أقحم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانجيل لأغراض انتخابية في معركة سياسية تتقاطع فيها أزمات تسعة هي: كورونا والكساد الاقتصادي والبطالة والديون والعنصرية والانقسام الاجتماعي والاعتداء على الحريات ونزر الحرب الباردة الثانية والانسحاب من ساحات العمل الدولية. والتيتمثل اوبئة تكاد تحول الحلم الأمريكي الى كابوس وتقضى على الكثير من مظاهر قوة الإمبراطورية الامريكية.
الكابوس والحلم والأنجيل
توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كنيسة سانت جون يوم الاثنين الاول من يونيو 2020، بمحيط البيت الأبيض سيرا على الأقدام، في تحد للاحتجاجات المستمرة في محيطه، وذلك بعد الانتهاء من بيانه الذي هدد فيه بنشر قوات الجيش لوقف الاحتجاجات. وخرج ترامب إلى الشارع متقدما حراسه وعدد من مساعديه في خطوة للتأكيد على عدم خشيته من الاحتجاجات التي اندلعت ردا على مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول أفريقية.
قال ترامب في حديقة الورود بعد إعلان نفسه رئيسًا للقانون والنظام: "الآن سأقدم احترامي لمكان خاص جدًا"، قبل أن يتجه إلى كنيسة سانت جون الأسقفية عبر حديقة لافاييت من البيت الأبيض، حسبما أفاد مصدر لشبكة CNN، التي تبعد بعض الأمتار عن المظاهرات. وأعلن أنه يتخذ إجراءات جديدة لقمع أعمال الشغب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. قبل تصريحات ترامب، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص المطاطي على المتظاهرين في محاولة لتفريق الحشد لزيارة ترامب للكنيسة.
والمشهد وملابساته يعصف بكل اركان الحلم الأمريكي
الذى هو الروح الوطنية لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يرى من خلالها أن هدف الديمقراطية هو الوعد بتحقيق الازدهار. ويشعر المواطنون من كل الطبقات الاجتماعية، في الحلم الأميركي الذي أعرب عنه جيمس تراسلو أدامز عام 1931، بقدرتهم على تحقيق "حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة وجاءت فكرة الحلم الأميركي مرسخة في الجملة الثانية من إعلان الاستقلال والتي تنص على أن "كل الناس قد خلقوا متساوين" ، وأن لهم "بعض الحقوق غير القابلة للتغيير" والتي تضم " حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة.
فحق الحياة قدسلب من جورج فلويدلأسباب عنصرية وقبله سلب من مائة ألف اويزيد ويهدد قرابة اثنين مليون اخرين لأسبابمرضية. وقنابل الغاز والرصاص المطاطي واخلاء المتظاهرين بالقوة وفرض حظر التجول والتهديد بالجيش قبل المشهد بدقائق يعصف بأبسطمعانيالحرية. ومشاهد السلب والنهب ومظاهر الغضب في المظاهرات تهدد سبل السعي وراء تحقيق السعادة.
وحمل الرئيس الانجيل ورفعة امام الكاميرات قبل ان يعود الى داخل البيت الأبيض. الانجيل الذيحذر الله الناس من عواقب العصيان وعدم الطاعة، والتي منها الأوبئة (لاويين 26: 21، 25). فنذكر مرتان قضى الله في إحداهما على 14700 شخص، وفي الأخرى 24000 شخص بسبب العصيان بأشكال مختلفة (عدد 16: 49 وأيضًا 25: 9). بعد أن أعطى الله الشريعة لموسى، أمر الشعب بطاعتها حتى لا يقاسوا من شرور كثيرة: "يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِالسِّلِّ وَالحُمَّى وَالبُرَدَاءِ وَالاِلتِهَابِ وَالجَفَافِ وَاللفْحِ وَالذُّبُولِ فَتَتَّبِعُكَ حَتَّى تُفْنِيَكَ" (تثنية 28: 22).
