من الفبركة للحقيقة.. القصة الكاملة لحبس سيدة 22 عاما داخل منزلها
فادية
حالة من السخط انتابت رواد السوشيال ميديا، عقب تداول أحد الجيران لمقطع فيديو، يزعم من خلاله قيام جاره بحبس شقيقته لمدة 22 عاما داخل المنزل، مطالبا بضرورة إنقاذها، وسرعان ما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تلك الأنباء.
وسرعان ما لاقت القضية رواجا واسعا، حيث وجهت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، فريق أطفال بلا مأوى والتدخل السريع التابع لمديرية التضامن الاجتماعي بالمنيا برعايتها، بناء على بلاغ مقدم ضد شقيقها من الجيران، بإهماله لها وحبسها في منزل لمدة 22 عامًا دون رعاية.
شقيق فادية: الفيديو مفبرك بسبب خلاف مع جاري
نفى إسماعيل خلف مهنى، عامل بالمحاجر، ما تردد على السوشيال ميديا باحتجاز شقيقته، قائلا: "أختي مش محبوسة أختي عايشة معانا في البيت وبتأكل من اللي بياكلوا منه ولادي وبيتي.. إحنا ناس عايشة على قد حالنا معندناش بلاطة في البيت، أختي اللي بيقولوا عليها محبوسة من 22 سنة أنا بيتي في البلد ومبني من 14 سنة فقط".
وحول ما قاله عنه جاره في المنزل في الفيديو، إن شقيقها لم يطعمها ولم يرعها، علل خلف قائلا: "بيني وبين جاري خلافات جيرة من فترة طويلة، ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أدعى على كذبًا وشوه صورة شقيقتي بهذا الشكل".
وأكدت فادية، خلال حديثها في فيديو خاص لـ"الوطن"، على عدم احتجاز شقيقها لها.
حقيقة تواجد فادية في المنزل
وأوضح إسماعيل، إن له 4 أشقاء وهم، حسن ونادية وشهرتها "فادية"، وفتاتين غيرها، وأنهم جميعا يمتلكون منزل ورث مساحته 180 مترًا كائن بقرية تله، يمتلك فيه مساحة 60 مترًا، وشقيقه حسن يمتلك 60 و 3 شقيقات جميعهن يمتلكن 60 مترًا.
وأضاف أن شقيقته "فادية" من مواليد شهر يوليو عام 1964م، تزوجت منذ صغرها من شاب وأحبته كثيرا وتوجهت معه لمنزل العائله الكائن بقرية طوخ الخيل، إلا أن فترة زواجهما لم تدم أكثر من 8 أشهر فقط، رغم ارتباطها به كثيرًا، وذات مرة نزل زوجها إلى بحر اليوسفي الكائن أمام منزلهما فغرق أثناء الاستحمام، ومن وقتها بدأت معاناة فادية النفسية.
وتابع، "أهل زوجها وجهوا لشقيقته عبارات لوم وقدح منها (أنتي بومة.. أنتي فقريه) فتخلت عن منزل عائلة زوجها المتوفى وتوجهت إلى منزل والدها آنذاك قبل وفاته، ثم عانت فادية في ذلك التوقيت من مرض نفسي، فقمت أنا ووالدي باصطحابها إلى مستشفى الطب النفسي التي كانت موجودة في قرية بني أحمد التابعة لمركز المنيا، وحالتها النفسية استوجبت أن تحجز في المستشفى فرفضت فاصطحبناها إلى المنزل".
وأشار إلى أنه قبل وفاة الوالد حاولت "فادية" الهروب من المنزل 3 مرات وكونها سيدة فكانت مطمعا لأي شخص في الشارع، بالإضافة إلى حالتها النفسية السيئة، فتوجب على أن تقيم معي في المنزل ومنعها من الخروج إلى الشارع "خوفًا على عرضنا وشرفنا".
إخلاء شقيق السيدة المزعوم حبسها 22 عاما
تلقت مديرية أمن المنيا، "إخطارا من مركز شرطة المنيا، بورود بلاغ يتضمن تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي عن احتجاز شخص لشقيقته داخل المنزل لمدة 22 عامًا، وبلاغ مقدم من عدد من الجيران حمل رقم 5961 إداري مركز المنيا".
وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ وبلقاء السيدة نادية الشهيرة باسم (فادية)، تبين أنها مضطربة نفسيًا، وبسؤال شقيقها "إسماعيل" في محضر الشرطة، أفاد أنه احتجز شقيقته بالمنزل خوفًا عليها، لأنها مريضة نفسيا وأنه كان يخشى خروجها من المنزل خوفا عليها.
وأفادت تحريات المباحث أن الفتاة تركت المنزل أكثر من مرة، نظرًا لأنها تعاني من اضطراب نفسي، وبسؤال الجيران أيدوا ما جاء بتحريات المباحث، وقرروا أنها تعانى من مرض نفسي، وبإحالة المحضر إلى النيابة العامة، قررت إخلاء سبيل شقيقها من ديوان المركز، ما لم يكن محتجزًا على ذمة قضايا أخرى.
نتيجة زيارة فريق لتدخل السريع للسيدة
وبعد زيارة فريق التدخل السريع، وفقا لتوجيهات الدكتورة نيفين القباج، تبين أن السيدة تعيش في غرفة بحالة سيئة وغير آدمية، وتظهر عليها آثار الإهمال وعدم النظافة، نتيجة بقائها منعزلة في هذا المكان لمدة 11 شهرًا لم تتناول خلالها سوى القليل من الطعام ولم يقم أحد من ذويها بتقديم الرعاية لها.
وقدم فريق التدخل السريع الإسعافات اللازمة لـ"فادية"، وأحيلت لطبيب مختص نظرًا للتدهور الشديد في بنيتها الجسدية، كما عُرضت على طبيب نفسي لمتابعتها وتقديم الدعم النفسي لها.
وعندما عرض عليها الفريق إيداعها في إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي رفضت، كما رفضت أن تعود لمنزل الأخ أو تعيش معه، فقام الفريق بتجهيز مكان صحي وآمن للحالة فى منزلها، بعد استشارة الطبيب النفسي بأنه لا خطورة من بقائها بمفردها، ويبحث الفريق توفير معاش لـ"فادية"، تستطيع منه الإنفاق دون الحاجة للأخ، وبما يحقق المصلحة الفضلى لها.