أسفل لافتة رخامية مكتوباً عليها "مصوغات ومجوهرات آرت جولد"، تجلس نوال محمد، محاطة ببضاعتها من الأدوات المنزلية ومستلزمات المطبخ، فى مفارقة تبدو غريبة على المارة الذين يلحظون ثمة اختلاف بين الشكل والمضمون.
تروى "نوال" قصة المحل الذى كان يوماً ما خاص ببيع المصوغات الذهبية: "الحكاية بدأت من 20 سنة، كان عندنا محل دهب ومجوهرات، بس بمجرد ما جوزى اتوفى كل ده راح، وبقيت لوحدى مسئولة عن أربع أولاد بنتين وولدين، لازم أراعيهم وأصرف عليهم، فكان الحل أنى أنزل اشتغل بنفسى، وأنا اللى عمرى ما شفت الشارع".
منذ وفاة زوجها، لم تتخل "نوال" عن اللون الأسود، سواء فى جلبابها الواسع أو الحجاب، مقارنة بكل تفاصيل حياتها التى تغيرت بشكل كامل، منذ قررت أن تصبح رجل البيت: "بعد توزيع التركة، فضل المحل على البلاط، وأنا أكبر ولادى لسه فى أولى جامعة، وأصغرهم فى المدرسة، رحت اشتريت شوية مستلزمات منزلية وأدوات مطبخ وإكسسوارات بنات وبدأت اتاجر فيهم بنفسى، وطبعا فتحت المحل بنفس يافطته وديكوره اللى كان خاص بالدهب".
مرور 20 عاماً على بداية عمل "نوال" فى المحل، فترة طويلة لم تجعلها صاحبة خبرة فى التجارة فقط، بل أيضاً فى الحياة، ترسم بكلماتها الواقع الذى تعيشه المرأة المنتمية إلى طبقة متوسطة وشعبية من كثرة الواجبات الملقاة على كاهلها، والأدوار التى يجب أن تقوم بها: "الست أقوى من الراجل، بتشتغل بره وجوا، وبتراعى عيالها لغاية ما يكبروا، والراجل بيعتمد على أنه بيصرف وخلاص، أنا فى ساعات كنت بقعد أعيط لوحدى وأقول يا رب ادينى القوة أن أوصل عيالى الأربعة لبر الأمان، مش بس بسبب صعوبة التوفيق بين الشغل والبيت وتربية العيال لوحدى، لكن بسبب مضايقات الناس ليا فى الشارع".
ولفتت إلى أنها أخذت قرار بأن تكون رجل فى التعامل وتنسى كلمة ست، حتى تستطيع أن تواصل حياتها فى الشارع.
تعليقات الفيسبوك