أصيبت خالته ثم أمه بفيروس كورونا المستجد، ولم يجدا مكانين فارغين لاستقبالهن في أي مستشفى إلا بعد معاناة شديدة، ما جعل أحمد الجندي يشتري جهاز توليد أكسجين بـ8500 جنيه، لإنقاذ حياتهن، وتعهد أمام الله بأن يقدمه لكل محتاج بعد شفائهن والاطمئنان عليهن، وخاصة لكبار السن مثلهن.
"لو فيه حد مريض كورونا وحالته صعبة، ومش لاقي أي مكان في مستشفى، ومحتاج يقيس نسبة الأوكسجين هاروحله وهقيس الحرارة والضغط، ولو نسبة الأكسجين عنده ضعيفة هجيبله الجهاز لحد ما يلاقي مستشفى، والأولوية لكبار السن".. هكذا لخّص "الجندي" مبادرته الإنسانية التي تستهدف سكان منطقته شبرا الخيمة، مؤكدًا أن هناك 9 أشخاص توصلوا معه وذهب إليهم بالفعل، و5 آخرين يستعد لمساعدتهم.
ويروي الشاب الثلاثيني، أن خالته ووالدته يعيشان معًا، ولم ينزلن منذ تفشي الفيروس التاجي من البيت، لافتًا إلى أنه تولي مهمة تلبية احتياجاتهن كاملة، حيث كان يشتري لهن أشيائهن بعد عودته من عمله، إلى أن قررت خالته الذهاب للاطمئنان على صحة ابنتها المريضة في إجازة عيد الفطر، لكنها عادت حاملة للفيروس الذي أصاب شقيقتها، ومن هنا بدأت المعاناة: "كنا ملتزمين بالإجراءات الاحترازية لأبعد حد، ولما اتصابوا حالتهم كانت صعبة، وخالتي عندها روماتيزم وفضلت أدور لهم على مستشفى لحد ما اشتريت الجهاز عشان يساعدهم على التنفس، وفي نيتي أساعد بيه أي محتاج أو ربنا نجاهم".
استعادت خالته عافيتها، ومن بعدها أمه قبل أسبوع واحد فقط، ليبدأ في تنفيذ ما تعهد به، مؤكدًا أن هذا العمل بدون مقابل نهائي لمن يصل لمرحلة متأخرة مع المرض ويصعب عليه التنفس: "مينفعش يكون الشخص نفسه مش تعبان ويقولى تعبان جدًا علشان اروحله وخلاص".
لم يكتف "الجندي" بعرض الجهاز لمساعدة الناس فقط، بل اتفق مع طبيب للرد على تساؤلات المصابين بالفيروس.
تعليقات الفيسبوك