وكنت أعمل بشكل مستمر فى منطقة الحسين والأزهر».