وقال الله لسليمان في أخبار الأيام الثاني 7: 13-14 "إِنْ أَغْلَقْتُ السَّمَاءَ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ وَإِنْ أَمَرْتُ الْجَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ الأَرْضَ وَإِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى شَعْبِي فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ". هنا نرى الله يستخدم الكارثة لكي يجذب الناس إليه، ولكي يجعلهم يتوبوا.
وأشار يسوع إلى أوبئة مستقبلية مرتبطة بالأيام الأخيرة (لوقا 21: 11). سيكون للشاهدين المذكورين في سفر الرؤيا 11 السلطان أن "يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا" (رؤيا 11: 6). وسوف ينزل الملائكة السبعة سبع ضربات في سلسلة من الدينونات الأخيرة القاسية المذكورة في رؤيا 16.
فهل الأوبئة التسعة التي تتقاطع مع بعضها البعض الان بعض ضربات الديونونات الأخيرة ام هي من عواقب العصيان التي حزر الله منها ام هي كالآيات التسع التي جاء بها سيدنا موسى لفرعون وجنوده.
كورونا
سجّلت الولايات المتّحدة مساء الأربعاء الثالث من يونية 2020أقلّ من ألف وفاة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل إجماليّ الوفيّات الناجمة عن الوباء في هذا البلد إلى أكثر من 107 آلاف وفاة، بحسب حصيلة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز. وأظهرت بيانات نشرتها في الساعة 20,30 بالتوقيت المحلّي (الخميس 00,30 ت غ) الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ، أنّ عدد الذين توفّوا من جراء كوفيد-19 في الولايات المتّحدة خلال 24 ساعة بلغ 919 شخصاً، ليتجاوز بذلك إجمالي عدد ضحايا الوباء في هذا البلد 107 آلاف شخص. أما إجمالي عدد المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة فتخطى مساء الأربعاء 1.850.000 مصاب، بحسب المصدر نفسه. والولايات المتّحدة هي وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرّراً من جرّاء جائحة كوفيد-19 إن على صعيد الإصابات أو على صعيد الوفيات. وأودى الفيروس الفتّاك بأرواح 382 ألف شخص على الأقلّ حول العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الساعة 00,30 ت غ الأربعاء. وبدرجات متفاوتة خفّفت كل الولايات الأميركية تدابير الإغلاق والحجر التي فرضتها للحدّ من انتشار الوباء الذي بلغ ذروته في هذا البلد في منتصف آذار/مارس. لكنّ عشرات المدن الكبرى في الولايات المتحدة فرضت حظر تجول ليلياً لمواجهة موجة احتجاجات عمّت البلاد وتخلّلتها في كثير من الأحيان أعمال شغب ونهب وذلك احتجاجاً على مقتل رجل أسود أعزل اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس الأسبوع الماضي. ويخشى خبراء الصحة في الولايات المتحدة من موجة تفشّ جديدة للوباء في الأسابيع المقبلة بسبب التظاهرات الحاشدة التي تسجّل حالياً في أكثر من 140 مدينة أميركية
الكساد
على الرغم من أن Covid-19 جاءمفاجئا ، إلا أن فترات الركود لا تحدث أبدًا بسبب حدث واحد. ولكنه نتيجة تجاوزات تراكمت في الاقتصاد الحقيقي. مع التوسع السابق الذي استمر 10 سنوات ، كان هناك الكثير من التجاوزات بحلول عام 2020. كان الوباء مجرد سبب للركود الذي كان يقترب بالفعل.
