لم تستغرق فرحتى بإطلاق اسم صفاء حجازى على إحدى محطات الخط الجديد لمترو الأنفاق كثيراً، قبل أن يبددها هجوم وتنمر البعض على الإعلامية الراحلة وابنة شقيقتها المذيعة سارة حازم. التى بكت على الهواء أثناء تقديمها برنامجها على شاشة «دى إم سى» بمجرد معرفة الخبر الذى كان مفاجأة كبيرة لها. يرى البعض أن اسم صفاء حجازى لا يستحق أن يطلق على محطة مترو أو شارع لأن هناك أسماء عديدة لإعلاميين أكثر تأثيراً ونجاحاً منها، وكالعادة استغل البعض الخبر للهجوم على المذيعة سارة حازم لا لشىء سوى لأنها ابنة أخت صفاء حجازى، وبالتأكيد وجدت فرصة فى الإعلام لهذا السبب! دون أن يعلموا أنها بدأت مراسلة فى قناة «النهار اليوم»، ومن بعدها مذيعة لبرنامج قراءة الصحف قبل أن تنتقل إلى قناة «دى إم سى»، ولو أن صفاء حجازى كانت تستغل منصبها لعينت ابنة شقيقتها كمذيعة بقطاع الأخبار ومنحتها برنامجاً كبيراً لتقديمه وقت أن كانت تشغل الراحلة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، ولكنها لم تفعل لأنها كانت تحترم منصبها وتاريخها، أما عن سبب إطلاق اسمها على محطة المترو الجديدة، فمن يعرف تاريخ صفاء حجازى سيدرك أنها تستحق هذا التكريم، لأنها عاشت سنين عمرها مخلصة لمهنتها ومحاربة ضد الظلم والمرض اللعين، ولم تستسلم لأى منهما للحظة واحدة، وبخلاف ذلك فصفاء حجازى هى أولى السيدات المصريات اللاتى جلسن على منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون قبل أن يتم استبدال المنصب بمنصب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وقبلها كانت أول سيدة تتولى منصب رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، هذا بخلاف عملها كمذيعة قدمت خلال مسيرتها مجموعة من اللقاءات المهمة مع زعماء ورؤساء عرب. وهو ما يجعل إطلاق اسمها على محطة مترو «الزمالك» الجديدة أمراً عادياً فى بلد من المفترض أنه يحترم المرأة ويقدس دورها فى الحياة.. وفى الحقيقة اسم صفاء حجازى نموذج مشرف كإعلامية ونموذج مقاتل كامرأة لم تستسلم للمرض اللعين وظلت تعمل حتى الساعات الأخيرة من عمرها.. وهو ما جعل الهجوم على إطلاق اسمها عل محطة مترو، تنبعث منه رائحة تصفية حسابات وكره لا يوجد أى مبرر لهما، والإعلامية الكبيرة ترقد فى قبرها لن يفيدها إطلاق اسمها على محطة مترو، ولن يسعدها الهجوم الرخيص الذى تعرضت له، طبيعى أن يتم إطلاق اسم صفاء حجازى على محطة مترو وشارع رئيسى أيضاً، بدلاً من الاعتراض على القرار ومحاولة وضع سم والتلميح لمجاملة الراحلة، وفى الحقيقة لا أعرف سبب مجاملة شخصية متوفاة! كان الأفضل أن يطالب الجميع بتكرار الأمر مع باقى الإعلاميين والرموز الثقافية والفنية والإعلامية والصحفية فى مصر.. لماذا لا يكون عندنا محطة صفاء حجازى، أيضاً محطات همت مصطفى وسناء منصور ونجوى إبراهيم وأحمد سمير ومصطفى أمين وعلى أمين ومحمد التابعى ومحمد حسنين هيكل ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزى وعبدالحليم حافظ وعاطف الطيب، وغيرهم الكثير من الرموز المصرية التى شكلت وجدان وثقافة هذا الشعب، ولماذا ننتظر حتى يموت هؤلاء الرموز لنقوم بتكريمهم وتخليد أسمائهم؟ لماذا لا يحدث هذا وهم على قيد الحياة ليعيشوا ما تبقى لهم وهم يعرفون أن عمرهم لم يذهب هباءً، وأن الوطن الذى أخلصوا له يقدر ما قدموه؟.. المشكلة الحقيقية لم تكن فى إطلاق اسم صفاء حجازى، ولكن هى الغيرة من استمرار ذكر اسمها بعد رحيلها، ومن نجاح ابنة شقيقتها سارة حازم التى تذكر فى كل لحظة اسم خالتها بأنها صاحبة الفضل عليها، ولكن سيبقى اسم صفاء حجازى كمذيعة وإعلامية مصرية كبيرة، وسيذهب كرههم وتنمرهم إلى المكان الطبيعى الذى يجتمع فيه كل شىء كريه وقبيح!
سلاماً على روح الإعلامية الكبيرة صفاء حجازى.