أدت حكومة وحدة وطنية في إسرائيل اليمين الدستورية يوم الاحد 17 مايو 2020وبموجب اتفاق لتقاسم السلطة تم الاتفاق عليه في أبريل، سيعمل رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو لمدة 18 شهرًا أخرى. وسيعمل منافسه الوسطي بيني غانتس كنائب لرئيس الوزراء قبل توليه منصبه. اتفق الرجلان على المضي قدما في خطة مثيرة للجدل لضم جزء من الضفة الغربية المحتلة - وهي عملية يمكن أن تبدأ في 1 يوليو. وعقب أداء اليمين قال نتنياهو: "حان الوقت لتطبيق القانون الإسرائيلي، وكتابة فصل مجيد آخر في تاريخ الصهيونية"
"It's time to apply the Israeli law, and write another glorious chapter in the history of Zionism."
هذا الفصل المجيد الذي يشير اليه نتنياهو معززا بالتأكيد بأساطير حول قدرة اليهود على البقاء رغم كل عمليات الإبادة والطرد التي تعرضوا له بدءا من الخروج من مصر ومرورا بالأسر البابلي والنفي الروماني والطرد الأوربي والشتات الدائم وصولا الى محرقة هتلر.
وعززه بشكل أكبر أساطير حول الشخصية اليهودية التي جسدها هؤلاء التجار الذين كانوا يتدارسون كتابهم المقدس على ضوء الشموع في نفس الوقت الذي ينقلون فيه بالات القطن على ظهور السفن المبحرة من عدن صوب الهند. وهؤلاء الخياطون الذين يخيطون الفراء في دكاكين بولندا. وهؤلاء المزارعين الذين يزرعون كروم العنب في ريف فرنسا. وهؤلاء الصاغة الذين يتداولون في فرنكفورت بعض القطع النادرة. هؤلاء الممولون الذين يستثمرون في قروض الامراء الالمان وشركات خطوط السكك الحديدية الامريكية. هؤلاء النقابيون الذين ينظمون الإضرابات في لتوانيا. هؤلاء القادة الشيوعيون الروس. هؤلاء العمال البولنديون. وهؤلاء الصناعيون الالمان. هؤلاء الاستكشافيون الذين اكتشفوا أمريكا والصين. هؤلاء اليهود الاسبان والبرتغاليون الذين ماتوا من اجل عقيدتهم. هؤلاء القراصنة في البحر الكاريبي. هذا الزعيم الهندي. هؤلاء المنتجون في هوليوود. وهؤلاء الموسيقيون في فينا. وعمال الميناء في اوديسا. مدرسوا وعلماء الرياضيات الفرنسيون.
وربما المعزز الأكبر لفصل اخر مجيد من فصول تاريخ الصهيونية كما يحلم نتنياهو وغيره هو قدرتهم على حمل حلم دولة ارض الميعاد ثلاثة الاف عام وتحقيقه في ظروف غير مواتية في رأيهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث انهارت كل الاستراتيجيات التي ظلت قائمة ثلاثة الاف سنة. لم تكن المنافي القديمة ملاجئ امنة. ولم يبعد المال العنف. ولم ينجي الرب شعبه من الجحيم. ولم يستطع اليهود الامريكان الذين كان يقال انهم أقوياء لا منع المجازر ولا إقامة الدولة الملجأ ولا التعجيل بنهاية الحرب. ولم يكن النفوذ المزعوم سوى وهم من تصور الجلادين.
ومع ذلك وفى غضون خمسين عاما اقامت الصهيونية دولة تضاعف سكانها سبع مرات. وكان عليها تخصيص ربع دخلها للدفاع. ولم يكون بمقدورها ان تمارس أي تجارة مع جيرانها. وبرغم هذه العقبات التي لا مثيل لها في التاريخ. ارتفع دخلها بمقدار أربعين ضعفا وأصبحت الأولى على مستوى العالم في مجالات التعليم والبحث والتأهيل المهني والتصدير الصناعي والابتكارات التكنولوجية.. الاقتصاد الإسرائيلي مزدهر. إسرائيل هي أكبر مختبر للبحث والتطوير لصناعة التكنولوجيا الفائقة خارج الولايات المتحدة. تمتلك إسرائيل شركات في ناسداك أكثر من فرنسا وألمانيا وإيطاليا مجتمعة. والمجتمع الإسرائيلي نابض بالحياة.
فماذا سيكتب في هذا الفصل؟ وهل سيكون امتدادا لفصول الصهيونية السابقة ام مغايرا؟ وكيف سيكون مجيدا على حد وصف نتنياهو؟ وهل سيكون فصل اخر ام الفصل الأخير في كتاب الصهيونية؟
والاجابة عن هذا الأسئلة تدخلنا مباشرة في تعقيدات الصهيونية السياسية والصهيونية الاقتصادية والصهيونية الثقافية والصهيونية الدينية وتفاعلاتها عبر التاريخ الإنساني وخصوصا في القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين والمشهد العالمي الحالي في ظل ازمة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني.
