قال لك امتحانات الثانوية السنة دى صعبة.. خرج الطلبة من اللجان بالبكاء.. أما جروبات الماميز فامتلأت بالحسبنة!
الحسبنة (من حسبى الله ونعم الوكيل).. هو دعاء المظلوم والمجنى عليه.. المعنى الواضح أن الممتحن ظلم الطلبة.. وجنى الامتحان على أولادنا!
تعرف متى ينصلح حال التعليم؟
لما تنصلح أفكار جروبات الماميز.. وتنصلح أفكار الماميز لما ينصلح مفهومنا عن التعليم والغرض منه.
اتجاهات جروبات الماميز دلائل وإشارات على مفاهيم غلط عن غرض التعليم فى أذهان الوعى الجمعى.. وإشارات على لخبطة فى العرف الاجتماعى عما تعنيه السنة الدراسية.
فى الوعى الجمعى الطالب يدخل الامتحان لينجح.. وبسهولة.. فى مرحلة نقل إلى سنة تالية.. ولو دون مجهود يذكر.
لذلك فالمطلب الأول لجروبات الماميز هو إصلاح التعليم.. والإصلاح (وفق مفاهيم الماميز) يعنى نجاح كل الطلبة.. ووزير التعليم الجيد (عند أولياء الأمور) هو الذى يلتحق بالجامعة فى عهده كل طلاب الثانوية.. بلا سوابق حساب.. ولا عذاب.
والعذاب هو امتحانات بأسئلة محتاجة إلى تفكير.. وإجابات محتاجة إلى فهم.. يسبقه تحصيل.
تتغير أحوال التعليم عندنا إلى الأفضل.. لما ترجع أغراض الدراسة ومعناها فى أذهاننا إلى سابق عهدها.. وعندما نعيد التفكير فى الغرض المفترض من إلحاق أطفالنا بالمدارس.
بيقول لك: امتحان صعب!
يعنى إيه امتحان صعب؟ لو مفترض فى الامتحان سهولة، فلماذا ينعقد من الأساس؟
ثم إيه معايير الامتحان السهل؟
فى اللغة (الامتحان) من (محنة).. يعنى تعمّد وضع الطالب فى (محنة) لتقييم فهمه.. الامتحان اختبار.. وهو معيار لفرز جهد عام دراسى.
الامتحان قدرة على اجتياز محنة.. ليس الامتحان مجرد محطة فى الطريق لنجاح مستحق!
لا أحد يعرف ما الذى غيّر مفهوم التعليم فى وعينا الجمعى لنصل إلى هذا الشكل؟
يرى خبراء أن التغيّرات بدأت من الثمانينات.. لما كثرت المدارس الخاصة.. وتعلم طلاب كثيرون غير مؤهلين بفلوسهم.. وقتها بدت الثانوية لدى هؤلاء حائطاً قوياً لا تكفى الفلوس وحدها لتخطيها.
الدليل كم أعداد الراسبين فى الثانوية.. رغم مليارات الإنفاق على الدروس الخصوصية.
طبعاً لأزمة التعليم جوانب أخرى.. منها خاص بالمدرس.. ومنها خاص بالمدرسة.. لكن لأولياء الأمور دور كبير فى المعضلة.
نقل الماميز مفاهيم غلط، ونقلن لخبطة عن الامتحان ومعناه والغرض منه إلى أبنائهن.. هاجم أولياء الأمور كل وزير تعليم ظهر على وجه الأرض، وطالبوه بالإنصاف.. مع أن أولياء الأمور أنفسهم ليسوا منصفين!
لا تعرف أنظمة التعليم فى دولة متحضرة حاجة اسمها امتحان صعب أو امتحان سهل.. لكن الماميز ما زلن يتهمن نظام التعليم تبعنا بالتلقين.. مع أنهن اللاتى ربين أطفالهن على التسميع غيباً.. للنجاح!!
لو استمر أولياء الأمور فى ربط صلاح التعليم بنجاح العيال فالمحصلة صفر.. الامتحان مسئولية.. وبدلاً من الحسبنة.. أو سب وزير التعليم.. علّم أولادك المسئولية.
أو أنت حر!