البطالة
اعلنت وزارة العمل الأميركية أن عدد العمال الذين تم تسريحهم مؤقتا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد تجاوز 42 مليوناً، مع انضمام 1,87 مليون شخص الأسبوع الماضي إلى طالبي إعانات البطالة، وفق وزارة العمل.وتشير البيانات إلى أن عدد الطلبات الجديدة المقدمة في الأسبوع المنتهي في 30 مايو أسوأ قليلا من المتوقع، ولكن أقل بنحو 249 ألفاً من الأسبوع السابق، مما يشير إلى أن عمليات التسريح غير المسبوقة تتباطأ.وأكد المسؤول في مركز دراسات الميزانية وأولويات السياسات، جاريد برنستين، أن هذه الأرقام تشير إلى تباطؤ الآثار السيئة لجائحة كورونا، لكنها لا تقدم أي مؤشرات إيجابية على تحسن سوق العمل في الولايات المتحدة.من جهة أخرى، ارتفع معدل البطالة المؤمن عليها، الذي يشير إلى عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بالفعل، بنصف نقطة إلى 14,8بالمئة في الأسبوع المنتهي في 23 مايو، مع 21,5 مليون شخص يتلقون إعانات.وتؤكد الأرقام أن عددًا أقل من الأشخاص يعودون إلى العمل بعد أن أظهر تقرير الأسبوع الماضي انخفاض معدل الأشخاص الذين يتلقون إعانات، ربما تحت السماح للشركات بإعادة فتح أبوابها في بعض الولايات.وأضاف برنستين أن من المرجح أن يكون معدل البطالة الوطنية بمستوى 20 بالمئة أو أعلى من ذلك، أي ضعف المعدل في ذروة الركود الكبير، على أن تستغرق العودة إلى العمالة الكاملة سنوات عدة.
الديون
تولى الرئيس أوباما الرئاسة والدين الأمريكي 10.6 تريليون دولار، وغادر المكتب البيضاوي والدين الأمريكي 19.9 تريليون دولار، ليضيف خلال أعوامه الثمانية أعباء ديون على الاقتصاد الأمريكي توازي تقريبا ديون الولايات المتحدة خلال تاريخها الذي يمتد إلى 232 عاما. والرقم الذي ترغب واشنطن في اقتراضه، أكثر من خمسة أضعاف الرقم الذي اقترضته في ذروة الأزمة الاقتصادية عام 2008 - 2009، ويتجاوز إجمالي المبلغ الذي اقترضته العام الماضي، المقدر بنحو 1.28 تريليون دولار. وسيسهم قرض التريليونات الثلاثة في قفزة إجمالي الديون الأمريكية من أكثر من 24 تريليون دولار في الأسبوع الأول من نيسان (أبريل) الماضي إلى أكثر من 27 تريليون دولار. وقيمة القرض تقدر بنحو 14 في المائة من الاقتصاد الأمريكي، ومن الطبيعي للغاية أن تثير مخاوف الخبراء.
إن "إجراءات الإنقاذ الاقتصادي التي أقرها الكونجرس نتيجة تفشي فيروس كورونا ضرورية لمواجهة الوضع الاقتصادي الاستثنائي، خاصة لمواجهة الزيادة القياسية في معدلات البطالة، فتلك الإجراءات تتطلب حزمة مساعدات ضخمة، ستضيف مبدئيا نحو 1.8 تريليون دولار إلى العجز الفيدرالي على مدى الأعوام العشرة المقبلة، كما أن الركود الاقتصادي نتيجة سياسات الإغلاق يزيد من مستويات الديون عن طريق تقليل الإيرادات الضريبية".ويتوقع وصول الدين الأمريكي إلى 117 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025 ، في حال كان الانتعاش الاقتصادي بطيئا.
وقضية الدين الأمريكي ستزداد أهمية خلال الأعوام المقبلة، فالشيخوخة المتزايد لسكان الولايات المتحدة ترفع من النفقات الصحية، وتزيد من التزامات الضمان الاجتماعي على الحكومة، وسترتفع تلك الالتزامات التي تمثل حاليا 47 في المائة من إجمالي الإنفاق الفيدرالي مستقبلا". بالطبع، يضاف إلى ذلك تزايد مدفوعات فوائد الدين التي تمثل الآن 8 في المائة من الميزانية الأمريكية.
