(1) أمك يا ابنى..
هل سخرتَ من أمك أمس بعد أن عادت من الانتخابات وأدلت بصوتها فى اللجنة الانتخابية، وشاركت فى كرنفال بُشرة خير؟؟
فعلاً؟؟ هل فعلت؟؟
هل قلت لها: كيف ترقصين أمام اللجنة؟؟
كيف جرؤتِ على أن (ترقعى) الزغروطة أمام الناس؟؟
كيف أصبحتِ (فُرجة)، ومناسبة لكى تلتقط صورك وسائل الإعلام؟؟
ليس شرطاً بالمناسبة أن تكون أمك.. لكنها بالتأكيد أم شخص غيرك.. هى سيدة محترمة، لو وضعت نفسك مكانها لبعض الوقت، ستدرك أنها (مخنوقة)، ترقص من (كبت) سياسى عانت منه خلال ثلاث سنوات كانت تظن خلالها أن مصر التى تحلم بها ستأتى..
قالوا لها إن الثورة حلوة مفيش كلام.. وعدوها بالاستقرار، أخبروها أن الشباب هم زينة هذا البلد، أكدوا لها أن الحلم يمكن أن يتحقق لو صبرت قليلاً، ثم لم يحدث شىء، لم يحدث أى شىء.
أصبح الخلاص بالنسبة لها يعنى عودة الأمور إلى ما كانت عليه على أقل تقدير.
هى سيدة محترمة، تريد أن تفرح، تريد أن تشعر أن هناك سبباً للسعادة حتى ولو كان الوقوف فى الطابور، تريد أن تنسى كل ما كان لأنك لم تعطِ لها بديلاً، ولم تثبت جدارتك، بل ورُحتَ تسخر منها ومن غيرها باعتبارهم العواجيز، كبار السن، جيل النكسة والهزيمة، الرقاصين، ثم بعد كل ذلك.. تنتظر أن تقف بجانبك وفى صفك؟؟ طب إزاى، وأنت تسخر منها؟؟.. إزاى وأنت تهينها؟؟.. إزاى وأنت تشتمها وتسبها هى ومن مثلها؟؟ إزاى وأنت تصر على أن تتجاوز فى حقها وتبعدها عنك أكثر وأكثر؟؟
(2) ابنك يا حاجة..
هل رقعتِ ابنِك قلمين يا حاجة نظراً لما ترينه (قلة أدب) منه بعد أن انتقدك ورفض رقصك أمام اللجان؟؟
هل (مسخرتِه) و(هزأتِه) واعتبرتِه واد (مش وطنى) وربما (خاين) و(عميل)؟؟
هل ذكرتِه بأن (ثورته) جابت البلد لورا، وأنه السبب فى خراب مصر هو ومن مثله؟؟ هل مارستِ هوايتك فى الدعاء عليه، مؤكدة لنفسك أن دعاكِ (من ورا قلبك)، مع أنك فى قمة غضبك منه؟؟
يا أمى العزيزة.. جرّبى أن تضعى نفسك مكان ابنك.
صحيح هو شىء صعب، وأعرف ذلك جيداً، لكن لتحاولى، حتى تفهمى ما يشعر به.
هذا ابنكِ الذى كانت كل متعه فى الحياة أن يخرج مع أصحابه، فمات أحدهم فى الـ18 يوماً، ومات آخر فى أحداث الفترة الانتقالية، ومات ثالث فى استاد بورسعيد، ومات رابع فى الاتحادية، ومات خامس فى رابعة، ومات سادس فى مظاهرة، وحُبس سابع رغم أنه لم يفعل شيئاً، ثم لم يأت أحد، أى أحد، بحق هؤلاء، بل ولم يعد أحد من مرشحىْ الرئاسة الذين نزلتِ لتختارى أحدهما بأى شىء حقيقى وعملى وممسوك فى هذا الملف؟؟ ثم بعد كل ذلك ترينه عيّل (بايظ) رغم أنه (شَابَ) قبل الأوان، ودخل المشرحة أكثر مما دخل النادى، وذهب إلى جنازات أكثر من ذهابه إلى الأفراح، وكل ذلك لأنه يحلم ببلده التى يسرقها دائماً المنتفعون وأصحاب المصالح، وفجأة يراكِ ترقصين أمامه فى اللجنة..
طب بذمتك ودينك؟؟ لو أنكِ مكانه، بماذا ستشعرين؟؟
(3) مصر اللى جاية
هل جربتم (الحوار) الذى سيلجأ له الجميع بعد فوات الأوان مهما طال الأمر؟؟
الحوار يبدأ من داخل أسرة.. الأب فيها سيختار مصر التى يعرفها حتى لو انتمت لزمن سابق، والابن يراهن على مستقبل لا يعرفه، والأم ترقص وتزغرط على باب اللجنة لأنها لا تريد سوى الأمن والأمان والسعادة الآن.. الآاااان.