الطرطور هو الشخص الذى لا ينفذ أحد أوامره أو يلتفت إلى قراراته. الأب «الطرطور» مثلاً هو ذلك الأب الذى لا يسمع أولاده كلامه، ومش حتكلم عن الزوجة طبعاً، لأن موقع الزوجة من بعض المصريين يتشابه كثيراً مع موقع المجلس العسكرى، فهى خط أحمر، والعادى أن يسمع «الزوج» الأسد -اللى أصله قطة- كلامها. والطرطور العاجز أمام مراته عادة ما يكون وحشاً جسوراً وأسداً هصوراً على ولاده. لأنه ليس من المعقول أن يعيش «طرطوراً» أمام الجميع، لكن ماذا تفعل القطة المسكينة أمام «النمرة» الحقيقية التى لا تهذر. فسرعان ما «تزغر» النمرة لها إذا حاولت الاستئساد على الأولاد لتدفعها -بكل تلقائية- إلى البحث عن أقرب «قرطاس» يقابلها لتدفس رأسها فيه. ويتشابه وصف القرطاس مع الطرطور فى تشخيص حالة الانكفاء أو الانبطاح أمام قوة لا يستطيع الفرد أو الجماعة أن يفرض عليها تنفيذ تعليماته وطلباته وأوامره.
على الإخوان أن يختاروا واحداً من الاثنين: الطرطور أو القرطاس، «ينقوا» اللى حيحبك على دماغهم أكتر وهم يتعاملون مع الحكومة الحالية. والمناسبة هى ذلك القرار الذى اتخذته وزارة التعليم باستطلاع آراء طلاب المدارس حول قانون الثانوية العامة الجديد الذى وافق عليه مجلس الشعب مؤخراً. فالأبناء فى الحكومة لم يسمعوا كلام «مجلس الآباء» الإخوانيين تحت «قبة الشعب»، فبعد صدور القانون ونشره فى الجريدة الرسمية اتخذ الوزير جمال العربى هذا القرار وارتدى «وش» الديمقراطية، وبدأ فى استطلاع رأى الطلاب فى القانون الجديد. ثار نواب الجماعة وتساءلوا: إزاى ولادنا فى الحكومة مينفذوش القانون، لقد أصدرناه وخلصنا، ما لزوم أن نسأل عنه الطلاب الآن. والإجابة بسيطة إنها لزوم التعامل مع اللى مالوش لازمة!
فالحكومة ترى أن قرارات مجلس الإخوان لا تلزمهم طالما خدوا الضوء الأخضر من المجلس العسكرى. والدليل على ذلك الجماعة التى هاجت وماجت مثل «النار الموقدة» داخل مجلس الشعب للمطالبة بإقالة الحكومة الجنزورية ثم إذ بها تتحول إلى «برد وسلام» على المجموعة «الجنزورية» بمجرد صدور الأوامر إليهم من المجلس العسكرى. إنها الزوجة يا سادة التى تنظر بـ«العين الحمرا» إلى الأب عندما يمد إيده أو عينه إلى الأولاد -على غير رضا منها- فتكون النتيجة أن يدفس الأب رأسه فى «القرطاس» سريعاً ليؤثر السلامة، وأبسط قواعد السلامة أن يتحول الاستجواب إلى إحاطة، بمعنى أن يقف «الطرطور» أمام الزوجة قائلاً: بس لازم تعرفى إن أنا أبوهم وإن من حقى أربيهم وأخليهم يسمعوا كلامى، بس حقول إيه إنتى أمهم بردو وأدرى بمصلحتهم، وعندما تحمر عين الزوجة أكثر أمام هذا الكلام، يستطرد المسكين: وأدرى بمصلحتى أنا كمان طبعاً!