والاجابة على هذه الأسئلة لا يمكن ان تأتى الا من اليهود أنفسهم لأنهم أدري بأنفسهم من غيرهم، ولعل أوضح إجابة قدمها جاك اتالى المولود في الجزائر عام 1943والذى كان مستشارا للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران لمدة عشر سنوات ورئيسا للبنك الأوربي للإنشاء والتعمير من 1991الى 1993. ووصفته مجلة فورين بوليسي في عام 2010 بانه واحد من اهم مائة مفكر في العالم . وذلك في كتابه اليهود والعالم والمال والذي ترجمه المركز القومي للترجمة ونشر عام 2019. والذي وصف ملامح امتداد الصهيونية حتى منتصف القرن الحادي والعشرين بعد استقراء التاريخ اليهودي في العالم قائلا: بصورة أكثر تحديدا يقوم اليهود منذ قرابة ثلاثة الاف عام بالخدمات الأساسية الثلاثة التي يقوم بها الرحالة وهي: الاكتشاف والربط والابتكار.. ويركز على خدمة الربط قائلا ان اهم مهنة لليهودي عبر التاريخ هي مهنة الوسيط (السمسار) التي تقوم على أساس العثور على مورد لما يراد شراءه او عميل مشترى لما يراد بيعه. كما مارسوا أيضا كل مهن الربط والاتصال الأخرى ملاحون مجهزو سفن دبلوماسيون أصحاب مصارف أصحاب مطابع صحفيون كتاب سينمائيون. وكانت الكتابة وكل صور الاتصال الأخرى المطبعة الراديو التلفزيون السينما مناطق نفوذ لهم من منساة بنى إسرائيل الى الاخوة وارنر من جوليوس رويتر الى الى إسحاق برنير من الاخوة سونشينو الى ديفيد سارنوف ومارك زكورنبرج.
وأوضح دور الصهيونية في العالم وإسرائيل في القلب منها على ثلاثة مستويات هي:
حلقة الوصل مع الشرق (دولة إسرائيل)
على مدى التاريخ الإنساني عاش اليهود في الشرق. وبعد قيام إسرائيل تعود كنقطة مركزية لليهود، ولكي تستمر فان عليها ان لا تظل مقاطعة صغيرة معزولة و محصورة بين اقطار الشرق، سوف يكون عليها مرة أخرى ان تكون نافعة لمن يحيط بها وحتى قبل ان تفكر في نفسها. أي ان تساعد في نفس الوقت على صبغ المنطقة بالصبغة الغربية والقبول بشرفيتها هي شخصيا.
لان إسرائيل مهددة بغايات الحرب الخمسة للحروب من اجل الأرض والعقائد والثروات والماء والطاقة وربما سيكون على هذا البلد ان يخوض غمار كل اشكال الحروب الجديدة في المستقبل مثل إرهاب المدن معارك بدون ملابس عسكرية أسلحة مدنية حرب بلا أسلحة. وفى مواجهة هذا المأزق المزدوج في الحرب كما في السلام مازالت النخب الإسرائيلية مترددة فهي لا تريد خسائر الحرب ولا عواقب السلام.
حلقة الوصل مع الغرب (يهود الشتات)
الى جانب إسرائيل ربما تستطيع طوائف الشتات اليهودية ان تلعب دورا أخلاقيا بان تذكر البشر اجمعين بالقيم الأخلاقية التي مكنتها من البقاء ان تستمر في مساعدة الاخرين على التحاور وعلى الخلق والابتكار والتطور وعلى التبادل. سيكون على الشعب اليهودي ان يستعيد بطرقة مختلفة تماما ومن خلال الأدوات الحديثة وما هو كامن فيه ، الدور الذي كان يلعبه منذ عشرة قرون ،ناقل عابر بين الشرق والغرب ،ناقل الثروات الأفكار الثقافات ،ولكنه على وجه الخصوص في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ العالم ناقل لثروته الاساسية وهي الزمن. في الحوار الجديد بين الحضارات الذي يتم فيه تشريق البشر وتغريب الأشياء سيكون على الشعب اليهودي ان يؤدى دورا رائدا في تلاقى الرؤى المختلفة للزمن من الشرق ومن الغرب.
من الغرب ومن الشرق عبر العالم
تعلم قصة اليهود العالم ان كل انسان يحتاج الاخرين حتى يستطيع النجاة بنفسه. وبما ان الشعب اليهودي يرى إلهه الذي أصبح الها للجميع كسيد للزمان الذي يسافر فيه والذي يقدر قيمته بالمال. وبما انه غالبا وضع لسوء حظه إلهه وماله تحت تصرف الاخرين واهبا بهذه الطريقة الزمان الى العالم (زمن الأبدية من خلال الاله) وزمن المادية (من خلال المال) وزمن الروح (من خلال الفن) يبقى عليه ان يجعل الزمن مصدرا جديدا لتقدم البشرية.
