بين ليلة وضحاها وجدت نفسها مسؤولة بمفردها عن 5 أطفال، بعد أن غيّب السجن زوجها إثر تجارة غير مشروعة، ولم تجد سوى العمل سائقة تروسيكل فى منطقة بشتيل بالجيزة، لنقل البضائع مقابل أجرة زهيدة لا تكفيها وأسرتها.
أغلقت ناهد جمال، 38 عامًا، باب الشقة على أطفالها، وخرجت لتبحث عن مهنة تُرزق منها، وتحافظ بها على مسكن الزوجية المهدّدة بالطرد منه بعد أن تراكم عليها الإيجار لثلاثة أشهر.
لم تكن تملتك أي خبرة، فلم يسبق لها العمل، فدلّها أهل الخير على شراء تروسيكل بالتقسيط، ونقل البضائع عليه.. كانت تتوقع أن يكون المكسب كبيرًا، خاصة مع زيادة ساعات عملها من التاسعة صباحًا حتى العاشرة مساءً، لكن جاء وباء كورونا بما لا تشتهي نفسها: "بانقل البضائع للتجار في المحال والأسواق الشعبية، النقلة بـ50 جنيه، قلت أدفع الإيجار المكسور عليا من 3 شهور، لكن مع كورونا وإغلاق المحلات لفترة طويلة مابقاش فيه شغل ولا نقل، وحتى التروسيكل مش عارفة أجمع القسط بتاعه".
وصلت «ناهد» إلى مرحلة صعبة، تراكمت عليها الديون، والأدهى من ذلك أنها لا تجد قوت يومها: "مش عارفة أأكل العيال منين، باطلع من صباحية ربنا وماباعملش غير نقلة واحدة بـ50 جنيه، هاحط بيها بنزين ولّا أدفع أقساط، ولا أأكل عيالى، دي لو جابت وجبة عشا للعيال يبقى خير وبركة".
ترفض «ناهد» أن يخرج أطفالها إلى سوق العمل: "لا أنا ولا العيال وش بهدلة، بس مالناش مصدر دخل تاني، ومش هاشغل العيال، ده أكبر واحدة فيهم عندها 12 سنة، ومالناش قريب ولا حبيب".
ولفتت إلى أنها رغم كل ذلك تحرص على تعليمهم: "كلهم بيروحوا المدرسة، ما عدا آخر بنت علشان لسه عندها سنتين، عايزة أعلمهم عشان يطلعوا أحسن مني ومن أبوهم".
تعليقات الفيسبوك