ومع تفشي وباء كورونا، بدت تطرح في الأفق خيارات قد تخفض إجمالي الديون الأمريكية، لكنها قد تترافق مع هزة اقتصادية عالمية تفقد الثقة بقيادة الولايات المتحدة للنظام الاقتصادي العالمي، وتجعل المستثمرين الدوليين يعيدون التفكير في مدى الثقة التي يمكن أن يمنحوها للولايات المتحدة.
العنصرية (الإخفاقالمأسوي)
دعا الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش الثلاثاء 2يونية 2020 الولايات المتّحدة إلى النظر مليّاً في "إخفاقاتها المأساوية" بعد مقتل المواطن الأسود جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض، معتبراً أنّ الظلم العرقي يقوّض المجتمع الأميركي.
وقال رئيس الولايات المتّحدة بين العامين 2001 و2009 في بيان إنّ "ما يبقى فشلاً صادماً هو أنّ العديد من الأميركيين الأفارقة، وبخاصة الشباب، يتعرّضون للمضايقة والتهديد في بلدهم". وأضاف في معرض تعليقه على مقتل فلويد إنّ "هذه المأساة، وهي جزء من سلسلة طويلة من المآسي المماثلة، تثير سؤالاً لا مفرّ منه: كيف يمكننا وضع حدّ للعنصرية النظامية في مجتمعنا؟".وشدّد الرئيس الجمهوري السابق على أنّه "حان الوقت لأن تنظر أميركا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية".
العنصرية موجودة في الولايات المتحدة منذ الحقبة الاستعمارية، عندما مُنح الأمريكيون البيض امتيازات وحقوق معتمدة قانونًا أو اجتماعيًا بينما تم حرمان هذه الحقوق نفسها من أعراق وأقليات أخرى. تمتع الأمريكيون الأوروبيون - وخاصة البروتستانت الأنجلو ساكسون البيض الأثرياء - بامتيازات حصرية في مسائل التعليم والهجرة وحقوق التصويت والمواطنة وحيازة الأراضي والإجراءات الجنائية طوال التاريخ الأمريكي. غالبًا ما عانى المهاجرون غير البروتستانتيين من أوروبا، وخاصة الإيرلنديين والبولنديين والإيطاليين، من استبعاد كراهية الأجانب وأشكال أخرى من التمييز القائم على العرق في المجتمع الأمريكي حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. بالإضافة إلى ذلك، واجهت جماعات مثل اليهود والعرب تمييزًا مستمرًا في الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، لم يتم تحديد بعض الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الجماعات على أنهم من البيض. واجه الأمريكيون الأفارقة قيودًا على حريتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية طوال معظم تاريخ الولايات المتحدة. تاريخيا، واجه الإسبان أيضا العنصرية في الولايات المتحدة. بشكل إضافي، شعر الشرق والجنوب وجنوب شرق آسيا أيضًا بالتمييز ضدهم.
وقد تضمنت المؤسسات الرئيسية ومظاهر العنصرية والمظاهر العنصرية الرئيسية الإبادة الجماعية والعبودية والفصل والتحفظات الأمريكية الأصلية والمدارس الداخلية الأمريكية الأصلية وقوانين الهجرة والتجنس ومعسكرات الاعتقال. حظر التمييز العنصري الرسمي إلى حد كبير في منتصف في القرن العشرين ومع مرور الوقت، أصبح يُنظر إليه على أنه غير مقبول اجتماعيًا وأخلاقيًا. لا تزال السياسة العنصرية ظاهرة رئيسية، ولا تزال العنصرية تنعكس في التفاوت الاجتماعي والاقتصادي. لا تزال الطبقات العنصرية تحدث في التوظيف والإسكان والتعليم والإقراض والحكومة.
وقد اعتبر بعض المعلقين انتخاب الرئيس دونالد ترامب في عام 2016 بمثابة رد فعل عنصري ضد انتخاب باراك أوباما ، حيث وصف المعلق في شبكة سي إن إن فان جونز انتخابه بأنه "أبيض".
