كيف كانت إمكانيات الأقصر الصحية قبل وبعد كورونا؟.. الأرقام تجيب
قيادات مديرية الصحة بالأقصر
قال الدكتور السيد أحمد عبد الجواد، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، إن الأوضاع الصحية بالمحافظة اختلفت لأكثر من 180 درجة بعد انتشار جائحة كورونا من حيث الإجراءات وأنظمة التعامل مع المرضى ككل بصفة عامة ومع مصابي الوباء بصفة خاصة، وهو ما جعل المنظومة ثابتة لا تتأرجح أمام الخطر الذي لازال يهدد العالم.
100 يوم مرت على ظهور الفيروس بالمدينة السياحية، سعت مديرية الشئون الصحية من أول يوم فيهم على التعامل مع الأزمة بشكل احترافي، فاتخذت الكثير من الإجراءات الاستباقية لانتشار الوباء أظهرت مدى قوتها وتهيئتها للتعامل مع الجائحة.
نصف مليون سائح من مختلف الجنسيات الأجنبية كانوا في الأقصر في الفترة من يناير حتى شهر مارس من العام الجاري، قبل الإعلان عن ظهور الفيروس بمصر ولاسيما كانت هي المدينة الأولى التي شهدت ذلك الظهور، وبلغ عدد العمالة في الفنادق الثابتة والعائمة والأماكن الأثرية ما يقارب من 8000 عامل، وبلغ أعداد المرشدين السياحيين نحو 3500 مرشد، كما شهدت المحافظة في هذه الفترة أعمالًا تطويرية ضخمة للمنشآت الصحية منها الذي كان تحت التطوير مثل مستشفى الأقصر العام ومستشفى الأقصر الدولي، ومنها ما احتاج إلى إحلالًا وتجديد، وهذا ما تسبب في زيادة الضغط على المنظومة الصحية والمستشفيات والوحدات الصحية.
وحسب تأكيدات المديرية فإن القدرات الاستيعابية لمستشفيات الأقصر تصل إلى 523 سريرا، و108 أسرَّة بالعناية المركزة، و95 جهازا للتنفس الصناعي، حيث تضم مستشفى الأقصر العام 99 سريرًا و17 سريرا بالعناية المركزة، 8 أجهزة للتنفس الصناعي، وبينما تصم مستشفى الأقصر الدولي 50 سريرًا و8 أسّرة للعناية المركزة، و32 جهاز تنفس صناعي، أما مستشفى إسنا التخصصي تضم 154 سريرًا، 27 سريرا بالعناية المركزة، و17 جهاز للتنفس الصناعي، مستشفى أرمنت التخصصي تضم 112 سريرا، و29 سريرا بالعناية المركزة، و18 جهاز تنفس صناعي، ومستشفى العديسات التخصصي 24 سريرًا، و21 سريرا بالعناية المركزة، و14 جهاز تنفس، ومستشفى الحميات تضم 52 سريرا، وجهازين للتنفس الصناعي، ومستشفى القرنة المركزي تضم 14 سرير، و6 أسّرة بالعناية المركزة، و4 أجهزة للتنفس الصناعي.
المديرية كانت توضح باستمرار من خلال بياناتها على الصفحة الرسمية لها على مواقع التواصل الاجتماعي والمقابلات الصحفية عن اتخاذ حزمة من الإجراءات للتعامل مع فيروس كورونا، منها ما تم من إنشاء غرفة لإدارة أزمة كورونا في يناير الماضي، ترأسها وكيل وزارة الصحة، وعضوية إدارات الطب الوقائي، والطب العلاجي، وتم إنشاء فريق الانتشار السريع مكون من أعضاء فريقي الطب الوقائي والطب العلاجي، ورفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات خاصة مستشفى الحميات والحجر الصحي بمطار الأقصر الدولي، وعقد اجتماع مع مديري المستشفيات والادارات الصحية، وعقد اجتماع مع مكتب السياحة ومديري المنشآت السياحية، عمل تثقيف صحي وتوعية ونشر اللوحات الاسترشادية على جميع المنشآت بالمحافظة.
اللحظة التي كانت علامة فارقة في الإجراءات الاستباقية المتخذة هي لحظة اكتشاف ظهور حالات مصابة بالفيروس من بين النزلاء على متن الباخرة "أنوكنت أسارا" القادمة من أسوان، والتي تقل على متنها 196 فردا، ثبت إيجابية إصابة 12 حالة في بادئ الأمر، ثم ارتفعت الأعداد إلى 45 حالة إيجابية، فعلى الفور تم تحريك فريق الانتشار السريع للتعامل مع مرضى كورونا على المركب، تكون من الطب الوقائي، والترصد، والأمراض المعدية، وصحة البيئة، والنفايات الطبية، ومراقبة الأغذية، ومكافحة العدوى، والطب العلاجي، والصيدلة، وتم إنشاء عدد 2 عيادة بالمركب، وتم فحص المركب كاملًا، وسحب مساجات لجميع الموجودين ويصل عددهم إلى 196 عينة، وتم فرض الحجر الصحي بالمركب وفقًا لقرار المستشار مصطفى ألهم محافظة الأقصر، وفرض قوة أمنية للمراقبة.