إسرائيل قبل كورونا
اجتمع بعض كبار الصحافيين في إسرائيل في كي ويست، فلوريدا، في ديسمبر 2006 لحضور مؤتمر زاوية الإيمان نصف السنوي لمنتدى بيو حول الدين والسياسة والحياة العامة.
قدم بيتر بيركوفيتز، زميل مؤسسة هوفر، وآري شافيت، كاتب عمود في الصحيفة الإسرائيلية هآرتس، تاريخًا موجزًا للصهيونية وجادلا في الأهمية المستمرة للحركة الصهيونية. وناقش المؤتمرون التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه إسرائيل اليوم، بما في ذلك القدرات النووية الإيرانية المحتملة، وصعود أيديولوجية "ما بعد الصهيونية" في إسرائيل، وفشل السياسات الحزبية الإسرائيلية، والعداء اليساري الأوروبي لإسرائيل. كما تطرق المتحدثون والصحفيون إلى المواقف اليهودية تجاه الصهيونية المسيحية.
وحزر بيتر بيركوفيتز من التوترات داخل الصهيونية السياسية لانها لا تؤدي إلى ظهور الصهيونية الثقافية والصهيونية الدينية كبديل ديني للصهيونية فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى ظهور التحدي العلماني الكبير للصهيونية داخل إسرائيل المعروف باسم ما بعد الصهيونية. إن الكثير من ادبيات ما بعد الصهيونية يصور بشكل روتيني الصهيونية كمثال بغيض ودولة يهودية كدولة بائسة. سعى علماء ما بعد الصهيونية إلى إظهار أن الصهيونية هي في جوهرها أيديولوجية معادية للديمقراطية وحتى استبدادية. سعى نشطاء ما بعد الصهيونية إلى إلغاء استخدام رموز ومؤسسات الدولة للترويج للثقافة اليهودية. وبدلاً من ذلك، يجب حجز الموارد الثقافية والتعليمية للدولة، في إدارة ما بعد الصهيونية، للدفاع عن المنافع العالمية للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأضاف آري شافيت قائلا : في نواح كثيرة كان القرن العشرين الانفجار اليهودي العظيم. أولاً، كانت هناك كارثة تاريخية. كان هناك تضحية يهود أوروبا الشرقية، والموت الوحشي في معسكرات الإبادة النازية . ولكن بعد ذلك و من الطاقة التي أنتجها الدمار، ظهر إلى العالم قمتين للنهضة اليهودية. مع كل الاحترام الواجب للمجتمعات اليهودية الأخرى في جميع أنحاء العالم، فإن الركيزتين للوجود اليهودي المعاصر هما المجتمع الأمريكي اليهودي الحر والنابض بالحياة والدولة الإسرائيلية اليهودية الحرة والنابضة بالحياة، أحدهما نتيجة مباشرة، من بنات أفكار 110 سنة- الفكرة الصهيونية القديمة، والآخر يعتمد إلى حد كبير على سلامتها وهويتها واستمراريتها على نفس الفكرة الصهيونية.
من أجل إقامة الدولة اليهودية ارتكبنا نحن الصهاينة ثلاث خطايا كبرى:
أولا: لقد أخطأنا في استغلال الأرض. لقد اتخذنا تلال يهودا المدرجة وحولناها إلى مستوطنات شبيهة بالقلعة. لقد أخذنا سهل شارون وبساتين يافا البرتقالية وحوّلناهم إلى مدن ضخمة من الأسمنت في المناطق الحضرية، وهي في كثير من الأحيان بلا وجه ومبتذلة. . محق في ذلك. ولكن بشكل مجازي، حولنا الأرض المقدسة إلى مخيم ضخم للاجئين لليهود، حيث ضغطنا على شعب بالسكن فى شريط ضيق للغاية من الأرض لا يمكنه تحمله.
ثانياً: لقد أخطأنا في اقتلاع الفلسطينيين. دون الخوض في تفاصيل حرب عام 1948، ودون الغرق في الجدل الموحل حول من هو المسؤول عن الكارثة الفلسطينية في ذلك العام، فإن الخلاصة واضحة. لقد حرمنا مئات الآلاف الذين أصبحوا الآن ملايين. لقد استبدلنا شعبًا آخر في الكثير من وطننا المشترك.