تظهر الأرقام المتاحة للحوادث التي تطلق فيها الشرطة النار على الناس وتقتلهم، أنه بالنسبة للأمريكيين من أصل أفريقي، هناك فرصة أكبر بكثير لإطلاق النار بشكل قاتل مقارنة بأعدادهم الإجمالية في سكان الولايات المتحدة.
فعلى الرغم من أن الأمريكيين من أصل أفريقي يشكلون أقل من 14 ٪ من السكان (وفقًا لأرقام التعدادات الرسمية)، فإنهم يمثلون أكثر من 23 ٪ ففي عام 2019 إطلاق نار قاتل من قبل الشرطة على 1000 أمريكياسود.
في عام 2018، تم اعتقال حوالي 750 من بين كل 100.000 أمريكي من أصل أفريقي بتهمة تعاطي المخدرات، مقارنة بنحو 350 من بين كل 100.000 من الأمريكيين البيض. تظهر الاستطلاعات الوطنية السابقة حول تعاطي المخدرات أن الأشخاص البيض يستخدمون المخدرات بمعدلات مماثلة، لكن الأمريكيين من أصل أفريقي يستمرون في الاعتقال بمعدل أعلى. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها اتحاد الحريات المدنية الأمريكية أن الأمريكيين الأفارقة كانوا أكثر عرضة للاعتقال بحيازة الماريجوانا 3.7 مرة من البيض. يُسجن الأمريكيون من أصل أفريقي بمعدل خمسة أضعاف معدل الأمريكيين البيض، ومعدل ضعف الأمريكيين من أصل إسباني تقريبًا، وفقًا لأحدث البيانات. في عام 2018، شكل الأمريكيون من أصل أفريقي حوالي 13 ٪ من سكان الولايات المتحدة، لكنهم يمثلون ما يقرب من ثلث السجناء في البلاد. شكل الأميركيون البيض حوالي 30٪ من نزلاء السجون - على الرغم من أنهم يمثلون أكثر من 60٪ من إجمالي سكان الولايات المتحدة. وهذا يزيد عن 1000 سجين أمريكي من أصل أفريقي مقابل كل 100.000 أمريكي من أصل أفريقي، مقارنة بنحو 200 سجين أبيض لكل 100.000 أمريكي أبيض
Source: US Census Bureau, Bureau of Justice Statistics
الحريات
ارتفع عدد المحتجزين على خلفية الاحتجاجات والتظاهرات التي تجتاح العديد من المدن الأميركية مؤخرا إلى أكثر من 10 آلاف شخص.وبحسب إحصائيات لوكالة "أسوشيتد برس"، فقد تم إلقاء القبض على أكثر من 10 آلاف شخص في الاحتجاجات المنددة بالعنصرية وعنف الشرطة في أعقاب وفاة جورج فلويد، في جميع أنحاء الولايات المتحدة.وبحسب الوكالة، ازداد العدد بالمئات كل يوم مع تدفق المتظاهرين إلى الشوارع حيث واجهوا وجودا كثيفا للشرطة وحظر التجول الذي يمنح سلطات إنفاذ القانون سلطة اعتقال واسعة.وسجلت لوس أنجلوس حوالي ربع الاعتقالات على الصعيد الوطني، تلتها مدن نيويورك ودالاس وفيلادلفيا.
الانقسام الاجتماعى
افاد تقرير مثير، نشره معهد الدراسات السياسية، بأن ثروات مليارديرات الولايات المتحدة ومن بينهم مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس، و مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربرغ، قفزت مجتمعة بنسبة تتجاوز 19 بالمئة، أو ما يعادل نصف تريليون دولار منذ بداية جائحة كوفيد-19 في البلاد.
