الرئيس السيسى يوم الاثنين الماضى، وخلال افتتاحه بعض المشروعات القومية بمناسبة احتفالات مصر بثورة يونيو، قال كلاماً مهماً حول المخالفات وفساد بعض الموظفين فى الجهاز الإدارى الذين تركوا وتستروا وتواطأوا على مخالفات المبانى، حتى أصبحت واقعاً مؤلماً يرهق مرافق الدولة، مخالفات المبانى وفوضى الشارع المجرم الحقيقى فيها هو الموظف الفاسد والمسئول المرتشى، ولذلك كنت، وما زالت، أتمنى إزالة هؤلاء الفاسدين من مناصبهم قبل إزالة الأبراج المخالفة. الحكومات السابقة، وعلى مدار عشرات السنين تركت كل مواطن يفعل ما يريد وقتما يريد دون اعتبار للمصلحة العامة بحيث تراكمت لدينا مخالفات فى كل المجالات تنوء بحملها الجبال.
ولكن كلام الرئيس يطمئن، لأنه يسعى لتطبيق دولة القانون على الجميع ولن يترك حق الدولة وقرار إزالة البرج السكنى الضخم المخالف فى سوهاج وإقالة صاحبه من منصبه المهم رغم أحقية الدولة فى مصادرة العقار، لأنه مبنى على أملاكها ولكن الهدم رسالة تؤكد أنه لا أحد فوق القانون والتصدى بحزم لكل المخالفات وتصحيح أخطاء الماضى.
كلام الرئيس شجعنى أيضاً على مواصلة الكتابة عن سرطان الكافيهات، الذى استشرى فى كل ربوع الوطن ولها تأثير ضار كبير على الاقتصاد والصحة والبيئة، بالإضافة إلى دورها فى الازدحام المرورى وأزمة الانتظار والجراجات.
البعض يدافع عن الكافيهات باعتبارها توفر فرص عمل ولكن فى الحقيقة المستفيد منها أصحابها فقط الذين يربحون الملايين ويدفعون أجوراً زهيدة للعمال.
بمجرد أن طرحت الموضوع فى المقال السابق وصلتنى رسائل كثيرة تحمل أفكاراً للتعامل مستقبلاً مع الكافيهات والمحلات، منها رسالة د. رشدى السلاب، أستاذ العظام بجامعة المنصورة يقول فيها: «مقالاتك فى الحقيقة هادفة جداً، يا ريت كلامك يتحقق، أنا شخصياً كنت سعيداً جداً بالحظر، لا ضوضاء ولا زحام. المنصورة كانت لا تنام إلا بعد الفجر وسيارات فى الميادين وعلى النيل وأصوات أغانٍ مرتفعة والزحام فى المرور، يا ريت دعوة شاملة من مثقفى الدولة لإغلاق المحلات التجارية 10 مساء والمطاعم 11، ولا بد أن يعلم الشعب أن هذا التنظيم سيعود عليهم بمردود على المدى الطويل من صحة واهتمام بالعمل أكثر».
أما الأستاذ طارق بلال رجل أعمال، فقال:
«أنا من القراء المعجبين بمقالاتك الهادفة، ويا ريت جريدتكم المحترمة تتبنى حملة للتخلص من سرطان الشيشة فى الكافيهات التى يتفنن أصحابها فى الهروب من القوانين والقرارات ووصل بنا الحال إلى تقديم الشيشة لأبنائنا وبناتنا وهم جالسون داخل السيارة بعيداً عن عيون الرقابة ولسه منتظرين منهم الجديد بعد قرار فتح الكافيهات بدون شيشة والحل سيدى الفاضل بسيط جداً وهو مثلما تفضلت إخلاء جميع كافيهات العاصمة من الشيشة وإنشاء أماكن على الطرق الصحراوية للراغبين فى تناولها، وهذا متبع منذ زمن بعيد فى بعض الدول العربية، مثل السعودية وكذلك حظر التدخين داخل جميع المصالح الحكومية والمطاعم والأماكن المغلقة، والذى يريد التدخين يخرج فى مكان مفتوح حتى لا يضر غيره ورب ضارة نافعة. يمكن الكورونا تجعلنا نتعظ، وربنا أراد المحافظة على شبابنا الذى انجرف لهذه الظاهرة بشكل مخيف».
ختاماً، الحكومة قررت وقف تراخيص البناء رغم أهميته للبلد لحين التأكد من الالتزام بالاشتراطات الهندسية والتخطيط العمرانى، ومن باب أولى مراجعة تراخيص الكافيهات والتى كلها أضرار على الوطن والمواطن.