ثالثا :كانت خطيتنا الصهيونية الثالثة تجاه أنفسنا. من أجل إعادة هذه القفزة العملاقة إلى التاريخ، من أجل تحويل الأمة السلبية سياسياً إلى لاعب نشط على المسرح العالمي، كان علينا أن نغير أنفسنا. في نواح كثيرة كان علينا أن نخون أنفسنا، وندير ظهرنا للتقاليد اليهودية والتطور اليهودي، وندير ظهورنا للأخلاق اليهودية والهوية اليهودية، ونفقد الكثير من الإبداع لدى يهود الشتات، ونفقد الكثير من الذوق والخيال وثراء الشخصية،
إسرائيل مع كورونا
لم يتوقع أحد أن تنخفض الإصابات بفيروس كورونا المستجد في إسرائيل بمجرد رفع القيود التي فرضتها السلطات لدى تفشي الوباء، فيما أظهر الأمر فشلا ذريعا لعلماء الرياضيات والفيزياء الذين تباهي بهم اسرائيل، كما بدا أن هناك مآرب سياسية وراء تضخيم أخطار الفيروس.وأصبح معدل الإصابات في إسرائيل بين العشرة والعشرين يوما مؤخرا، بعد أن كانت تسجل أكثر ما بين 100 و200 يوميا في شهر أبريل.وجاء هذا المعدل القليل في الإصابات رغم رفع إجراءات الإغلاق نهائيا خلال الأسبوعين الماضيين، وكانت تل أبيب بدأت في تخفيف قيود الإغلاق مطلع مايو الجاري.
وبات في وسع الإسرائيليين الخروج إلى الأماكن العامة، حتى من دون ارتداء الأقنعة الواقية.
وبلغ إجمالي الإصابات في إسرائيل أكثر من 16 ألفا مع 280 حالة وفاة، وتفوق هذه الأرقام الإصابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا مجتمعة.
وعاشت إسرائيل أوقاتا عصيبة في ظل أزمة فيروس كورونا، خاصة في شهري مارس وأبريل، في ظل تخبط وزارة الصحة التي كان يتولها حاخام لا علاقة له بالطب، وواجهت إدارته للملف انتقادات شديدة.كما تمردت فئة المتطرفين اليهود "الحريديم" على قرارات الحكومة، الأمر الذي ساهم في تفشي الفيروس.
اليهود متهمون دائما
اليهود على مر التاريخ متهمون بأنهم سبب مشاكل المجتمع الانسانى، ويُنظر إليهم على أنهم مرضى أو كمجموعة تنشر عمداً المرض بين غير اليهود. استخدم القادة اليونانيون العديد من الصفات السلبية لوصف اليهود في القرنين الرابع والخامس. وصف الأباطرة الرومان الشرقيون ثيودوسيوس الثاني وجستنيان اليهود بكلمات مثل "الانحراف" و "العدوى" و "التلوث" و "الطاعون" و "التلوث". أثناء جائحة الموت الأسود في العصور الوسطى اتهم اليهود بـ "تسميم الآبار" . صورت الإيديولوجية النازية جميع اليهود على أنهم تهديد حيوي بعد قيام إسرائيل ، ألقى بعض المسؤولين العرب باللوم على إسرائيل واليهود في نشر الإيدز بين القادة والمسؤولين العرب. نشرت منظمات مثل حماس أن الصهاينة يستخدمون النساء المصابات بالإيدز لإغراء القادة العرب إلى هلاكهم. يربط الإسلاميون والمتعصبون للجنس الأبيض البيض والنازيون الجدد وغيرهم كثيرون COVID-19 باليهود بشكل مكثف على الانترنت العادي والانترنت المظلم.
إسرائيل بعد كورونا
تحركات إسرائيل بعد انفراج ازمة كورونا قليلا تشير الى انها بدأت بالفعل كتابة فصل من تاريخ الصهيونية تتحول فيه بالقوة وبكل وسائل الحروب الجديدة الى وكيل عن المنطقة في تعاملها مع الشرق القادم والغرب الذي لم يذهب بعد، باعتباره دور وجود او فناء في الزمن القادم. وقد بدأت بالفعل بالضغط على قلب العالم العربي ممثلا في الشام والعراق ومصر ودول الخليج وتغازل اطرافه من السودان الى المغرب العربي غربا والاكراد شرقا. وتتبنى من طرف واحد صفقة ترامب كحل نهائي للقضية الفلسطينية وحسمت امرها في اختيار الدولة الواحدة. ولعل انتخاب العضو العربي بالكنيست الإسرائيلي'منصور عباس' لمنصب نائب رئيس الكنيست . إشارة لا تخطئها العين ،وهذه الوقائع وغيرها على الأرض تكشف هذه التوجهات.