وقال التقرير إنه منذ 18 مارس، وعلى مدى 11 أسبوعا، حين بدأت إجراءات العزل العام في الولايات المتحدة، زادت ثروات أغنى الأثرياء في الولايات المتحدة بما يتجاوز 565 مليار دولار، في وقت تقدم 42.6 مليون عامل بطلبات للحصول على إعانات بطالة.
وقال تشوك كولينز، وهو أحد المشاركين في كتابة التقرير "هذه الإحصاءات تذكرنا بأننا منقسمون اقتصاديا وعرقيا أكثر من أي وقت مضى خلال عقود".
وعلى مدى 11 أسبوعا، زادت ثروة بيزوس بنحو 36.2 مليار دولار، فيما زادت ثروة زوكربرغ بنحو 30.1 مليار دولار. كما ارتفع صافي ثروة إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، بنحو 14.1 مليار دولار.وكشف التقرير أيضا أن ثروات مليارديرات الولايات المتحدة قفزت 79 مليار دولار، خلال الأيام السبعة الماضية.
الانسحاب من ساحات العمل الدولية
يرفع ترامب شعار الانسحاب أولا والانسحاب دائما والانسحاب أخيرا وقائمة انسحاب الولايات المتحدة من ساحات العمل الدولية تضم :
اتفاقية مكافحة تغير المناخ
مسلسل انسحابات ترامب بدأ في يونيو عام 2017، حينما انسحب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ، التي وقعها سلفه باراك أوباما عام 2015.
اليونسكو
وفي أكتوبر من العام ذاته، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، متهمةً المنظمة بالانحياز لفلسطين على حساب إسرائيل، وذلك حسب بيانٍ صادرٍ وقتها عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة قد ألغت في 2011، إبان حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، مساهمتها المالية الكبيرة التي كانت تخصصها لليونسكو احتجاجًا على قرار منح فلسطين عضوية كاملة بالمنظمة.
الاتفاق النووي مع إيران
وفي مايو 2018، قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، معتبرًا أن الأخيرة انتهكت روح الاتفاق النووي، وذلك على الرغم من تأكيد وكالة الطاقة الذرية على التزام إيران ببنود الاتفاق النووي.
ووقعت أمريكا عام 2016 على اتفاقٍ نوويٍ مع إيران رفقة خمسٍ من القوى العظمى في العالم (روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين)، خلال حقبة أوباما، لكن ترامب رغب عن الاستمرار في هذا الاتفاق، وهدد أكثر من مرة بالانسحاب منه، قبل أن ينفذ تهديده في الحادي عشر من مايو الماضي.
منظمة حقوق الإنسان
وفي يونيو الماضي، أعلن ترامب انسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بسبب ما اعتبرته واشنطن انحيازًا من المنظمة الأممية ضد إسرائيل.
وقالت عنها حينها سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إنها منظمةٌ منافقةٌ وأنانيةٌ وتستهزأ بحقوق الإنسان، حسب زعمها، مرجعةً قرار بلادها إلى الانحياز المعادي لإسرائيل وشن حملة ممنهجة ضدها، حسب ادعائها.
بروتوكول باتفاقية فيينا
وقرر ترامب في الثالث من أكتوبر 2018، الانسحاب من البروتوكول الاختياري بشأن حل النزاعات الملحق بمعاهدة فيينا، فيما له صلة بقضية تطعن على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ويأتي القرار الأمريكي، بعد أن لجأت فلسطين إلى محكمة العدل الدولية لتقديم شكوى ضد الولايات المتحدة، بشأن اعتراف الأخيرة بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
وتستند فلسطين في شكواها لمحكمة العدل الدولية إلى اتفاقية فيينا عام 1961، والتي تحدد أطر العلاقات الدبلوماسية بين الدول المستقلة، وترى السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة انتهكت بعض بنودها باعترافها بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
ولكن في الوقت ذاته، أكد بولتون التزام بلاده بمعاهدة فيينا الأساسية بشأن العلاقات الدبلوماسية، واحترامها كافة التزاماتها الدولية بموجب هذه المعاهدة.