وبالنسبة للتعامل مع الحالات الإيجابية، تم إجلاء جميع الحالات الإيجابية لمطار الأقصر الدولي بمرافقة فريق طبي ومنه إلى مستشفى النجيلة بمطروح وذلك قبل أن يتم تخصيص مستشفى إسنا لعزل مصابي كورونا فيما بعد ، وتم إجلاء جميع الأجانب من على متن المركب" أيه-سارة" إلى بلادهم بعد طلب سفاراتهم وعمل الإجراءات اللازمة، كما تم فحص 13 باخرة، وفحص 1980 من الموجدين على متنهم، وجاءت جميع نتائج الفحص سلبية، كما تم عمل مسح شامل لجميع العاملين بالمنشآت السياحية الثابتة والعائمة وسحب 1350 مسحة، وبلغ إجمالي المنشآت التي تم إجراء المسحات للعاملين بها 100 منشآة، كما تم تعقيم وتطهير جميع الفنادق السياحية بالمحافظة، كما تم عزل 3 بواخر سياحية هي مركب "لابوهيم" وكانت تحمل على متنها 122 فرد منهم 8 إيجابي، ومركب المحروسة تحمل على متنها 65 فرد منهم 2 إيجابي، ومركب مصر الحديثة تحمل على متنها 18 فرد منهم 3 إيجابي، كما تم إيقاف حركة السياحة وعزل جميع العاملين بالفنادق السياحية لمدة 15 يومًا.
ثم بدأ العمل على تحويل مستشفى عزل إسنا كثالث مستشفى مخصصة للعزل الصحي على مستوى الجمهورية، وتشغيل جهاز "pcr" بمستشفى حميات الأقصركأول جهاز في الجمهورية خارج محافظة القاهرة، وتم عمل أكثر من 5400 مسحة حتى الآن، تم متابعة 7566 من القادمين من الخارج وذويهم، تم عمل عيادة متنقلة لفحص العاملين بالمطار يوميًا، وتم فحص أكثر من 30 ألف راكب من الرحلات الدولية، كما تم تجهيز وتفعيل المدينة الشبابية بالطود كمستشفى للحجر الصحي ضمن 6 أماكن على مستوى الجمهورية، تم متابعة 5220 مخالطًا للحالات الايجابية، وتوزيع العلاج المنزلي للازم لهم.
ولاقت المنظومة الصحية بالأقصر ولا زالت دعمًا كبيرًا حتى اللحظة حيث تم توفير مستلزمات طبية بقيمة 6 ملايين جنيه، بالإضافة زيادة سعة مستشفى الحميات إلى 32 سرير بدلًا من 15 سرير، وتجهيز قسم العناية المركزة بقوة 5 آسّرة، فكان النجاح في رصد 7963 مريض تردد على مستشفى الحميات، ورصد 5543 مريض تردد على قسم العيادات الخارجية والطوارئ، و1045 حجز بالقسم الداخلي من المستشفى، وتردد 2420 مريض على عيادة فيروس بي، هذا قبل أن يتم ضم مبنى "صندوق تحيا مصر" للمستشفى لزيادة القدرة الاستعابية للمستشفى لتصبح 52 سرير، وبالنسبة لمستشفى العديسات فتم تجهيز المستشفى وتشغيل قسم العناية المركزة، كما تم تدريب فريق إكرام الموتى، وتدريب المغسلين، وتدريب المسؤولين عن دفن الموتى، وتسليمهم واقيات شخصية، تم حجز منزلي للمنازل التي بها مخالطين للحالات الايجابية، ويصل عددهم إلى 15 عقار، بالإضافة إلى شارع سكني، وعدد 3 فنادق سياحية.
إغلاق للمصالح والهيئات التي ظهر بها حالات إيجابية بإجمالي 62 مصلحة حكومية وخاصة، وتطهير للمباني وتوزيع العلاج على الحالات بالعزل المنزلي، والتدريب المستمر للأطقم الطبية، والمتابعة الدورية لانتظام العمل بالمستشفيات وضم 4 مستشفيات للفرز والعزل بكامل طاقتها هي مجريات أكدت التناسب الطردي لقدرات المنظومة الصحية كل يوم مع ازدياد معدلات انتشار الوباء التاجي، وتؤكد مقدرتها على مناطحته حتى يبدأ في الانحسار بعد الانتشار.