هدأ الإعصار وجفت السيول، التي هاجمت مصر في مارس الماضي، لكن حياة "ياسمين" لم تهدأ، وانقلبت رأسا على عقب، وتعيش ووالدتها حاليا مأساة حقيقة، دون مأوى يحميهما أو أمل يهدئ من روعهما.
تعيش ياسمين عبد المنعم ووالدتها في الطابق الأخير من بيت مكون من دورين، في ٢٣ شارع "الورشة" بمنطقة شبرا مصر، وأدى سقوط الأمطار بغزارة إلى انهيار سقف الشقة، وإصابتهما بالذعر.
لجأت "ياسمين" إلى حي الساحل لإخباره بالواقعة، وتم إخبارها بخروج لجنة لمعاينة الوضع، وبالفعل عاينت، وعلمت من المسؤولين وقتها أنه فى غضون شهر ونصف سيتم إرسال لجنة أخرى تحسم الأمر، ويتم تنكيس البيت، وأن عليها إخبار قسم الشرطة بالوضع.
على الفور توجهت "ياسمين" إلى قسم شرطة شبرا، وأخبرتهم بالوضع، فطلبوا منها التوقيع على إقرار بعدم دخول الشقة، لحين إرسال الحي للجنة، وتنفيذ قرار التنكيس، وظنت وقتها أن الأمر لن يطول.
أقنعت "ياسمين" والدتها المسنة بضرورة مغادرة المنزل، ولجأت إلى بيت شقيقتها، وتحملت المعيشة في "أوضة وصالة"، ظنا أن الأمر لن يتجاوز أيام: "كل يوم نقول هانت، ومفيش فايدة، وأمي طول الوقت بتعيط وجسمها أزرق ومنمل ومش بتاكل، ولما كشفت الدكتور قال مهدده بجلطة، بسبب الحالة النفسية السيئة".
زارت اللجنة الثانية البيت، وعاينت الوضع، وظل الوضع على ما هو عليه، وكلما سألت "ياسمين" مسؤولي الحي عن حل لوضعها، كان الرد أن الأمر قد يطول لخمسة أو ستة أشهر: "مسؤول هناك قالي شوفوا واسطة، وأنا مليش حد".
لا تستطيع "ياسمين" العودة لشقتها، خاصة أنها وقعت على محضر بعدم دخولها، ولا تملك نفقات استئجار شقة أخرى، ولا يتخذ الحي موقفا لمساعدتها: "الغريب إن أنا وأمي في الشارع، رغم إن سكان الدور الأول موجودين في البيت، وفيه كمان 3 محلات شغالين، وحاولت كتير أتفق مع الجيران أننا ننكس على نفقتنا، مفيش حد استجاب".
تعليقات الفيسبوك