معاهدة الصداقة مع إيران
وفي نفس اليوم، لم تنسحب واشنطن من هذه المعاهدة فقط، بل أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انسحاب بلاده من معاهدة الصداقة بين أمريكا وإيران، والتي أبرمت في عهد حكم الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، وقتما كانت العلاقات بين البلدين تسير على ما يرام.
انسحاب أمريكا من المعاهدة جاء بعدما حكمت محكمة العدل الدولية لصالح إيران في خصومة تتعلق بهذه المعاهدة، ألزمت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بضمان ألا تؤثر العقوبات المفروضة ضد إيران على المساعدات الإنسانية أو سلامة الطيران المدني والملاحة.
معاهدة خدمة البريد العالمية
وفي ذات الشهر، لم يسلم اتفاقٌ خاصٌ بالبريد تم توقيعه قبل نحو 145 سنة من انسحابات ترامب، فقرر الرئيس الأمريكي الانسحاب من المعاهدات التي تحكم خدمات البريد العالمية.
والاتفاق هذا تم إبرامه عام 1874، وأصبح يضم 192 دولة، وكان قد تم تعديله في العام 1969 بحيث جرى تحسين وضع الدول الفقيرة والنامية بما فيها الصين بصورة ملحوظة مقارنة بالدول الغنية في أوروبا وأمريكا الشمالية.
واُعتبر القرار وقتها أنه وسيلة من الرئيس الأمريكي للضغط على الصين إبان الحرب التجارية بينهما، وذلك بعدما كان الاتفاق يتيح للشركات الصينية الحصول على تخفيضات كبيرة في رسوم إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة، ما يسمح لها بتقديم أسعار أقل من منافسيها هناك.
الاتفاق النووي مع روسيا
ثامن الانسحابات كانت من نصيب معاهدة القوى النووية المتوسطة في فبراير عام 2019، التي أبرمتها الولايات المتحدة عام 1987، إبان حقبة الرئيس الأربعين رونالد ريجان، مع الاتحاد السوفيتي قبل تفككه.
واتهم ترامب موسكو بعدم الالتزام ببنود المعاهدة، وهو ما نفته الأخيرة، لكن ذلك النفي لم يثنِ الرئيس الأمريكي على المضي قدمًا في الانسحاب من تلك المعاهدة.
وانسحبت الولايات المتحدة من المعاهدة بصورةٍ رسميةٍ مطلع أغسطس الماضي، لكن الرئيس الأمريكي ترامب قال إنه يرغب في توقيع اتفاقية نووية جديدة مع موسكو.
وكانت المعاهدة تحظر على الجانبين وضع صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى تطلق من البر في أوروبا ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، مما يقلل من قدرتهما على توجيه ضربات نووية مباغتة.
اتفاق الأمم المتحدة للسلاح
آخر انسحابات ترامب كانت في شهر أبريل الماضي، حينما اتخذ قرارًا بالانسحاب من معاهدة الأمم المتحدة للسلاح، والتي كانت تقيد توريد الأسلحة لمجرمي الحروب.
ووقع سلف ترامب، باراك أوباما، على الاتفاق عام 2013، وقد لاقى قرار ترامب الانسحاب منه انتقادات فورية من جماعات دولية تابعة لحقوق الإنسان.
وضمت القائمة انسحابات أخرى منها :الانسحاب من الميثاق العالمى للهجرة .والانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية الأجواء المفتوحة والانسحاب من سوريا والانسحاب من أفغانستان وأخيرا سحب عشرة الاف جندي من المانيا.فقدأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامره لوزارة الدفاع بسحب 9500 جندي أمريكي من ألمانيا حتى شهر سبتمبر القادم.ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي كبير لم تكشف اسمه قوله إن العدد الإجمالي للجنود الأمريكيين المتمركزين في ألمانيا حاليا هو 34500.وأضاف أن جزءا من الجنود المغادرين ستتم إعادة توجيههم إلى بولندا ودول حليفة لواشنطن، فيما سيعود المتبقون إلى الولايات المتحدة.وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي انتقدت "أسلوب ترامب المثير للجدل" في إدارة أزمة الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة إثر مقتل جورج فلويد."
