الانتخاب بالتساوي بين القائمة والفردي.. هل يوسع تمثيل المعارضة بالبرلمان؟
مجلس النواب
تشهد الساحة السياسية حالياً تحركات جادة من قبل الأحزاب لتشكيل تحالفات انتخابية تمكنها من التحرك في الشارع وطرح برنامجها على المواطنين الذين سيكون عليهم الاختيار وفقا لقناعاتهم في انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ التي ستجرى بالتساوي بين القائمة المطلقة والفردي، وهو ما أعتبره خبراء نظام يعمل على حلحلة الجمود الذي تعاني منه الحياة الحزبية، ويوسع تمثيل المعارضة في المنظومة التشريعية.
وتنتظر مصر ثلاث استحقاقات دستورية أولها انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، والثاني انتخابات مجلس الشيوخ الذي تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات السبت موعد إجراؤها، والثالث انتخابات المجالس المحلية، والتي لم يُعرف بعد موعدها.
ويضم مجلس النواب في عضويته 568 نائباً، على أن تخصص ربع المقاعد للمرأة، ولرئيس الجمهورية الحق أن يعين ما لا يزيد عن 5% من إجمالي عدد الأعضاء، على يكون انتخابه بواقع 284 للنظام الفردي و 284 بنظام القوائم المغلقة.
ويتشكل مجلس الشيوخ من 300 نائب يجري انتخاب ثلثهم بالنظام الفردي والثلث الآخر بالقائمة المغلقة، والثلث الأخير يجري تعيينه من قبل الرئيس الجمهورية.
ويرى المستشار بهاء أبوشقة رئيس حزب الوفد، رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان، أن قوانين الانتخابات التي أقرها البرلمان تعد الأصلح في الوقت الراهن للحياة السياسية، وتحدث التنوع داخل المجالس النيابية.
ويضيف أبوشقة لـ"الوطن"، أن إجراء انتخابات مجلس النواب بواقع 50% للنظام الفردى و50% لنظام القائمة المطلقة يحقق التوازن بين المستقلين والحزبيين.
ويعتبر أن قانون مجلس الشيوخ أحد مكتسبات المرحلة الحالية باعتباره الغرفة الثانية للبرلمان، كما أن قانون الهيئة الوطنية للانتخابات يمكن الناخب من وضع صوته فى صناديق الاقتراع بكل نزاهة وشفافية، ويحد من ظاهرة استخدام المالي السياسي في العملية الانتخابية.
ويشير أبوشقة إلى إجراء انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ معًا فى نفس التوقيت لتخفيف الأعباء على الأحزاب، مؤكداً أن البرلمانفي إنتظار إرسال قانون تقسيم الدوائر من الحكومة لمناقشته وإقراره قبل فض دور الانعقاد الحالى.
ومن جانبه، يقول الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، إن إجراء انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ بالتساوي بين القائمة المغلقة والنظام الفردي يحدث التوازن داخل المجالس المنتخبة ويضمن تمثيل الفئات التي نص عليها الدستور من شباب ومرأة وغيرهم.
ويضيف صميدة لـ"الوطن"، أن عودة مجلس الشيوخ كغرفة ثانية للبرلمان مرة أخرى يعد من مكسب للحياة السياسية، وإجراء انتخاباته بواقع الثلث بنظام القائمة المطلقة والثلث بالنظام الفردي وثلث يعينه رئيس الجمهورية يضمن وجود كوادر تتناسب مع طبيعة عمل المجلس الاستشارية.
ويشير إلى أن هذا النظام الانتخابي يعد هو الأنسب والملائم لطبيعة الوضع السياسي المصري على مدار العقود الماضية، ويحقق المساواة بين الحزبيين والمستقلين وثبت دستوريته من خلال تمثيل الفئات المختلفة بالمجالس النيابية.
وبدوره، يقول موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن إجراء انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ بالتساوي بين القائمة المغلقة والنظام الفردي يحقق التوازن بين جميع القوى السياسية وتوسّع من تمثيل المعارضة داخل المجالس النيابية.
ويوضح موسى لـ"الوطن"، أنه وفق القوانين الانتخابية التي أقرها مجلس النواب ستتمكن الأحزاب الصغيرة من المنافسة في الانتخابات والدخول تحت مظلة المنظومة التشريعية المقبلة التي تتمثل في البرلمان مجلس الشيوخ الذي يعود مجدداً ليشكل كغرفة ثانية.
ويرى أن إجراء الانتخابات بالقائمة المغلقة على نصف مقاعد المجالس النيابية يحقق مكاسب للأحزاب ويضمن تمثيل أكبر لها سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، وتفسح المجال أمامها للتحرك في الشارع لطرح برامجها على المواطنين الذين سيكون عليهم الاختيار وفقا لقناعاتهم.