"حالنا واقف ومحدش بيساندنا".. كورونا يُزيد معاناة أصحاب دور النشر
أصحاب دور النشر ينتظرون مساندة المؤسسات الحكومية لهم
توقف معارض الكتاب الداخلية والخارجية، وضعف المبيعات لدى مختلف المكتبات بسبب شهور حظر التجول الماضية، أسباب مختلفة تسببت في معاناة شديدة لأصحاب دور النشر خلال الفترة الحالية، آملين في انتهاء الأزمة المادية التي تسبب فيها فيروس كورونا قريبًا.
"الغالي": خفضت من رواتب الموظفين.. ولجأت إلى التسويق الإلكتروني للكتب
ممدوح الغالي، 65 عامًا، صاحب دار المكتب العربي للمعارف، يوضح أنه منذ بداية شهر مارس ولا توجد هناك أية معارض سواء داخل مصر أو خارجها، بالإضافة إلى ضعف مبيعات المكتبات بسبب فيروس كورونا، وأصبح أصحاب دور النشر يصرفون من جيوبهم أو من المخزون المادي لديهم، قائلا: "في دور نشر صغيرة قفلت خالص، وفي دور نشر كتيرة في طريقها للغلق خلال الفتره القادمه اذا استمر الوضع على نفس الحال، والوضع السيء ده على مستوى الوطن العربي كله مش مصر بس، وحتى مع بعض المعارض خلال الفترة القادمة هيكون الإقبال ضعيف على شراء الكتب في ظل الظروف الحالية، وأعتقد كمان مش هتكون في معارض أصلا حتى نهاية هذا العام".
مبيعات الناشرين تقريبا أصبحت صفر، ودور النشر تحتاج حاليًا إلى الدعم وشراء الكتب التي لديها من أجل تخفيف الأزمة التي يمر بها أصحاب دور النشر ويتسنى لهم دفع رواتب الموظفين، سواء من خلال الجهات التابعة لوزارة الثقافة أو وزارة التربية والتعليم أو بعض المكتبات الكبيرة، حسبما قال "الغالي"، وأضاف أنه لجأ خلال الفترة الماضية إلى التسويق الإلكتروني للكتب، ولكن لم يكن له عائد على الرغم من أنه قدم نجاحات كبيرة في دول الخارج خلال أزمه كورونا، متابعًا: "يتم على طريقتين، الأولى هي بيع الكتب الورقية أون لاين وتوصيلها حتى المنزل، والطريقة الأخرى هي قراءة الكتاب أون لاين".
ونتيجة الظروف الحالية التي يمر بها، لجأ "الغالي" إلى تخفيض رواتب الموظفين داخل دار النشر، وأصبحوا يحضرون 3 أيام بدلًا من 6 خلال الأسبوع الواحد، وفقا لحديثه، قائلا: "مفيش شغل خالص أصلا، وممكن أضطر خلال الفترة اللي جاية إلى تقليل العمالة أو الموظفين داخل الدار لو استمرت الظروف الصعبة دي لفترة طويلة".
"بكر": وزارة الثقافة ليس لها دور تجاه دور النشر الخاص خلال أزمة كورونا تمامًا
شريف بكر، 45 عامًا، صاحب دار العربي للنشر والتوزيع وعضو لجنة حرية النشر في اتحاد الناشرين الدولي، أوضح أنه اجتمع في بداية الأزمة مع الموظفين داخل الدار للحديث حول أزمة كورونا، واتفقوا على انهم سيمروا سويًا من خلال تلك الأزمة، وأنه لم يقم بتسريح أو تخفيض المرتبات حتى الآن بل حاول التفكير خارج الصندوق للاستفادة من تلك الفترة في إنجاز مهام أخرى من ضمنها تنظيم الدار داخليًا، بالإضافة إلى جرد المخازن، بالإضافة إلى العمل كثيرًا على التسويق الإلكتروني.
وأكد "صاحب دار العربي" أن وزارة الثقافة لم تكن لها دور تجاه دور النشر الخاص خلال أزمة كورونا تمامًا، وأن دورها بشكل عام على مدار الفترات الماضية قبل كورونا مقتصر على معرض القاهرة الدولي للكتاب ومكتبة الأسرة، متابعًا: "عندي داخل الدار 40 كتاب جاهزين للطباعة لكن قررت تأجيلهم خلال فترة أزمة كورونا بسبب انخفاض نسب شراء الكتب بشكل كبير، يبقى ليه أدفع فلوس طباعة وورق ومستلزمات وأركن الكتب دي جنبي"، مشيرًا إلى أنه قد يضطر إلى تسريح بعض الموظفين أو يُخفض المرتبات إذا استمر الوضع على ذلك الحال.
"الحضري": الوضع كارثي وأي ناشر ليس لديه غطاء مادي مُعرض للغلق
أما عمر الحضري، 25 عامًا، مدير دار فصلة للنشر والتوزيع، تحدث عن شراء الكتب "أون لاين" خلال الفترة الحالية، موضحًا أنه على الرغم من رواج الشراء "أون لاين" بشكل عام خلال فترة كورونا إلا أنه فيما يخص شراء الكتب كانت أقل من النسبة الطبيعية التي كانت قبل كورونا، قائلا: "خلال الفترة الماضية كثفنا من التسويق الإلكتروني، وزودنا عدد المنصات اللي يتم من خلالها عرض الكتب، والدعاية كانت أكتر، لكن للأسف برضه الكتاب في السوق مش واخد حقه"، مشيرًا إلى أن أي ناشر ليس لديه أي غطاء مادي مُعرض خلال الفترة المقبلة للغلق.
وأكد "مدير دار فصلة" أن وزارة الثقافة لم تقف إلى جانب الناشرين خلال تلك الفترة الصعبة ولم تُقدم أي صور من أجل دعمهم، مضيفًا: "الوضع كارثى للغاية في مجال النشر والكتب على الرغم من أن هناك مؤسسات في مجالات أخرى استطاعت التأقلم مع الوضع والظروف الجديدة"، موضحًا أنه خلال تلك الأزمة استطاع الحفاظ على فريق العمل داخل الدار، واكتفى بتخفيض المرتبات دون تسريح أي من العاملين، "لكن بصراحة مش عارفين هنقدر لحد امتى مانمشيش حد ونحافظ على الموظفين اللي موجودين في الدار".
وأوضح "الحضري" أن هناك العديد من دور النشر علقت عملها بشكل كامل خلال فترة كورونا انتظارًا لما ستسفر عنه الأزمة خلال الفترة المقبلة، متابعًا: "رفع حظر التجول هيساعد بشكل كبير في انتعاش سوق الكتاب مرة أخرى خاصة مع عودة فتح المكتبات على مدار اليوم، وعودة حركة وحياة الناس في الشارع مرة تانية، ولما الناس تنزل من بيتها بشكل أكبر هينعكس على حركة شراء الكتب بشكل عام".