فى كل مرة تطل فيها د. منى مينا على المشهد العام تثير الشفقة. سيدة نقابة الأطباء لا تزال أسيرة لحالة معارضة معلبة تُمارَس فى غير سياقها الزمنى لدولة ٣٠ يونيو. مع سبق الإصرار والترصد لا تزال تصر على تسييس العمل الإنسانى للطبيب. منى مينا ليست بطبيبة، إنما ناشطة طبية احترفت تحويل الحالة العامة لأدوات انتخابية. لا تعرف حسابات الصالح العام.. أو الأمن القومى.
فى كل حركة لها لا تبرح مساحة الاستخدام الإخوانى للواجهات النقابية المدنية. باقتدار هى مندوبة الكتلة الإخوانية الغائبة فى مجلس نقابة الأطباء!
بحضورها تحضر تأثيرات هذه الكتلة الإرهابية التى تولت حكم البلاد لمدة عام لم تقدم فيه شيئاً لأى طبيب كانت فيه د. مينا ملتزمة الصمت المطبق.
فى عام ٢٠١٤ تقدمت بمقترح لنقابة الأطباء لتشكيل فريق طبى لدعم قطاع السجون للكشف عن المرضى المحبوسين.
كانت حينها تنفذ تكليفاً إخوانياً يهدف إلى اختراق السجون من أجل إصدار تقارير طبية تُستغل كذريعة للإفراج الصحى عن قيادات الإخوان. دولة ٣٠ يونيو فطنت للخديعة فتجاهلت المذكورة، لكن وزارة الداخلية دعت مجلس حقوق الإنسان لزيارات متكررة تلتها زيارات للمراسلين الأجانب!
عادت الناشطة الطبية قبل أيام على جثة مرضى جائحة كورونا. عادت لتظهر على شاشة قناة الجزيرة وهى مدركة لما فعلته القناة القطرية الداعمة للإرهاب والفوضى من عبث معلن فى تفاصيل الأمن القومى المصرى ودعم كل صنوف الإرهابيين.
تدرك السيدة العجوز ما تفعل وتتقدم الصفوف من أجل إعادة التطبيع مع قناة الجزيرة هذه التى قاطعها المصريون، لأنها تريد إعادة فتح الطريق إلى «الجزيرة» بالتنسيق الخفى حتى وإن خرجت بعدها على استحياء لتقول فى بضع كلمات بعدم وجود علاقة!
العالم كله يمر بأزمة طبية من زيادة أعداد الإصابات إلى عدم قدرة النظم الصحية من مستشفيات وغيرها على التحمل إلى نقص المستلزمات الطبية إلى معاناة الأطباء وجموع الأطقم الطبية.
لا أحد تم استثناؤه لكن لم يزايد أحد ولم يوظف تلك المعاناة سياسياً ولم يوظف الأزمة، لأن التوظيف السياسى هنا يعكس خسة إنسانية وجريمة أخلاقية يندى لها جبين كل حر إلا فى مصر.. كانت المزايدة والتوظيف سيد الموقف دون أدنى شرف.
وإذ نفهم ذلك من تنظيم الإخوان، لأنه فقد إنسانيته، ولأنه عدو منحط، فماذا عن د. منى مينا ومَن شايعها؟
أم أن التوظيف الإخوانى القذر لآلام وأوجاع المصريين فى الأزمة طال النشطاء الأطباء والنشطاء السياسيين والفوضويين كالعادة التاريخية؟