من تداعيات الإغلاق لتوزيع الهبات.. قصة الأزمة الاقتصادية في إسرائيل
احتجاجات في إسرائيل بسبب الأزمة الاقتصادية
يبدو أنّ الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن الإجراءات الاحترازية والإغلاق لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم كان لها تأثير كبير في إسرائيل، ما انعكس في الشارع بخروج التظاهرات الحاشدة ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، بسبب الوضع الاقتصادي، حيث قُدمت ضده ملفات فساد.
وفي التظاهرات رفع المحتجون الأعلام السوداء وطالبوا برحيل نتنياهو أمام منزله، بسبب لوائح الاتهام التي قدمت ضده وما يعتبرونه فشله في التعامل مع أزمة كورونا، ما أدى إلى وجود أوضاعٍ اقتصادية سيئة.
وحاول بعض المتظاهرين إزاحة الحواجز التي نصبتها الشرطة في المكان، وحدثت مواجهات عنيفة بينهم وبين أفراد الشرطة، وألقى المتظاهرون البيض على رجال الشرطة وجرى استدعاء قوات خاصة؛ لتفريقهم من أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفقا لهيئة البث التابعة للاحتلال الإسرائيلي "مكان".
وبحسب ما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيكط، حمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "فساد نتنياهو يكلفنا الصح، توقف عن الانهيار - استقيل، وحكومة التدمير"، وغيرها من العبارات، وقالت الشرطة، إنّ مئات المتظاهرين توجهوا في مسيرة نحو مركز القدس وأغلقوا خط قطار كهربائي، كما ألقوا زجاجات على عناصر في قوات الأمن.
التظاهرات لم تأت من فراغ، فوفقًا لما ذكره موقع "آي 24" الإسرائيلي، قفز معدل البطالة في إسرائيل من 3.4% في فبراير إلى 27% في أبريل الماضي، وذلك أيضًا على ما يبدو ما دفع نائب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزير الأمن، بيني جانتس إلى دعم للمتظاهرين الذين احتجوا على سياسات الحكومة الاقتصادية خلال الوباء السبت الماضي خلال مظاهرة في تل أبيب.
جانتس: الذين خرجوا إلى الشوارع يعبرون عن محنة حقيقية ومبررة
وكتب جانتس عبر صفحته على فيس بوك: "المواطنون الذين خرجوا إلى الشوارع يعبرون عن محنة حقيقية ومبررة ولهم الحق في ذلك. ونحن، كحكومة، علينا مسؤولية الاستماع والعمل لإيجاد الحلول".
وأضاف: "لقد جلب لنا فيروس كورونا واحدة من أكبر الأزمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية في تاريخ الدولة، يمكننا معا التغلب عليها من خلال الحفاظ على الحياة وسبل العيش".
وذكرت اللجنة المشرفة على المظاهرة، أنّ "هذه المظاهرة هي نتيجة 4 أشهر من الإحباط والمعاناة الحقيقيين نتجت عن شعور خطير بعدم اتخاذ إجراءات ملموسة من جانب الحكومة في مواجهة المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها الإسرائيليون".
محاولات نتنياهو للسيطرة على الأزمة الاقتصادية وغضب الجمهور
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، كشف عن خطته للدعم الاقتصادي، التي وُصفت بأنّها "شبكة أمان" للعمال الذين يعملون لحسابهم، والعاطلين عن العمل والشركات، من أجل إخراج إسرائيل من أزمة وباء كورونا.
والأحد الماضي، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأنّ الحكومة صادقت على خطة اقتصادية جديدة لمساعدة أصحاب الأعمال الخاصة المتضررين من كورونا، وصرف معونات مالية لهم.
ونقلت الصحيفة على لسان نتنياهو أنّ هذه الخطة سيتم تنفيذها، بشكل كامل، على مراحل بما يتضمن مساعدة الشركات الكبرى، وبأنّ الجزء الثاني أو الدفعة الثانية من هذه المساعدات لم يتم الموافقة عليها بعد.
هبات مالية لمواجهة الأزمة
ومساء أمس، أعلن نتنياهو عن خطة اقتصادية بموجبها يتم توزيع هبات مالية على الإسرائيليين لمواجهة الأزمة، وقال في مستهل مؤتمر صحفي مساء بمشاركة وزير المالية يسرائيل كاتس: "أعلن اليوم عن دعم مالي إضافي لجميع المواطنين، والذي سيضاف الى الخطة الاقتصادية التي قمنا بعرضها قبل أسبوع، وللخطوات التي قمنا بها في ابريل-مايو" وبحسبه: "بموجب الإحصاءات هذه الخطوات نجحت وعشرات آلاف الإسرائيليين عادوا إلى سوق العمل".
وبموجب الخطة التي عرضها نتنياهو، فكل عائلة مع طفل واحد تحصل على منحة مالية بقيمة 2000 شيكل، والعائلة مع ولدين تحصل على منحة بقيمة 2,500 شيكل، والعائلة من 3 وأكثر تحصل على 3000 شيكل، والأعزب من جيل 18 فيما أعلى يحصل على منحة بقيمة 750 شيكل.
وقال مخاطبا الإسرائيليين: "ستحصلون على هذه الهبات في غضون أيام عن طريق نظام التأمين الوطني، لكن قبل كل شيء يجب اتخاذ القرار"، معربًا عن أمنياته بأن تدعم جميع الكتل الحزبية الخطة في الكنيست، حال اضطروا إلى الحصول إلى دعم الكنيست وتمريرها كمشروع قانون.