صفقة للرفض الفلسطيني والحسم الإسرائيلي
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، غابي اشكنازي، خلال مراسم تسلمه المنصب، أن إسرائيل ستبدأ بتنفيذ خطة "سلام ترامب".واعتبر اشكنازي أن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول السلام تشكل فرصة تاريخية لترسيم حدود إسرائيل.وفيما يخص موقف الأردن من الخطوات الإسرائيلية القادمة قال اشكنازي: "سنقوم بالدفع نحو تطبيق الخطة الأمريكية من خلال التنسيق مع الإدارة الأمريكية، والحوار مع جيراننا والحفاظ على اتفاقيات التسوية".وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي في الحكومة الجديدة عن شكره للإدارة الأمريكية على "موقفها الثابت" من الملف النووي الإيراني ومنع إيران من التموضع عسكريا في دول الجوار، مضيفا أن "مواجهة التهديد الإيراني يشكل مهمة أساسية للحكومة الجديدة".المصدر: RT
الغاء اسلوا
ردا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، وعلى إعلان إسرائيل مخططات لضم أراض من الضفة الغربية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله يوم الارعاء 20 مايو 2020، إنّ السلطة الفلسطينية أصبحت «في حِلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية» ومن «جميع الالتزامات المترتبة على تلك التفاهمات والاتفاقات، بما فيها الأمنية»، حسب وكالة فرانس برس.ولم تكن إسرائيل تريد غير ذلك وهى ان تكون هي الأخرى في حل من اى التزامات في ضم اراضى الضفة وغور الأردن وتبدا تنفيذ خطة ترامب دون قيود من اتفاقيات سابقة .وهو ما بدا بالفعل عندما قام نتنياهو بتخصيص مبلغ ستين مليون دولار لما قال انه لتطوير وتعزيز القدس ، حيث يخشى ان يكون هذا المبلغ هو بداية تنفيذ مشاريع تهويد إضافية للقدس .
وادى عربة مطلوب تجاوزها او حتى الغائها
علقت صحف عربية على قرار مرتقب لإسرائيل بضم المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، وتحذير العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن قرارا كهذا سيقود إلى "صدام كبير" مع الأردن.
ورأى كُتاب أن ذلك القرار سيعني نهاية حل الدولتين، ودعا أحدهم إلى "التلاحم" بين الشعبين الفلسطيني والأردني "والتصدي بقوة لهذه المؤامرة بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة".
واعتبر كُتاب أردنيون أن تصريحات الملك عبد الله الثاني، التي جاءت في حديث له مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، "أقوى رسالة على الإطلاق" من الملك. وتحدث آخرون عن "العوامل" التي قرّبت إسرائيل من اتخاذ قرار كهذا.ويبدوا جليا ان اسرائبل تدفع الأردن لاتخاذ مثل هذا الموقف لتصبح في حل من الوثيقة التي تعترف فيها بالأردن كدولة مستقلة وهو ما كان يمثل الضمانة الوحيدة ضد فكرة الوطن الفلسطيني البديل .
مصر ومصيدة الديون وحصار أزمات الإرهاب وليبيا واثيوبيا.
كشف مصادر حكومية رفيعة المستوى لصحيفة ـ«المصرى اليوم» عن أن مصر استقرت على طرح سندات دولية بنحو 5 مليارات دولار، فيما تلقت طلبات بنحو 21 مليار دولار.وقلصت مصر السعر الاسترشادي بواقع 25 نقطة أساس لكل شريحة، لتعرض الشريحة لأجل 4 سنوات عند نحو 6%، والسندات لأجل 12 عاما عند نحو 7.875% والشريحة لأجل 30 عاما عند نحو 9.125%، وفقا لما أظهرته وثيقة صادرة عن أحد البنوك التي تقود العملية. وحسنا فعلت الحكومة المصرية بغلق العملية عن حدود الخمسة مليارات ولم تنجر الى مصيدة زيادة الديون في هذه المرحلة الحرجة والتي تستخدم فيها القروض الجديدة في الغالب في سداد ديون قديمة وخدماتها ولا تستفيد منها الدولة شيء . كما ان ظهورعمليات إرهابيية جدبدة في سيناء بعد دحر الجماعات الإرهابية وصمتها لفترة طويلة في سيناء و التصعيد الدبلوماسي والعسكرى الاثيوبى مع مصر والسودان . والضغوط على الجيش الوطنى الليبى . تكمل دائرة الضغط على مصر مع تداعيات كورونا على الاقتصاد المصرى والدولة المصرية .
الشام والعراق ومعارك إيران الأخيرة
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران بعد تغريدات للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي ضد إسرائيل وكان مضونها: محو إسرائيل لا يعني محو اليهود.وقال نتنياهو على حسابه في موقع "تويتر" يوم 21 مايو 2020: "تهديدات خامنئي بتحقيق الحل النهائي ضد إسرائيل تذكرنا بخطة الحل النهائي للنازية بتدمير الشعب اليهودي.. عليه أن يعلم بأن أي نظام يهدد إسرائيل بالإزالة سيجد نفسه في خطر مماثل".
وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي في الحكومة الجديدة عن شكره للإدارة الأمريكية على "موقفها الثابت" من الملف النووي الإيراني ومنع إيران من التموضع عسكريا في دول الجوار، مضيفا أن "مواجهة التهديد الإيراني يشكل مهمة أساسية للحكومة الجديدة".
كما كشف الجيش الإسرائيلي عن خطة "رياح السماء" لتدريب قواته البرية على سيناريوهات الحرب في المنطقة الشمالية على جبهتي سوريا ولبنان.وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "تويتر" يوم الخميس 21مايو، إن عملية "رياح السماء" تأتي في إطار خطة التدريبات السنوية للجيش لعام 2020، مشيرا إلى أن التمرين سيستمر 72 ساعة في قاعدة تدريبات قيادة المنطقة الشمالية وفي هضبة الجولان بمشاركة طواقم كتائب قتالية تجمع بين قوات المشاة والهندسة والمدرعات والمدفعية واللوجستية والاتصالات وسلاح الجو.
