"مؤامرة الحريم" تلك التي نجا منها الملك رمسيس الثالث بأعجوبة من الموت لكنها خلفت وراءها العديد من الأسرار وآخرها تكشف مؤخرا على يد فريق مصري ترأسه الدكتور زاهي حواس، الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، والدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة والمتخصصة في أشعة الآثار، في طريقهم لحل لغز "مومياء المرأة الصارخة"، التي كانت ضمن مشتملات الخبيئة الملكية في الدير البحري.
وخبيئة الدير البحري الملكية عُثر بها أيضًا على مومياء على نفس الوضعية لرجل صارخ أثبتت الدراسات الحديثة بالأشعة المقطعية والـDNA أنه الأمير بنتاؤر ابن الملك رمسيس الثالث، والذي أُجبر على الانتحار شنقًا عقابًا له على تورطه في قتل أبيه الملك رمسيس الثالث فيما يعرف بمؤامرة الحريم.
ما هي مؤامرة الحريم
قال مجدي شاكر، كبير الآثريين، إن مؤامرة الحريم جرت في عهد الملك رمسيس الثالث صاحب معبد هابو الشهير بجمال تصاميمه، لدرجة أنه يطلق عليه مقبرة الآله، وكان لرمسيس كبقية الملوك زوجتان زوجة أولى رئيسية وزوجة ثانية وكان وريث العرش يجب أن يكون الابن البكر للزوجة الرئيسية لكن هنا بدأت مؤامرة الحريم من الزوجة الثانية.
يتابع شاكر في حديثه لـ"الوطن"، أن الزوجة الثانوية للملك حاكت مؤامرة مع رؤساء كهة ونوبيون من أجل حصول ابنها بنتاؤر ابن الملك رمسيس الثالث على الحكم، ولكن المؤامرة باءت بالفشل مما جعل الملك الذي هددت حياته يقدم زوجته وابنه للمحاكمة، مشيرا شاكر إلى مدى رقي مصر القديمة لحرص الملك على محاكمة خيانة زوجته وابنه له ولم ينتقم بنفسه.
وأسفرت المحاكمة عن الحكم بالسجن للاثنين دون طعام أو شراب وبالتالي عثر عليهما فارغي الفاه، فلم يستطيعا دفنه بطريقة صحيحة، أما مراسم دفن الابن الذي احتال على والده كانت غريبة عن بقية موتى المصريين القدماء حيث تمت إهانته بلفه بجلد الماعز بدلا من الكتان.
حالات عدم تحنيط الموتى عند المصريين القدماء
أوضح شاكر، أن هناك عدة حالات لم تحنط فيها جثث موتى المصريين القدماء حتى لو كانوا من العائلة الملكية أو معهم مقدرة مالية على التحنيط، فكانوا لا يحنطون "الإعداء والخونة ومدبري المؤامرات والمجرمين" موضحا أن الليل على ذلك إنا لم نجد أي مومياوات من هذه الفئات الجميع.
وتابع أن التحنيط كان بحسب المقدرة المادية فكان العامة لا يستطعون التحنيط بنفس خامات الملوك وهو ما جعلنا نجد مومياوات الملوك، إلا أن موميات العامة اختفى معظمها عدا النبلاء وبعض الفئات القليلة ذات المقدرة المادية العالية فقط.
حيوانات نجسة عند المصريين القدماء
أما فيما يخص الحيوانات النجسة فيرجع تنجيس المخلوقات لعدة أمور منها واحدة من أهم الأساطير المصرية القديمة المتمثلة في رحلة الشمس من الغروب لشروق اليوم التالي وهي رحلة بمركبة شمسية تسير تحت الأرض وتواجه حيوانات تمنعها من الشروق مرة أخرى أبرزهم الماعز مما جعل الماعز من الحيوانات النجسة.
ويتابع شاكر أنهم أيضا نجسوا بعض أنوع الأسماك، حيث ورد في اسطورة أيزيس وأوزوريس أن هناك نوعا من السمك اعتدى على حورس، فضلا عن "الملوخية" التي كانوا يعتبروها من الأكلات السامة لم يأكلها المصريون إلا حين غزا الفرس مصر وأجبروهم على أكلها لتسميمم لكنهم لم يموتوا وبدأوا في أكلها بعد تلك الواقعة.
تعليقات الفيسبوك