انقسامات حول هيدروكسي كلوروكين.. وأطباء مناعة: يجب استخدامه تحت إشراف طبي
الحداد: لا يجب الثقة تماما في كل ما تقوله منظمة الصحة العالمية
محمود الأنصارى
رغم تحذير منظمة الصحة العالمية من استمرار استخدام عقار "هيدروكسي كلوركين" المضاد للملاريا لعلاج مرضى كورونا، وتوصيتها بوقف استخدامه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة إلاّ أنّ مصر لا تزال تستخدمه ضمن بروتوكول العلاج المتبع للمصابين بالفيروس التاجي.
وكان الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس، قد صرح سابقًا بأن مصر لم تسر خلف الدول التي أزالت هذا الدواء من بروتوكول العلاج، وذلك بسبب فعاليته بالنسبة لمعظم الحالات المصابة، مشيرًا إلى أهمية استخدامه مبكرًا فور ظهور الأعراض.
وفي هذا الصدد، يقول محمود الأنصاري، استشاري أول المناعة والكائنات الدقيقة في كلية الطب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أنّ مصر ليست الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي لا تزال تستخدم "هيدروكسي كلوروكين"، ولكن فرنسا أيضًا التي قالت إنّ له نتائج إيجابية للمصابين ويساهم في شفائهم.
وأشار إلى أنَ المنظمات البحثية حذرت من استخدامه بسبب الآثار الجانبية المصاحبة له: "بيأثر على عضلة القلب وخلايا الأعصاب والكبد والكلى بالإضافة إلى تأثيره الكبير على شبكية العين، وممكن يؤدي إلى العمى وفقدان البصر تمامًا".
ويقول "الأنصاري" أنّه لا بد من استخدام "هيدروكسي كلوروكين" بجرعات قليلة لتجنب الآثار السلبية، ويشير استشاري المناعة إلى أنّ العقار يستخدم أيضًا لوقف عملية تطور بعض الأمراض مثل الروماتيد والتصلب المتعدد، وغيرها من الأمراض المناعية الأخرى.
ويقول "الأنصاري" أنّ الانقسام حول مدى فعالية بعض الأدوية لعلاج أي نوع من الأوبئة بشكل عام هو انقسام أزلي: "يعني مثلًا فرنسا قالت إنه العلاج الأمثل لكورونا رغم اعتراض منظمة الصحة عليه، ولكن طالما أنه لم يتم اكتشاف علاج مخصص للكوفيد-19 يبقى طول الوقت هيكون في اختلاف للآراء بين الأطباء والمنظومات الصحية لكل بلد".
ويتابع أنّ تأثير وفعالية العلاج والعقارات على جسم البشر يختلف من بلد إلى آخر: "ممكن الهيدروكسي كلوروكين كانت نتايجة سلبية في بعض البلاد اللي منعت استخدامه، ولكن كانت نتائجه مبشرة في بلدان تانية، ومنها مصر، وده بيرجع لجينات الشعوب والبيئة اللي بيعيشوا فيها، وده أهم الأسباب اللي بيخلي فيه صعوبة لاستخراج علاج ولقاح مناسب للجميع".
ويقول أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إنّه ليس هناك أدلة قطعية على فعالية عقار "هيدروكسي كلوروكين" من عدمه، حيث كل ما يتم تداوله هي دراسات وأبحاث فقط وليس هناك شيء على أرض الواقع، مشيراً إلى أنّ تحذيرات ومعلومات منظمة الصحة العالمية ليست صحيحة بشكل مطلق: "المنظمة قالت العديد من المعلومات وتراجعت فيها بعد كده، أو نفتها بعد التأكد من عدم صحتها، فالثقة فيها بشكل كبير أمر خاطئ".
ويشير "الحداد" إلى أنّه من أجل استخدام "هيدروكسي كلوركين" بشكل آمن، ولتجنب حدوث آثار جانبية خطيرة لا بد من اتباع ثلاث خطوات، أولها عمل رسم قلب للمصاب قبل البدء في استخدام العقار: "لو في أي مشكلة في القلب لا يتم استخدامه أبدًا"، ولابد من أن تكون الجرعات تحت إشراف طبي وبحرص شديد جدًا، إضافة إلى أهمية معرفة التاريخ المرضي للمصاب.
ويحذر "الحداد" من استخدام العقار للأطفال لما يشكله من خطورة كبيرة على صحتهم، مشيرًا إلى أفضلية الاعتماد على أدوية نزلات البرد في علاجهم، لأن أعراضهم تكون بسيطة في الغالب ويكون التعافي بشكل كبير وسريع.