الخليج وبوابات التطبيع الملكية
نشرت صحيفة عرب نيوز مقالا لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد س. لودر بعنوان: ثورة هادئة تغيّر الشرق الأوسط قال فيه :بنقيض العديد من القنوات الأخرى، تحدّت شبكة الأقمار الصناعية السعودية MBC « " المحظورات القديمة وقدّمت اليهود بصورةٍ إيجابية. ويقدّم مسلسل «أم هارون» قصةً خيالية عن امرأة بحرينية يهودية لعبت دورًا مهمًا في تطوير القبالة في البحرين. وتدور أحداث المسلسل في أربعينيات القرن الماضي في مدينةٍ خليجية عربية لم يُذكر اسمها، ويُظهر كيف عاش اليهود والمسيحيون والمسلمون معًا كمجتمعٍ واحد متناغمٍ نسبيًا. يُعرَض البرنامج على تلفزيونٍ سعودي، ويُشارك في إنتاجه إماراتيون وبحرينيون. وأحد المستشارين سياسيّ، ويمثل الجالية اليهودية البحرينية في المؤتمر اليهودي العالمي. ويُعدّ هذا تقدّمًا وتغييرًا كبيرَين على المستوى الدولي.واعتبر مؤيّدو العمل أنّ هذا المسلسل يجسّد التسامح، بينما وصفه منتقدوه بأنه مثالٌ على تطبيع العلاقات مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية. وما يمكن ملاحظته بوضوح على الفور هو عرض اليهود بصورةٍ إنسانية أساسية، وهذا ما لم يُسمَع به من قبل، إذ افتقر الشرق الأوسط منذ فترةٍ طويلة لذلك. فمنذ زمنٍ والكتب المدرسية تنسخ بعضًا من أسوأ المواقف القديمة المعادية للسامية، زاعمه أنّ هدف الصهيونية إنشاء حكومة يهودية عالمية تسيطر على العالم بأسره. وهذا ما جعل مسلسل «أم هارون» رائدًا للغاية، حيث يُحاول قلب صفحةٍ جديدة في العلاقات بين المسلمين واليهود.
بوصفي رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، سافرت إلى العديد من البلدان الإسلامية للقاء رؤساء الدول، وأعضاء الحكومات، والعمّال، والصحفيين، والطلاب. ولم تكن جميع المحادثات سهلة، وأحيانًا واجهنا تحيزًا، لكن في معظم الأوقات، تمكنّا من إجراء حوارٍ بناء للغاية. ومن أكثر المراجع التي سمعناها شعبيةً هو الزمن الموصوف في «أم هارون»، عندما عاش المسلمون واليهود معًا كجيرانٍ وأصدقاء. ومن المدهش أن برنامجًا تلفزيونيًا أدى إلى حوارٍ بنّاء وبناء الجسور.
في ينايرالماضي، حين احتفلنا بالذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت، وقفت في أوشفيتز-بيركيناو وناشدت قادة العالم ألّا يصمتوا أو يتواطؤوا في الكراهية. وفى وقتٍ سابق من ذلك الشهر، قاد محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من مكة مقراً لها، وفداً من القادة المسلمين من أكثر من عشرين دولة إلى نفس الموقع المُحزِن. ويقود الآن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، أحمد توفيق، مشروعًا لبناء متحفٍ لتراث الحياة في منطقة الأطلس، وتم تخصيص جزءٍ من هذا المشروع للثقافة اليهودية. ولعلّ أكثر الأمور تشجيعًا هو ما يصدر عن أعلى المستويات السياسية أيضًا، مع تمتّع السعودية بنفوذٍ هائل في جميع أنحاء العالم الإسلامي باعتبارها الوصيّة على أقدس موقعين في الإسلام.
ففي فبراير، صرّح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أنه واجبٌ ديني على أتباع الإسلام واليهودية أن يعرفوا بعضهم البعض ويتعاونوا من أجل خير المجتمع.وفى رمضان هذا العام، نرى من خلال «أم هارون» أن المنطقة تعود إلى حقبة كان فيها ودٌّ بين الجيران، عندما كان اليهود أصدقاءً لا أعداء. ويجسد هذا تقدّمًا وتغييرًا مذهلين.
تحدثتُ الخريف الماضي عن الأخوّة البشرية في الجامعة الغريغورية المرتبطة بالفاتيكان. وأخبرت الجمهور، الذي كان معظمه من الكرادلة والأساقفة، أن نبوءة الأنبياء القدماء هي السلام، فنبوءة إبراهيم هي السلام، ونبوءة السيد المسيح هي السلام، ونبوءة محمد هي السلام. تتوق البشرية بشكلٍ كبيرٍ للسلام.
