حملات دينية لبث الأمل في النفوس.. والأزهر: سيمر الوباء ونفرح بإذن الله
منشور لصفحة الأزهر
حالة من الأمل والثقة واليقين في الله جلى وعلى، تحاول المؤسسات الدينية بثها في نفوس المصريين وجميع المسلمين حول العالم، وذلك عبر عدد من التدوينات المبشرة بالخير والمعينة على أثار مواجهة فيروس كورونا، فما بين أحاديث بوعد الله وموعودة بالحماية ومنح الفرح بعد الضيق والحزن، وأحاديث وأيات للتحصين من السوء، سواء كان وباء كورونا أو أثاره الاقتصادية أو الاجتماعية التي تلقى بظلال ثقيلة على نفوس المواطنين.
نشرت الصفحة الرسمية للأزهر عدد من التدوينات المبشرة جاء في إحداها: "ستمر أيامُ الوباء رغم مرارتها.. وسيذهب الوباء رغم قسوته.. وسنفرح بإذن الله قريبًا وتلهج ألسنتنا شكرًا لله بتفريج الهم وكشف الكرب ورفع الوباء والبلاء"، ونشرت في تدوينة أخرى: "إذا أثقلتك الكروب ونزلت بك الشدائد؛ فإلى الله الجأ واهرع وارفع أكف الضراعة، فهو سبحانه من يجيب المضطر ويكشف البلاء، وهو سبحانه المدعو عند الشدائد، المرجو عند النوازل.. "آمن يجيب المضطرإذا دعاه ويكشف السوء"، فيما أطلق مجمع البحوث الإسلامية حملة كبرى إلكترونية توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وموقعه الإلكتروني الرسمي تستمر على مدار أسبوعين بعنوان: "إرادة" لتشجيع الناس على استكمال مسيرتهم في الحفاظ على أنفسهم وذويهم، واتباع الإجراءات الاحترازية التي تساعدهم على تجاوز المرحلة الحالية والتي تمثل خطورة عليهم وتحتاج إلى عزيمة وصبر وإعلاء الصالح العام وتحمل المسؤولية.
وشملت حملة مجمع البحوث فتاوى خاصة بالأطباء وأطقم التمريض، وأدعية وأذكار للتحصين من المرض والوباء، جاء في إحداها: "حثنا الرسول على قوة الإرادة ومدح أهلها وجاء في الحديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وان اصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".
ونشرت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء عدد من الأدعية جاء في إحدى التدوينات: "تحصنت بذي العزة، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير".
وخصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة القادمة والتي ستصلي بالمسجد الحسيني لموضوع :"أسباب رفع البلاء"، وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة :" أن الحياة رغم صعوبتها وتحدياتها مفعمة بالأمل، والحفاظ على النفس البشرية من مقاصد الأديان فلا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة طبيعية بلا أمل، ولولا الأمل ما ذاكر طالب ولا اجتهد، ولولا الأمل ما زرع فلاح ولا حصد ، حتى مع الإشراف على الموت فقد قيل لأحد المسنين: مالك تُعنَى بزراعة النخيل وقد لا تحيا حتى تأكل من ثمره؟ فقال لمن قال له ذلك: يا بني زَرَعَ مَن قَبلنَا فَأكلنَا، ونَحنُ نَزرعُ لِيأكُلَ مَن بَعدنا، ويقول نبينا: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها"، أي : عليه أن يعاجل الزمن حتى يغرس شتلة النخيل أو الزروع؛ تأكيدًا على أهمية العمل، وعلى أن الإنسان ألا يعمل لنفسه فقط ، إنما يعمل لشرف العمل، ولنفع الإنسانية، فالأمل شيء هام ، حتى عد العلماء الإحباط واليأس والتيئيس والقنوط من رحمة الله من الكبائر، يقول الحق سبحانه وتعالى على لسان سيدنا إبراهيم: "وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ"، ويقول في سورة سيدنا يوسف: "إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" فالحياة بلا أمل حياة جافة، قاحلة، شاقة، عابسة، كئيبة، محبطة، لذلك علينا بالتحلي بالأمل في الله وفي مستقبل أفضل".
يقول الدكتور نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن إطلاق الحملات يأتي في إطار توجيهات الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر بتكثيف الجوانب التوعوية وتبصير الناس بكل ما يتعلق بشئون حياتهم ويحافظ عليهم وعلى أسرهم ويدعم جانب المسئولية في المجتمع.أضاف عيّاد أن الحملات تقوم على النشر الإلكتروني في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية وعدم التواصل المباشر بين وعاظ وواعظات الأزهر والجمهور، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كبديل للتوعية، حيث تقدم الحملة مجموعة من المحتويات التوعوية المكتوبة والمرئية، والتي ترسخ لدى الناس أهمية أن يكون لديهم إرادة قوية في تحقيق أهدافهم وأمانيهم، وعدم فقدان الأمل في رحمة الله بعباده ولطفه بهم مع أداء ما عليهم من مسئوليات وعدم التواكل، بل التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.
أوضح الأمين العام أن الحملات تشتمل على مجموعة من المقالات العلمية أيضًا لتوجيه الناس نحو امتلاك إرادة شخصية تضمن عدم وصولهم إلى مرحلة اليأس، والتسليم بالثقة في الله في كشف هذه الغمة، والوقوف مع مؤسسات الدولة ومساعدتها فيما تقوم به من إجراءات وقائية تحافظ على حياة الناس، خاصة وأن هذه الأزمات لا تحتاج إلى مجهود فردي فقط، وإنما في حاجة إلى تعاون جماعي يقوم على التوعية بين الجميع وأن يؤدي كل شخص دوره في هذا الشأن مهما كان موقعه.