نزر الحرب الباردة الثانية
يصفروبرت زوليك في الفايننشال تايمز المشهد الدولي ببلاغة ودقة قائلا:تقوم الولايات المتحدة، المبتكرة والضامنة لنظام أواخر القرن العشرين، بتفكيك إطارها الخاص بتهور. الصين، التي نهضت بنجاح في هذا النظام الدولي الداعم يأتي تهديدها من الداخل أثناء استكشاف تصميم بديل قائم على الدول الرافدة. إن الشيخوخة في اليابان، التي تخشى الصين ولا تشعر بالثقة من مصداقية أمريكا يجعلها تنتشر بحذر. تعود الهند إلى دبلوماسية "الحكم الذاتي الاستراتيجي". تتلاعب روسيا من أجل ميزة خارجية بينما تذبل داخليًا. يكافح الاتحاد الأوروبي من أجل الحفاظ على التماسك الداخلي بينما يستيقظ بشكل مؤلم على الأحلام المحطمة لنظام قانوني دولي ما بعد الحداثة. بريطانيا تناقش نفسها. تكافح الاقتصادات المتوسطة لحساب المكان الذي ستناسب فيه العالم الجديد الممزق. إن مليارات الأشخاص في البلدان النامية يبذلون قصارى جهدهم. تكشف صورة التجزؤ هذه عن شبح للأخطار، القديمة والجديدة. يحتاج العالم إلى الأمن البيولوجي والتقدم في مجال التكنولوجيا الحيوية. يطالب الناس بنمو اقتصادي شامل. تلوح في الأفق تحديات بيئية وأزمة طاقة. لقد بدأنا للتو تحول رقمي ضخم. سيظل أصحاب مشروعات الهيمنة الإقليمية المحتملة يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل ويريد الإرهابيون إحداث دمار وخوف. تتساءل الديمقراطيات عن مستقبل الحرية. العالم يزن مستقبل الصين. لكن الكآبة ليست القدر المقدور. الأزمات تختبر مرونة الأمم. القادة في الدول الرئيسية - والمسؤولين ورجال الأعمال الذين يعملون عبر الدول لتحقيق نتائج عملية - سيحددون المسار. تتطلب هذه الجهات الفاعلة الدعم العام.
ويبقى من الإمبراطورية الامريكية
قوة كبرى وليست عظمى وليست القطب الأوحد. وليست زعيمة الثمانية الكبار بل واحدة من مجموعة العشرين.ويبدوا ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرك ذلك ويتصرف على أساسه فقد قال إنه سيؤجل قمة مجموعة السبع المقرر عقدها في حزيران/ يونيو في الولايات المتحدة، كما صرّح أنه سيدعو دولاً أخرى لحضورها.
ووجه ترامب انتقادات كبيرة للمجموعة، إذ أضاف للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته من فلوريدا إلى واشنطن بالقول: "أشعر أن مجموعة السبع لا تمثّل بشكل صحيح ما يحدث في العالم. إنها مجموعة دول عفا عنها الزمن".
بينما نجد مجموعة العشرين التي تملك ثلثي التجارة العالمية و90% من احتياطيات الثروات العالمية تقود العمل الدولي المشترك في مواجهة كورونا وكان اخر مساهماتها تعهدت دول مجموعة العشرين بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا، حسبما ذكر بيان للمجموعة في ساعة مبكرة من صباح السبت السادس من يونيو. وبمشاركة أمريكية ويبدوا انها ستكون نواة شبكة القوى العالمية وستكون الولايات المتحدة مجرد واحدة من القوى فيها.