حوّلت هذه الحقبة المترابطة الجديدة، التي نجد أنفسنا فيها الآن، عالمنا إلى قرية صغيرة يمكن تحقيق السلام فيها. ففي الشرق الأوسط، الذي شهد الكثير من العنف لفترةٍ طويلة، يوجد السلام في متناول اليد، ويمكن أن يبدأ ببرنامجٍ تلفزيوني من بين كل الأشياء. رمضان كريم.
أطراف العالم العربي والغزل الإسرائيلي الصريح.
قطع فيروس كورونا على احد خطوط التطبيع الجديدة مع إسرائيل عبر السودان . فقد قضى فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوقيد 19، الاربعاء27 مايو، على السفيرة السودانية نجوى قدح الدم، التي تعد مهندسة لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا في فبراير الماضي.ووفقا لصحيفة “السوداني”، فإن قدح الدم أصيبت بفيروس كورونا قبل أيام، وخضعت للحجر الإجباري في إحدى المستشفيات، إلا أنها توفيت لاحقا.
ونقلت الصحيفة السودانية عن مصادر تأكيدها أن نجوى قدح الدم، كانت تقف خلف لقاء البرهان مع نتنياهو في فبراير الماضي.وبحسب موقع “السودان نت”، فإن قدح الدم قامت بالعديد من الأدوار الغامضة خلال مسيرتها، ولا سيما في السنوات الأخيرة.وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تقدم يوم الأحد الماضي، بالتهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد، لزعيمين أحدهما عربي.وفي تغريدة له باللغة العربية على موقع “تويتر”، أعلن نتنياهو أنه عايد رئيسي السودان وتشاد، بمناسبة العيد، وناقش معهما “مواصلة تعزيز العلاقات مع إسرائيل، مبينا أن دولا إسلامية أخرى ستقيم علاقات مع تل ابيب قريبا.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد التقى مع نتنياهو في أوغندا في فبراير الماضي بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين.يذكر أن صحيفة القدس العربي، قد ذكرت في وقت سابق، أن محرر الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية شيمعون أران ذكر أن إن طائرة إسرائيلية خاصة حطّت في مطار الخرطوم الدولي، يوم 28 مايو دون أن يفصح من كان على متنها والغاية من هبوطها في العاصمة السودانية. وأضافت: تعد هذه أول مرة في تاريخ العلاقة بين البلدين، وذلك بحسب أران الذي غرد على حسابه قائلا: “طائرة إسرائيلية خاصة حطت قبل قليل في مطار الخرطوم”، كما كتب الصحافي الإسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرنوت أيتاي بلوميتال . الا ان وسائل اعلام كشفت لاحقا عن ان فريقا طبيا إسرائيليا حاول انقاذ قدح الدم الا ان كورونا كان الأسبق .
فصل اخر وربما أخير خطايا تتحدى المعجزة
كشف آري شافيت في اللقاء السابق الإشارة اليه ان هناك مجال للقلق بشان مستقبل الصهيونية .و يمكن للمرء أن يقول إن الخطايا الثلاثة للصهيونية تتحدى الآن المعجزة.:
أولاً: إسرائيل - شمال بئر السبع - هي بالفعل أكثر الدول كثافة سكانية في الغرب. في غضون 20 عامًا، سيجعل الانفجار السكاني لكل من اليهود والعرب الحياة في الأرض المقدسة لا تطاق. لن تختفي المناظر الطبيعية فحسب، بل سيكون من الصعب جدًا الحفاظ على أي مظهر من مظاهر الحياة المعقولة في تلك الأرض المعذبة.
ثانياً: القضية الفلسطينية لن تتلاشى. ذهب الأمل في حلها بمعاهدة سلام أنيقة في الأساس. لا يمكن لأي واقعي أن يصدق اليوم أن هناك صيغة رائعة أو ورقة مشرقة تنهي المأساة الفلسطينية الإسرائيلية في عصرنا. الصراع موجود وسيستمر الصراع. لا نهاية في الأفق، وبالتأكيد ليست سعيدة.
ثالثاً: الصعوبة التي يواجهها الإسرائيليون مع أنفسهم، بهويتهم وماضيهم اليهودي تم حجبها لمدة جيلين أو ثلاثة أجيال بسبب الروح الصهيونية القوية. ومع ضعف هذه الروح في العقود الأخيرة، وخاصة في السنوات الأخيرة، كشف الفراغ عن نفسه. إن تفكك الحركة العمالية والكيبوتسات والروح الريادية ليس تعسفياً. أزمة القيادة العميقة وانهيار النظام السياسي ليست تعسفية أيضا. تنبع جميعها من أزمة إيديولوجية وحتى روحية أعمق سببتها الثورة الصهيونية، التي تعرضت للثورة المضادة بفقدان ثقتها وقوتها الداخلية.
