فى ذكرى وفاة محمد مرسى العياط يطرح السؤال المحورى نفسه: ما الذى يمثله مرسى للتنظيم؟
والإجابة تكمن فى السلوك المعلن تجاهه والمتمثل فى الأطروحات الآتية:
١- تم اختيار د. مرسى العياط مرشحاً للجماعة لطبيعة شخصيته المنسحقة أمام التنظيم، والتى تضمن أنه لن ينقلب أبداً على التنظيم إذا ما قرر الاستقواء بالدولة على التنظيم، وهو احتمال غير وارد مع طبيعة شخصية د. مرسى.
٢- بعد العزل استُخدم كواجهة لما يسمى بالشرعية من أجل عودة التنظيم.. وليس عودته.
٣- بعد الوفاة يتم استخدامه لتصنيع مظلومية تستقطب بها الأجيال القادمة.
وبالتالى لم يكن أبداً له أى قيمة «إنسانية» لدى التنظيم بل قيمة «توظيفية» مستمدة من مفهوم التنظيم للإنسان بصفة عامة، ولمرسى بصفة خاصة، المعروف بضحالة شخصيته وتفاهة موقعه داخل هيكل التنظيم!
مدهش أمر الإخوان، ينبشون القبور ويسبون ويسيئون ويفترون على رؤساء مصر «ناصر والسادات ومبارك»، وعندما تأتى سيرة مرسى بأى نقد، يقولون الترحم على الميت أمر شرعى.. واذكروا محاسن موتاكم!
عند الرد بنفس المنطق فى عدم الإساءة للرؤساء الراحلين، يقولون لك لا بد من ذكر الفاجر بفُجره!
ينتحر المنطق والشرف فى التعامل مع قطعان تنظيم الإخوان لاحترافهم التزييف والكذب.
فى ذكرى وفاة مرسى العياط، التى يُحييها الإخوان على أرتال من التدليس المتجلى فى تصريحات أحمد مكى، وزير العدل فى حكومة الإخوان، على قناة الجزيرة، لسنا بصدد حالة من السباب المتبادل، بل أمام توثيق حتمى لحقائق التاريخ التى ينبغى أن تذكر أن مرسى مات موصوماً بتهمة التخابر مع دولة أجنبية.. وهو اتهام تحول إلى حقيقة بنص حكم قضائى.
خلال عملية تصنيع «المظلومية»، ومع الذكرى الأولى لوفاة العياط، تعيد الجماعة نبش قبره بلسان أحد كوادرها أحمد مكى، الذى يدعى أن «مرسى» أوقف محاولات الاعتداء على المتظاهرين حول قصر الاتحادية اعتراضاً على الإعلان الدستورى آنذاك.. وهو ادعاء يقطر كذباً، ويكشف عن غباء إخوانى، ويطرح أسئلة مباشرة:
١- لماذا أقال مرسى وزير الداخلية اللواء أحمد جمال، الذى رفض التعدى على المتظاهرين، هل تمت إقالته لأنه نفذ تعليمات رئيس الدولة؟
٢- لماذا لم يوقف مرسى تعذيب المتظاهرين على أسوار الاتحادية، وهى قضية كبيرة أدين فيها مرسى نفسه؟
٣- لماذا لم يدلِ مرسى بتلك المعلومات خلال التحقيق معه فى القضايا المختلفة؟
٤- لماذا كتم مكى هذه الشهادة طوال سبع سنوات؟
٥- لماذا لم يمنع مرسى حصار المحكمة الدستورية؟ وأين كان مكى؟
٦- لماذا لم يمنع مرسى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى؟
٧- لماذا لم يمنع مرسى قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد مساء ٣٠ يونيو؟
لكن ظهور «مكى» يكشف عن أزمة داخلية للتنظيم المصرى، وهو أنه أصبح بلا رأس حاكم، وبلا قيادة مؤثرة فى الداخل، فظهر مكى محاولاً إعادة طرح نفسه، ربما تحدث حركة حوله تنجح فى توظيفه كمرشد، للقول بأن التنظيم فى مصر ما زال على قيد الحياة!