الزيارات لا تنقطع عن قبر منسي.. ومواطنون يوصون بالدفن بجواره (صور)
الشهيد أحمد صابر منسي
على بعد قرابة 95 كم من القاهرة، وبعد أكثر من ساعة ونصف الساعة، وتحديدًا داخل مقابر العاشر من رمضان، يستقر جثمان الشهيد مقدم أركان حرب أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103، الذي لم تنقطع الزيارات له، رغم مرور 3 سنوات على استشهاده. فما إن تطأ قدماك مدينة العاشر من رمضان على أطراف محافظة الشرقية، وتسأل عن قبر الشهيد منسي، حتى تجد الجميع يبادر لمساعدتك في الوصول، حيث أن قبره بات من المناطق والعلامات المعروفة بالمحافظة بأكملها، بسبب الأفواج التي تأتيه من كل حد وصوب.
على أعتاب مقابر العاشر، يكون في استقبالك رجلين "خفر" للحراسة يجلسان، فما إن تقترب منهما، وتذكر اسم منسي، حتى يخطف كلاهما الحديث "احنا لسه كنا بنوصل زوار شباب لمنسي، كل يوم بيجي هنا ناس من كل مكان في مصر عشان يزوروه، لدرجة بقينا نوصف مكان القبر جوه وخلاص، تعبنا من المشوار رايح جاي".
وعلى بعد خطوات من البوابة الرئيسية، وتحديدا داخل القبر رقم "49 ب"، تستقر بقايا زهور ذابلة، كانت ملقاة من خارج بوابة القبر على الأدراج، حيث يستقر جثمان "منسي"، ليس هذا فقط، بل توجد أثار الكثير من الأقدام، التي طبعت على تراب القبر، فيبدو أن المترددين على زيارة الشهيد، لم ترهبهم المقابر، وكانوا يجدون راحتهم على أعتاب ذلك القبر الذي يحمل بين جدرانه الشهيد.
لم تقتصر زيارة الشهيد على قراءة الفاتحة لروحه الطاهرة وتوديعه بباقة من الزهور، بل عرفنا من أحد الأشخاص الذين التقيناهم، أن البعض يذهب بين الحين والآخر، لعله يجد أحد من أسرة الشهيد، للسماح له بكتابة وصية للدفن بجواره، وكانت آخرهن، سيدة طلبت من أولادها أن تدفن في مقابر منسي، ليستقر جثمانها بجوار من أحبته في الدنيا، فطلبت من ابنها وهو أحد أصدقاء الشهيد، ألا تدفن في مسقط رأسها بالإسماعيلية، وبالفعل كانت هى آخر جثمان فتح له قبر الشهيد منسي.