الآن نحن في تحد. لقد انقضى القرن العشرون قرن المعجزة ، والقرن الحادي والعشرون يمثل تحديًا بالنسبة لنا كصهاينة وإسرائيليين ويهود. من الناحية التقريبية، تواجه إسرائيل تهديدين وجوديين معروفين، أحدهما أكثر صمتًا وأعمق. أولاً، هناك القضية النووية. إذا أصبحت إيران دولة نووية، فإن إسرائيل لن تكون محكوم عليها بالفشل على الفور. ولكن إذا أصبحت إيران دولة نووية، فإن إسرائيل عادت إلى صراع وجودي حقيقي من أجل بقائها. حتى لو لم تظهر سحابة فطر في السماء الزرقاء فوق تل أبيب،. ستتغير المنطقة، وسيتغير بشكل كبير مكانة إسرائيل في المنطقة.
ثم هناك قضية الاحتلال. إن إسرائيل عالقة في معضلة. إذا لم تنه الاحتلال فسوف تفقد كلاً من سلامتها كدولة يهودية ديمقراطية وشرعيتها الدولية. ولكن إذا أنهت إسرائيل الاحتلال وانسحبت من دون اتفاق سلام، وهو ما لا يلوح في الأفق، فسوف ينظر إليه جيرانها على أنه عمل ضعيف وسيعرض إسرائيل لموجات جديدة من الهجوم والإرهاب وحرب منخفضة الشدة، وفي النهاية الحرب الشاملة.
التحدي الثالث الذي أشير إليه على أنه التحدي الإسرائيلي الداخلي. إذا أرادت إسرائيل البقاء على قيد الحياة في مواجهة التحديات الخارجية، فيجب عليها أن تعمل معا. يجب عليها إصلاح نظامها السياسي، يجب أن تأتي بحكومة لائقة. ولكن يجب أن تفعل أكثر من ذلك. يجب أن تخلق رواية جديدة ذات صلة يمكنها أن تبقي الأمة معًا وتعطي المعنى الذي تواجهه.
كما قلت من قبل، كانت الصهيونية حركة ثورية. لقد حققت ما حققته من خلال قطع جذورنا اليهودية التقليدية، من خلال خلق ثقافة إسرائيلية جديدة وسطحية إلى حد ما، لم تكن أسسها عميقة. المجمع اليهودي الإسرائيلي، الذي يكاد يكون معاديًا للسامية في بعض الأحيان، يمنع الإسرائيليين من الاسترخاء حول هويتهم اليهودية. هذا يخلق نسيان الهوية. يخلق أزمة عميقة للثقافة اليهودية الإسرائيلية. يجب على إسرائيل التعامل مع ذلك. يجب أن تكتب الرواية الجديدة التي ستساعدنا على تحمل ما ينتظرنا، تمامًا كما ساعدتنا الرواية القديمة القائمة على الله على تحمل ما يقرب من 2000 عام من حياة الشتات.
ماذا تقول لنا هذه التحديات الثلاثة؟ لا تزال مسألة الصهيونية مفتوحة. كانت الصهيونية ثاقبة في تحليلها النقدي للوضع اليهودي في العالم الحديث، وكانت مذهلة في قدرتها على الانتقال من التحليل النقدي إلى خلق شكل جديد من الحياة اليهودية، والتي أثبتت أنها نابضة بالحياة ونشطة ومثيرة. لكن هيئة المحلفين ما زالت تبحث فيما إذا كان الحل الصهيوني يعمل، وما إذا كان العلاج الصهيوني ليس له آثار جانبية كارثية. الدراما لا تزال تتكشف. لم تنته في عام 1948، أو في عام 1967، أو في عام 2000. والأمر متروك لنا نحن الإسرائيليين من هذا الجيل لنقرر ما إذا كانت ثورة القرن العشرين في الحياة اليهودية هي نجاح مذهل أم فشل فادح.
تحذيران كلاهما مر
حزر جاك اتالى في النهاية من خطرين كلاهما مر بالنسبة لمستقبل الصهيونية هذات الخطران في رايه هما:
الاندثار عبر فقدان التميز
تراجع عدد يهود الشتات وكثرة الزيجات المختلطة بينهم وتنامى مشاعر عدم الولاء بين غالبيتهم ،التي تقتصر الان على بعض المعطيات المبهمة مثل ذكرى المحرقة والحزر من مواجهة العداء للسامية، وضرورة مساندة دولة إسرائيل مساعدة الأكثر فقرا منهم، الرحمة بالأبناء احترام التقاليد العائلية. والأخطر وفق دراسة قامت بها اللجنة الامريكية اليهودية فان عدد اليهود الامريكان سوف يصل في عام 2080 الى 3,8مليون. كما ان 40% منه سيكون قد تجاوز الرابعة والستين من عمره.
الفناء عن طريق الاختلاف
تفاقم العولمة من خلال دفعها الى التماثل والتوحد مع حدة المنافسة بين هؤلاء المتشابهين وتركز العنف حول طرف ثالث مغاير هنا أيضا يبدوا ان الشعب اليهودي في موقف يوشك فيه ان يصير فيه مرة أخرى " الطرف المغاير المعذب " كبش فداء المتنافسين المتشابهين.