نقاد عن حسن حسني: سطَّر تاريخا ضخما.. وتجمعه علاقة إنسانية بالجمهور
عبدالمجيد: ترك بصمة في تاريخ الفن.. والشناوي: تفوق على العمالقة
حسن حسني
فنان من طراز فريد، أجاد لعب كل الأدوار بشكل مخيف، فتجده تارة وزيرا، أو ضابطا سريا، وتارة أخرى فلاحا وعمدة قرية أو عازف كمان فاشل، ليسطر بهذه الأدوار وغيرها الفنان حسن حسني، تاريخا له في السينما والدراما والمسرح.
وتوفى حسن حسني، عن عمر ناهز 89 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى مساء أمس، وظل لمدة 24 ساعة، داخل العناية المركزة، حتى فارق الحياة فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.، تاركًا أرشيفًا فنيًا زاخرا بالأعمال التي لا تنسى.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والناقد الفني الدكتور بهاء عبدالمجيد، إن حسن حسني كان ظاهرة، وعملة الحظ لأي ممثل يعمل معه، كما أنه فنان من الدرجة الأولى وله القدرة على إضافة طابع المصرية لأي عمل يشارك به.
وأضاف "عبدالمجيد" لـ"الوطن"، أن انتشار الفنان الراحل لم يقلل من أهمية وجوده، لأنه لم يكن متشابها في أي من تلك الأدوار، فضلًا عن تقديمه لدور الأب أو السنيد لنجوم الكوميديا مثل محمد سعد وأحمد حلمي ومحمد هنيدي، ودائمًا ما كان "رمانة ميزان" هذه الأعمال.
وأشار الكاتب والروائي، إلى أنه لم يتأثر بأي من النجوم الذين شاركهم أعاملهم، بل كان إضافة لهم، وظل ثابتًا، على ارغم من أنه لم يكن ملحوظًا كفاية من قبل الجمهور في بداية مشواره الفني، ولكنه كانت له حاله خاصة تميزه عند ظهوره.
كما تحدث عن دوره في فيلم "اللي بالي بالك" وعمق دور الضابط "أدهم" الذي أداه، وجسد خلاله شخصية ضابط الشرطة المقهور، التي تكمن بداخلها أبعاد كبيرة، فضلًا عن أنه كان ممثل مثقف وأخذ لمحة من الفن القديم، واستطاع تحقيق بصمته في الفن المصري، كونه متحقق ومُبهج.
وأوضح أنه وقف أمام ممثلين عظماء ومثل دون خوف مثل عادل إمام ويسرا وهنيدي وأحمد زكي، واستطاع تكوين علاقة إنسانية وأخوية وأبوية بينه وبين جمهور، جعلت مجرد رؤية ايمه على تتر عمل فني يكون سببًا في نجاح ذلك العمل، والوثوق بأنه سيحمل رسالة ومغزى، "كان عنده ذوق وطول عمره محافظ على اسمه وسمعته، وكان فاهم معنى الأخلاق والفن وعمره ما تجاوز".
وعن خليفته في الفن، قال "عبد المجيد" إن الفنان بيومي فؤاد هو الأفرب لتغطية المساحة التي شغلها حسن حسني، ولكن من الظلم مقارنته بالفنان الراحل، بسبب أن أعماله ما زالت قليلة، كما أنه لم يُكتشف بعد، وما زال في مرحلة الانتشار.
ومن جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن أكثر ما ميز الفنان الراحل حسن حسني، هو أنه كان متعدد النغمات الإبداعية ولم يكرر نفسه كثيرًا، حيث امتاز بغزارة نغماته الدرامية وقدرته على تجسيد الشخصية دون تكلف، ما دفعه للفوز بجائزة أفضل ممثل عام 1993 وسط عمالقة الفن مثل عادل إمام ونور الشريف.
وأضاف "الشناوي" لـ"الوطن" أن حسن حسني كان من الفنانين أصحاب النجاح المضمون، وهو ما دفع أغلب المخرجين يفكرون في التعاون معه، نظرًا لتقبل الجمهور له ووجود علاقة بينهم، حيث عمل مع مخرجين كبار مثل محمد خان وشريف عرفة وصلاح أبو سيف.
وعن تكريمه في حياته، قال الناقد الفني، إن تكريمه الحقيقي كان بأعماله وكونه يعمل ومتواجد دائمًا، "سطر تاريخ ضخم، وأكبر تكريم له إنه عايش مع الجمهور".